Author

بدء التقديم

|
تحاصرنا هذه الأيام أخبار الالتحاق بمختلف مكونات التعليم الخاص والعالي، طبعا التقديم للدراسة في المدارس الحكومية ينتهي قبل بداية العام الدراسي السابق. هذا لأن العملية هناك من التعقيد لدرجة أنه لا يمكن أن تجد الفرصة إن تأخرت لأي سبب من الأسباب، يمكن أن تتخطى هذه المشكلة بزيارة مكتب مدير عام تعليم المنطقة لتسجيل طفل في الابتدائية. المحاصرة التي نعيشها هذه الأيام سببها الأهم هو أنه لا يمكن أن تغلق الجامعات القبول قبل أن تظهر نتائج الثانوية العامة التي تبني عليها الجامعات قرار قبول الطالب من عدمه، ينطبق هذا على مختلف مكونات التعليم العالي من كليات عسكرية وتقنية وما إليها. البناء على نتائج الثانوية العامة فقط مع الاختبارات المتعددة التي تزيد عاما بعد آخر هو من قبيل محاولة استيعاب العدد الأكبر من المؤهلين فعليا للمجال الذي تعمل فيه المؤسسة التعليمية، على أن الفكرة ليست بهذا الوضوح عندما نتحدث عن نوعية المرشح الأمثل للدراسة في أي من المجالات سابقة الذكر. الذي يثير استغرابي هو الحال المختلف تماما في أغلب دول العالم. تصور عزيزي القارئ أن الطالب هناك يقدم أوراقه للترشح على مقعد جامعي أثناء دراسته الثانوية وخصوصا السنة الأخيرة، حيث ينشغل الطلبة بتعبئة الاستبانات وحضور المقابلات الشخصية التي تنظمها مؤسسات التعليم العالي ـــ خصوصا الأكثر شهرة مثل جامعات IVY LEAGUE في الولايات المتحدة. يمكن أن يحصل الطالب على القبول في الجامعة وهو لا يزال يدرس الثانوية العامة، فهل يثير هذا بعض الحوافز لجامعاتنا لتكوين مثل هذه المنظومة التي تنظر لقدرات الطالب الفكرية وليس لورقة تحمل نتيجة حالته النفسية خلال فترة معينة هي فترة الامتحانات. الأهم من هذا وذاك، هو أن الجامعات من هذا النوع ترسم مستقبلها وتبني على ذلك نوعيات الطلبة الذين تختارهم ليثروا التجربة الأكاديمية والبحثية فيها. تحصل الجامعة بهذه الطريقة على أفضل المرشحين الذين تنطبق عليهم متطلبات تنفيذ رؤية الجامعة خلال السنوات التالية. هذا المفهوم كان معتمدا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قبل ظهور مركز قياس. كانت الجامعة تنفذ اختبارات القدرات في المناطق للمرشحين لدخولها، لكنها لم تكن تمارس دور المقابلات الشخصية التي تبني عليها القبول للطالب من عدمه. أما الجامعات الأخرى فحديثي عنها يتصل.
إنشرها