Author

«أبو نية كسب أبو نيتين»

|
لم ألمس تكتيكا أو خطة أسهمت في تمكين الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر المستقيل من كسب جولة البيانات وتسييرها لما يريد، فقد سارت الأمور لمصلحته دون سعي منه، ووجد تعاطفا جماهيريا ربما فقده في آخر أيامه في النادي العاصمي الأصفر. ربما النية الطيبة هي التي جعلته يكسب تلك الجولة التي أديرت للمس به وإخراجه من الباب الصغير، وأسهمت في الاسطفاف الجماهيري حوله، الذي لم يسبق له مثيل، حتى أنه فاق ذلك التعاطف الذي حققه وهو يعيد النصر لمنصات التتويج بعد غياب لعقد ونصف من الزمن. لا أحد ينكر أن الأمير فيصل بن تركي هو المسؤول الأول في بناء النصر الحديث، وهو من سلخ جلده وأعاد البسمة لجماهيره بعد سنوات عجاف تجرعت فيها كثيرا من الحرمان والألم، بل إن كثيرا منهم هجر النادي وأعلن توبته من التشجيع الرياضي، والبعض أعلن انتماءه إلى أندية عالمية وأخرى محلية هروبا من وضع الفريق الذي لم يجلب لهم في تلك الحقبة المظلمة إلا الحسرة والألم والانكسار. في السنوات التي سبقت عهد فيصل بن تركي فقد الفريق العاصمي الذي كان يعد ركنا أساسيا في قمة الكرة السعودية كل شيء، لم يبق منه إلا الذكريات وبعض من الجماهير الصابرة والصامتة حتى جاء الرئيس الذي أطلق عليه الجميع لقب "كحيلان" واستنهض الهمم وقام بعمل جبار، تمكن خلاله من إعادة الفريق للبطولات، والأهم من كل ذلك أعاد للفريق قيمته وهيبته التي فقدها في زمن أطلق عليه النصراويون "الغفلة". وأنا أتابع المشهد النصراوي كنت أعتقد أن كحيلان عندما يترجل ويعلن استقالته سيكون التكريم نصيبه، وأن الجميع سواء على المستوى الشرفي أو الإعلامي والجماهيري في البيت النصراوي سيقدم له الشكر والعرفان والامتنان، ولكن ما حدث كان العكس مع الأسف الشديد، فكان التشكيك نصيبه والبيانات تنهال عليه في مساع للنيل منه وطمس تاريخه الحافل بالإنجازات. الأندية كلها تعاني أزمات مالية، وتدار من قبل محبين يقدمون ويدفعون بسخاء دون منة، والرجال المحبون قلة ولا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة، ومن وجهة نظري أن الأمير فيصل بن تركي أحدهم، فقد دفع ما يتجاوز ربع مليار، ناهيك عن دعمه عندما كان شرفيا وقبل أن يرأس النادي. أعود وأقول إن نية الأمير فيصل بن تركي الطيبة ربما هي السبب الحقيقي في هذا الحب الذي حفه في اللحظة الأخيرة وهو يخرج من ناديه مودعا، بعد أن أعاده للمجد بعد غياب. وقد يختصر المشهد كله المثل الشهير القائل "أبو نية كسب أبو نيتين".
إنشرها