Author

المشاركة في الحلم السعودي

|
ما زلت أتمنى على من يتصدون للكتابة والتعليق على رؤية المملكة 2030، أن يقرأوها بتمعن. أعترف لكم أنني أشعر بخيبة أمل بسبب بعض الكتابات التي تتناول الرؤية، وتطرح كلاما إنشائيا حولها، أو تتحدث عن آمال وتطلعات وطموحات وأفكار تطالب بإضافتها، وهي جزء أصيل من الرؤية. هذا السياق، الذي أتحدث عنه، جعل نخبا وعوام يتناولون الرؤية، ويتصدون لتحليلها، وأحيانا انتقادها، اعتمادا على صيغة “يقولون”. من الأفكار الخاطئة التي تمت نسبتها إلى رؤية المملكة 2030 أن السعودية في 2020 ستتحرر اقتصادياتها نهائيا من الاعتماد على النفط، كما أوردت إحدى الصحف. وهذه في رأيي قراءة فيها اعتساف للكلمات والنصوص التي أوردتها الرؤية، التي ترى أن السنوات الماضية لم تحفز قطاعات حكومية على النهوض بالقطاعات الاقتصادية الأخرى، إما بسبب قصور بعض الأنظمة أو حتى بسبب الشعور بالأمان والتراخي نتيجة وجود سلعة النفط. الرؤية كانت ولا تزال تعد النفط من موارد الدولة ــــ وهذا أمر طبيعي ـــ هذا إلى جانب توجهها لتشجيع الاستثمار في مصادر الطاقة البديلة، والصناعات والسياحة الداخلية والخارجية وقطاعات الاقتصاد والاستثمارات الأخرى كالتنقيب عن المعادن. رؤية المملكة 2030 هي خطوة إصلاحية مهمة جدا. لكن الرؤية الجديدة تأتي محمولة فوق أجنحة الحلم السعودي المرتكز على حزمة قرارات، بدأت إرهاصاتها من خلال تشكيل وزاري جديد وجريء، اتسم بضخ طاقات شابة من القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى مراجعة كل الملفات والأنظمة ووعود بتفكيك العوائق التي كانت تتسبب في تفويت طموحات خطط التنمية السابقة. والشيء المحفز، أن صياغة هذه الرؤية تمت بمشاركة جميع القطاعات الحكومية التي كانت ممثلة في الورش التي صاغت المبادرات. إذن هي لم تأت من الأعلى إلى الأسفل على هيئة قرارات فاجأت القطاعات المختلفة، بل تمت بالتشاور والتفاهم واستحضار معطيات الحاضر. لغة رؤية المملكة 2030 جاءت واضحة ومتزنة ودقيقة، وهي تحتاج إلى أن يدعمها الجميع، أولا بفهمها واستيعابها، وثانيا بالحماس لها والسعي للمشاركة في ترجمتها على أرض الواقع. وثالثا بإشاعة التفاؤل والأمل أن هذا الحراك يأتي في هذا الحاضر الزاهي ليبني المستقبل الأفضل.
إنشرها