Author

جرائم في «تويتر»

|
يستخدم المغردون «تويتر» في المملكة بشكل كثيف , ويتابع الأغلبية ما ينشر من تغريدات كل ساعة في بعض الحالات. هذه الوسيلة هي من أفضل الوسائل لإيصال المعلومة , ولكنها في الوقت نفسه طريقة خطيرة لنشر الأخبار الملفقة وتكوين وجهات نظر تجاه بعض الأحداث والأشخاص حسبما يرغبه الملفقون. يعتمد كثيرون على المعلومات الواردة في تلك المواقع , على أن العلاقة بين من ينشر المعلومة والمتلقي تكون في حالات كثيرة مبنية على الثقة أكثر من أي شيء آخر , إلا أننا نلاحظ حتى في حالات الأشخاص المشبوهين أو من يحاولون تمرير أجندات معينة بمعلومات مغلوطة , نلاحظ أن المعلومة تنتشر بين فئات كثيرة من المجتمع حتى من المثقفين وكبار السن الذين يفترض أن يكونوا أكثر تمحيصاً عند قراءة ما يصلهم. هذه إشكالية بشرية وليست خاصة بمجتمعنا نحن فقط. أزعم أن هذه الوسائل هي أخطر طرق نشر المعلومات الكاذبة وتحريض فئات من الشعب ضد النفع العام. مزاج التغريدات وأوقات عرضها والظروف التي يستغلها كثير ممن ينشرونها , مؤداها جميعاً وتحقيق تأثير أكبر على نطاق أوسع. تتكفل نظرية المؤامرة بتفنيد كل المعارضات , وعلى من يعتقد أن مجتمعنا غير مستهدف أن يراجع كم القنوات المتخصصة في الإساءة للعلاقة بين فئات المجتمع , ومكونات المشهد العام في المملكة. كما أن مسميات المغردين الذين يعملون في الخفاء بحجة أنهم أبناء الوطن ومنقذوه , وعددهم الهائل الذي تجاوز 50 ألفا موقع ومغرد تعطي الانطباع عن حجم المؤامرة التي تستهدف مختلف فئات المجتمع سواء الشباب أو النساء أو الإسلاميين أو العلمانيين أو غيرهم ممن كان بالإمكان أن يتوافقوا ويتحدثوا مع مخالفيهم بلغة راقية جاذبة. تقف المملكة اليوم في مرحلة من الأهمية بمكان في تخطيطها لمستقبل أجيالها , وتعاونها على حماية المسلمين في كل أنحاء العالم , وتأكيد السيادة الوطنية للشعبين اليمني والسوري بعيداً عن معاول الهدم التي تحاول أن تقوض جهود هذه البلاد في كل مجال. إن الحديث عن مجموع نقاط محددة لما تواجهه البلاد من مخاطر يتسيده كثير من أصحاب المقاصد الخيرة, الذين تصيدتهم فئات أخرى لها من المصالح ما لها فحولت الأهداف الإنسانية الخيرة إلى وسيلة للتفرقة بين الناس .. وعن هؤلاء حديثي غداً.
إنشرها