default Author

هل نحن زائفون؟

|
يشعر أبناء هذا الجيل كبارا وصغارا بفرحة عند دعوتهم لحفلة تنكرية إما تقمص شخصيات معينة أو العودة للبساطة وبجاما بارتي، أي أن هناك تعطشا لنعيش على غير ما نحن عليه أن نكون مزيفين! وأشهر حفل تنكر في العالم هو عيد الهالوين الذي هو في الأساس يوم عطلة عند الشعوب التي كانت تعيش في وسط وشمال أوروبا قبل الميلاد حيث كان الناس هناك يعتقدون أنهم في حاجة إلى ارتداء الأقنعة ليحموا أنفسهم من الأرواح الشريرة التي تطاردهم تلك الليلة. واستمر ارتداء الناس للأقنعة حتى اليوم فتجد من يختبئ خلف ابتسامة زائفة ومنهم من يتوارى خلف سماعات الأذن حتى لو لم يكن يسمع شيئا، إلى ارتداء النظارات الشمسية في الليل والأماكن المغلقة! وغير هذه الأقنعة الشكلية هناك أقنعة انفعالية فتجد الشخص الفاقد للثقة بنفسه يعدد أسماء ويتحدث باستمرار عن شخصيات مشهورة يعرفها أو يدعي أنه يعرفها، وإذا كان شخصا غير واثق من قوته البدنية تجده يلجأ للعنف في تصرفاته والضرب حتى لو مازحا والشخص الذي يشعر بأنه غير محبوب أو مرغوب فيه تجده يختبئ خلف قناع الغضب والغضب الدائم من كل شيء وعلى أي شيء، فما الذي يدفعنا لارتداء الأقنعة؟! إنه خوفنا من أن يكتشفنا العالم على حقيقتنا فنفضل الحياة الزائفة وهذا ما أطلق عليه "متلازمة المحتال" ونعتقد أننا استطعنا خداع من حولنا وتمكنا من صنع الصورة التي نريد لأنفسنا ولا نعلم أن من حولنا لديهم القدرة على اكتشافنا بسهولة، لذا كن أنت وسارع للتخلص من الأقنعة لثلاثة أسباب مهمة أولها أن تتمكن من العيش وتستغل كامل طاقاتك فعندما تكون مزيفا لا تستطيع استخدام طاقتك الكامنة فلا يوجد أحد يشبهك أو يمتلك مهاراتك في العمل مثلا لذا حاول أن تكون أنت وتستخدم كل طاقتك التي حرمك منها زيفك! الأمر الثاني الراحة النفسية، فالحياة الزائفة مرهقة للمزيف نفسه فهو مضطر لاستخدام أكثر من قناع والتخلص منها وهكذا حتى تنسى من أنت في الحقيقة تقول الممثلة الكوميدية فاني برايس: "اجعل العالم يعرفك كما أنت وليس كما ينبغي أن تكون لأنه عاجلا أم آجلا إذا كنت تتظاهر بشيء معين فإنك ستنساه، ثم أين ستجد نفسك وقتها؟". والسبب الثالث هو المداواة فلن تتمكن من معالجة مشكلتك وزيفك ما لم تواجهها وتبوح بها، انزع أقنعتك وواجه العالم عندها لن تشعر بالخوف أو الخجل أو الندم ولن تضطر للاعتذار، كونك أنت هو أفضل وأعظم شيء يمكن أن تكونه!
إنشرها