Author

سلبية البعض .. لماذا؟

|
فجر السبت الماضي التقطت صور من حديقة في الرياض، كانت الحديقة تشكو جور زوارها في الليل، النفايات تتكدس هنا وهناك، وعمال النظافة يعكفون على إعادة تهيئتها لاستقبال الزوار من جديد. تباينت الآراء حول هذه اللقطات في "تويتر". هناك من اعتبر أن التقصير من البلدية، لأنها تخصص أماكن محدودة لوضع النفايات في الحديقة، وهناك من اعتبر أن المسألة تحتاج إلى وجود مراقب يحمل دفتر مخالفات ويتولى تطبيق النظام على من يتجاوز. وهناك من رأى أن التفاعل، يعكس اهتمام الناس بالمشكلة، وانعكاس ذلك على الوعي العام بشكل كامل. البعض اعتبر أن الأمر طبعي، وأن وجود العمال التابعين للبلدية يكفي، إذ إن الدولة وفرت هذه العمالة من أجل أن ترفع النفايات من الحديقة. بعض الطروحات كانت متطرفة، وبعضها ينطوي على عنصرية؛ إذ ركز اتهاماته على فئة من الوافدين. أنا ميال إلى تفعيل المخالفات على المتجاوزين، وقبل ذلك وضع اللوحات التي تحذر من ترك الفضلات والنفايات، وعدم المغادرة إلا بعد تنظيف المكان. من المؤسف أن هذه اللوحات غائبة في الأماكن العامة، والرقابة محدودة جدا، ولا تكاد تهتم بسلوكيات المرتادين تجاه مسائل النظافة. السلوكيات هي عنوان للشخص، اهتمامك بالنظافة في مكتبك أو سيارتك أو بيتك ينبغي أن يواكبه اهتمام بنظافة الأماكن العامة، دخول البعض إلى دورة مياه في مطعم أو مسجد، يعكس حالة لا مبالاة لا تليق؛ وهذا امتداد لحديثنا عن واقع بعض الناس في الحدائق والمتنزهات والأماكن العامة. لكن هذا ينبغي ألا يجعلنا نتجاهل فئات من الناس، تهتم قبل مغادرتها للمكان بأن تتركه نظيفا، يمكنك أن تلحظ هذا أيضا في المقاهي والمطاعم التي تعتمد على الخدمة الذاتية. البعض قبل مغادرته طاولته يتأكد أنه ترك المكان نظيفا ويضع طبق الطعام في المكان المخصص لذلك. هذه الممارسات الإيجابية لا تنقص من قدر الإنسان، بل تعكس سعة أفقه وقدرته على هضم مفهوم الحضارة والرقي وتحويلها إلى واقع يعيشه في كل حالاته.
إنشرها