رونالدو يتشبث بواحدة من فرصه الأخيرة مع البرتغال

رونالدو يتشبث بواحدة من فرصه الأخيرة مع البرتغال

بعد 12 عاما من مشاركته الأولى مع المنتخب البرتغالي في البطولات الكبيرة يتطلع نجم كرة القدم الشهير كريستيانو رونالدو إلى الفوز بأول ألقابه مع منتخب بلاده في واحدة من فرصه الأخيرة بالبطولات الكبيرة. ويخوض رونالدو (31 عاما) بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016) بدافع المنافسة على اللقب خاصة وأنها قد تكون المشاركة الأخيرة له مع منتخب بلاده في البطولات الأوروبية لاسيما وأنه سيكون في الخامسة والثلاثين من عمره عندما تنطلق فعاليات النسخة التالية عام 2020.

وأشاد فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي مؤخرا بلاعبه الخطير قائلا "على أي مستوى سيكون لدينا رونالدو المتحفز. إنه لاعب حاسم عدد الأهداف التي يسجلها أمر لا يمكن تصديقه لأنه ليس مهاجما صريحا". وأنهى رونالدو مشاركته الأولى مع المنتخب البرتغالي في البطولات الكبرى بالدموع تنهمر من عينيه بعد الخسارة 0/1 أمام المنتخب اليوناني في نهائي يورو 2004 التي شهدت أقرب فرصة أمام رونالدو للتتويج بلقب مع منتخب بلاده قبل أن تتحول إلى أسوأ ذكرى في مسيرته الكروية حتى الآن".

ولن يكون لدى المنتخب البرتغالي في يورو 2016 نفس الفرص العديدة التي كان يمتلكها قبل 12 عاما عندما كان البرازيلي لويز فيليبي سكولاري مديرا فنيا للفريق. وعندما تأهل المنتخب اليوناني إلى نهائي يورو 2004 بالبرتغال ، ساد التفاؤل بين أنصار المنتخب البرتغالي بأن الفوز سيكون من نصيب أصحاب الأرض ولكن الفريق بدأ في التعامل مع منافسه اليوناني بالجدية المطلوبة بعد فوات الأوان. وبكت البرتغال كلها لهذه الهزيمة في النهائي والتي كانت صدمة عنيفة لرونالدو الذي كان في التاسعة عشر من عمره آنذاك.

ولم تسنح فرصة أخرى مشابهة لرونالدو مع المنتخب البرتغالي بعدها رغم تزايد أهمية اللاعب بالنسبة للفريق بمرو الأعوام حيث أصبح نجما عالميا بارزا في سماء كرة القدم. ورغم هذا ، وبشكل عكسي تماما مع تطور مستواه ونضجه الكروي على مستوى الأندية كان رونالدو مضطرا للتعايش مع الإخفاق البرتغالي في البطولات الكبيرة على مدار السنوات الماضية. وكان هذا الفشل البرتغالي دليلا على أن أي منتخب لا يمكنه الاعتماد على نجم واحد حتى وإن كان هذا النجم هو كريستيانو رونالدو.

وبعد يورو 2004 فقد المنتخب البرتغالي تدريجيا عددا من نجومه البارزين مثل روي كوستا ولويس فيجو وديكو ولم يجد الفريق الاستقرار الذي ينشده حيث تعاقب على تدريبه عدد من المدربين. والآن يقترب الفريق من فعاليات يورو 2016 بثقة استمدها من مسيرته الرائعة في التصفيات المؤهلة للبطولة حيث فاز الفريق في سبع مباريات وخسر واحدة فقط في مجموعته بالتصفيات والتي احتل فيها المنتخب الألباني المتواضع المركز الثاني. وتصدر رونالدو قائمة هدافي الفريق في التصفيات برصيد 5 أهداف من 11 هدفا أحرزها الفريق في المباريات الثماني التي خاضها بالمجموعة.

ويأمل مشجعو المنتخب البرتغالي في أن يكون رونالدو جاهزا بالفعل لخوض البطولة الأوروبية على عكس ما كان عليه قبل عامين عندما خاض فعاليات كأس العالم 2014 بالبرازيل بعد سلسلة من المشاكل البدنية في نهاية الموسم الكروي الذي خاض فيه العديد من المباريات مع الريال. واعترف رونالدو نفسه بعد خروج المنتخب البرتغالي من الدور الأول للمونديال البرازيلي وقال "لم أكن جاهزا وربما كان يتعين علي عدم المشاركة في المونديال البرازيلي". وودع رونالدو والمنتخب البرتغالي المونديال البرازيلي صفر اليدين بعد احتلال المركز الثالث في مجموعة الفريق بالدور الأول خلف المنتخبين الألماني والأمريكي.

والآن ، يعاني رونالدو مجددا من مشاكل عضلية مع نهاية موسمه الشاق مع الريال والذي كان موسما غريبا أيضا لرونالدو حيث هتفت ضده بعض من جماهير الريال في يناير الماضي ولكنه استعاد ثقة الجماهير بعدما قاد الفريق لعدة عروض ونتائج مميزة في الشهور التالية. وسجل رونالدو 3 أهداف رائعة (هاتريك) في 12 أبريل الماضي ليقود الريال إلى الفوز 3/0 على فولفسبورج الألماني إيابا في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا بعدما خسر 0/2 أمام نفس الفريق ذهابا في ألمانيا.

وسجل رونالدو أهدافا من مختلف الأنواع منها ما هو من تسديدات قريبة ومنها أهداف بالرأس وأخرى من ضربات حرة. وهذا هو رونالدو الذي تحلم به جماهير البرتغال في يورو 2016 بفرنسا. ويرجح أن تكون تجربة 2014 دافعا له ليولي مزيدا من الاهتمام لما يحتاجه حتى يظهر بالشكل المناسب والفعال في يورو 2016 خاصة وأنه لا يملك الكثير من الفرص الإضافية.

وقد يشارك رونالدو في كأس العالم 2018 بروسيا ولكنه سيكون في الثالثة والثلاثين من عمره وقتها وهو ما يعني إمكانية تراجع مستواه. وأثيرت بعض الشائعات في أبريل الماضي بأن رونالدو قد يعتزل اللعب الدولي بعد يورو 2016. وسواء كان هذا صحيحا أو خاطئا فإن يورو 2016 ستكون بلا فريق مرشح بشكل حاسم لإحراز اللقب وقد يتمكن رونالدو المتوج على عرش نجوم أوروبا لسنوات طويلة من السطوع مع المنتخب البرتغالي في هذه الفرصة التي قد تكون الأخيرة له.

الأكثر قراءة