Author

ختامها مسك

|
تأتي الرغبة مختلفة بين فرسي الرهان، حين يلتقيان غدا في سباقهما نحو نيل كأس خادم الحرمين الشريفين؛ فالأحوال تبدلت والمعطيات تغيرت؛ فالنصر يعاني كثيراً بسبب قلة الدعم المالي, خسارة اللقب, صراع شرفي, وحرب بيانات ضيعت اللحمة ووحدة الكيان السابقة, أدخلت النادي في دوامة البحث عن قائد جديد، بعد أن أعلن رئيسه الذي أعاده للتوهج والمنصات مغادرة كرسي الرئاسة نهاية هذه المباراة، التي ستكون محطة الوداع الأخيرة بينهما فكحيلان تنحى ويريد من الآخرين أن يكملوا المسيرة, حال ليس كما يريد المحبون والعاشقون لهذا الكيان؛ فالفرقة تزداد والخلافات في ذروتها، وكان أول حطبها تنحي الداعم خالد بن فهد عن منصبه الشرفي وبقاءه محبا وعاشقا فقط، ما جعل المرشح الآخر لكرسي الرئاسة فهد المطوع يعدل عن رغبته في الترشح, كما أن ملف الديون بات يكبر يوماً بعد آخر حتى بلغت متأخرات رواتب لاعبي الفريق تسعة أشهر؛ فهي تحتاج إلى مخاض صعب وعسير لترى النور وتهدأ نفوس لاعبيه؛ كي يواصلوا الأداء بروح وثقة عاليتين, وسط هذا المُناخ الرغبات تتزاحم وسط مشاعر رئيس يريد أن يودع المشهد وهو منتصر ببطولة تعيد نورا من بريق قد اختفى، ونهاية قد تخفي حسنات مضت؛ فالعبرة بالخواتيم؛ فالنقلة التي حدثت للعالمي تحت إدارته شوهتها أخطاء النهايات, ما يوجب عليه المحاولة بكل جهد ألا يخرج بخسارة تعصف بكل هذه المكتسبات؛ فهل ينجح في تعديل المسار قبل النهاية؟ في الجانب الأهلاوي هناك من يشابه الرئيس النصراوي في الحال والصورة ألا وهو المدرب الصارم جروس فقد تواترت الأخبار تؤكد رحيله واتفاق مسيري النادي مع قوميز الذي كان خياراً نصراوياً قبل أن تخرجه الخلافات الشرفية من العقد الملزم للموسم المقبل؛ فالسويسري الذي كسر عناداً استمر تجاوز ثلاثة عقود وبشخصيته الصارمة والتفكير العميق في كيفية التغيير والقيادة نجح في تحقيق كأس دوري جميل، وأظهر براعة في قيادة فرقة الرعب الأهلاوي لتحقيق الحلم وإطفاء عطش هجير السنين الماضية غير أن البوصلة التي ترغب في المحافظة على المكتسبات والمضي لما هو أفضل وأكمل رأت أن الدور قد انتهى هنا، ولابد من ضخ قوة وفكر فني جديد، بعد نجاح الإدارة في إحضار توليفة رائعة وما زالت تستقطب المزيد, جروس يريد مثل رئيس النصر أن تكون بصمته باقية وأثره مستمرا وظاهرا؛ فلا يرغب في خسارة اللقب الأخير له مع من تشربوا طريقته وعرفوا كيف يكونون في المقدمة وبجهد وتخطيط فني عاليين؛ فالسقوط من أعلى السلم كارثة لا تحمد عقباها, قد لا يستطيع النهوض من تبعاتها بعد ذلك.
إنشرها