Author

شكل ومضمون التعليم الجديد

|
تحدثت بالأمس عن أولى الوزارات تفاعلا مع نشر خطة التحول الوطني 2030. هذه الوزارة هي وزارة التعليم، وهي في الواقع الأمل الذي نبني على تفاعله، بعد الله، الأمل في مستقبل واعد للمملكة، أغلب خطط التحول التي ظهرت خلال المائة سنة الماضية بنيت بالدرجة الأولى على التعليم وتطويره وتفاعله مع الأهداف. نجد اليوم نتائج تلك الخطط في جامعات عالمية ذات سمعة وتقدير في مختلف دول العالم، سواء تحدثنا عن سنغافورة أو ماليزيا أو ألمانيا أو اليابان وغيرها، نحن نتحدث عن تغيير أساس في العملية التعليمية في مختلف المراحل. يتطلب هذا أن نقوم بعمليات تجسير عديدة في مختلف مستويات التعليم لنتمكن من صناعة المواطن الذي يؤمن بمبادئ ومفاهيم التطور نفسه الذي تريده له الدولة. الاعتماد على الذات قد يكون محمودا لكنه ليس الطريقة الوحيدة لإيجاد التغيير الذي نريده في المدة التي نريدها. الحاجة تستدعي وجود عمليات تخطيط ومراقبة دقيقة تكتشف العيوب وتعمل على تلافي الأخطاء أولا بأول وهذا قد لا يكون متاحا لمقدم الخدمة الفعلي. هذا الأمر هو ما تحققه عمليات القياس التي تبنتها الرؤية الوطنية التي تحتاج الوزارة إلى التركيز عليها كجهة رقابية ومنظمة ومشرعة بدل القيام بالدور التنفيذي بمجمله. على أن المهم هنا أن تكون الجهة المنفذة التي تتولى العمليات الفعلية أكبر قدرة ومرونة ممن سبقها. معنى هذا أن تكون الجهات المنفذة الجديدة على مستوى عال من التأهيل والقدرة على التفاعل. يأتي هذا من خلال مجموعة من العناصر المكلفة ماديا، لكنها أقل تكلفة على الدولة من الوضع القائم اليوم. تأهيل المعلم سيكون أكثر كثافة وتطلبا وتنظيما مما يحدث اليوم، قد يجعل هذا متطلبات تخصص التربية في الجامعات أعلى من أغلب متطلبات التخصصات الأخرى. نحتاج إلى معلم أكثر التزاما وأعلى قدرة وأعمق تأهيلا وذي شخصية منضبطة قادرة على السيطرة في الفصل وتوجيه الطلبة ومساعدتهم على حل كل الصعوبات التي يواجهونها. نحتاج إلى فصول أكثر وأعداد أقل من الطلبة في كل فصل دراسي لنضمن وصول المعلومة واستيعابها من قبل الجميع. نحتاج إلى مناهج تؤكد القدرة العلمية وتكشف المهارات الشخصية وتزيل العقد التي يعيشها الطالب اليوم وهو مضطر لحفظ المواد دون فهمها. نحتاج إلى رؤية مختلفة جدا وهذا بيت القصيد.
إنشرها