Author

الوقاية من مخاطر «تويتر»

|
تناولت في حلقتين مضتا قضية التواصل الاجتماعي، وما تحمله في طياتها من توجيه لرؤى المجتمع في اتجاه أو آخر بناء على عمليات مدروسة تنفذها جهات تعمل بجد لإيصال رسائلها بالطريقة العلمية الأضمن للوصول إلى نتائج معينة. هل هي عمليات تسويق من مستوى عال؟ أتصور أن الوضع أخطر من هذا بكثير. يعتمد التسويق على ترسيخ الصورة المطلوبة من خلال التكرار، ووضع المنتج في مركز إيجابي يضمن القبول به، وهذا العمل هو من الأمور القديمة بعض الشيء. تحدثت بالأمس عن أمر أكثر خطورة وتطورا، ذلك أن الصورة المراد ترسيخها لا تظهر أبدا أمام المشاهد. يشكو كثير من الشباب لزملائهم أو أهلهم من تخيل أصوات وصور معينة تدعوهم لسلوك معين، مثل الاعتداء على شخص أو الهجوم على موقع أو السفر إلى مكان معين. هذه البدايات التي يستخفها البعض هي من قبيل التواصل غير المرئي telepathyartificial، حيث ترسل الرسائل بموجات غاية في الدقة تناسب استقبال المخ، ولكنها تتجاوز قدرة الحواس على معرفتها والتعامل معها. هنا نسترجع الحروب النفسية التي كانت تستخدمها الجهات المخابراتية وتستخدم لتحقيقها وسائل معروفة مثل مكبرات الصوت أو المنشورات التي توزع من الطائرات أو عن طريق العملاء، حيث كانت هذه البدايات التي تجاوزتها العملية بمراحل لتصبح جزءا من تطبيقات إلكترونية تطور داخل المختبرات ويتم اختبارها دون أن يكتشف الكثيرون أنهم مجال تجارب لإيصال رسائل معينة. هنا أدعو الآباء والأمهات إلى مراقبة سلوك الأبناء والبنات، خصوصا وقت الإجازة التي يسمح لهم فيها بممارسة هواياتهم الإلكترونية خصوصا، فإذا رأيت ابنك أو بنتك دائمي التعلق بأجهزة الألعاب الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي، وإذا كنت تصحو لتجدهما نائمين وسماعات هذه الأجهزة لا تزال في الأذنين، فأنت في حاجة للمساءلة والتعرف على ما يحدث لهما. إن التركيز على الصراحة والطلب من الأبناء والبنات أن يبلغوا أولياء أمورهم عما يشعرون به من مشاعر قوية تجاه أمور معينة في المجتمع أو الأسرة، وسيلة مهمة لاكتشاف المخاطر التي قد يقعون ضحايا لها، ولا ننسى أن الكثير ممن هربوا من أسرهم ليصبحوا ضحايا في حروب إقليمية، لم يكونوا سوى شباب همهم الأكبر هو التسلية في مواقع التواصل الاجتماعي.
إنشرها