Author

مقومات بناء الأمم

|
- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 595 *** حافز السبت بناء الأمة العظيم يعتمد على أن تكون كل طوبة فيه صلبة ومناسبة وقادرة على التحمل والصبر. أي البناء النفسي والعقلي والأخلاقي والولاء الوطني لكل فرد فيها. *** الرأي من مقومات بناء الأمم: - لا تقوم أمة بدون معتقد صريح وواضح يؤمن به أفرادها وقادتها ومؤسساتها. قويت الأمة الرومانية لما اعتقدت بالديانة المسيحية وابتعدت عن الوثنية والفلسفة الثيولوجية الأسطورية، وتهاوت أعمدة هيكلها الضخم لما غابت هذه الروح وصارت منهبا للڤاندال وغيرهم من بغاث الأقوام والشعوب. كما ظهرت الإمبراطورية الإسلامية القوة الأولى في كل العالم لقرون لقوة وازعها الديني، وكان توسعها معجزة حقيقة، في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب. والدولة الإسلامية في أول بداياتها ودون جيش نظامي ولا علوم عسكرية من أي نوع، وصلت حدودها حتى نهر الفولجا قرابة موسكو الحالية، وما هي إلا عقود من الزمن حتى صارت إمبراطورية ساحت بكل الدنيا المعروفة، حتى أن هارون الرشيد يخاطب سحابة غادية ويقول لها: أمطري أينما شئت فخراجك سيأتي إلي. وتهاوت الأمة العظيمة بعد تفكك الفهم الديني بمدارس شتى بعضها كاد يعتمد على فلسفة اليونان في تفاسير النصوص القرآنية.. وتفككت الدولة وضاعت. وما انتشر السلم في وسط وجنوب غرب أوروبا إلا لما كانت الإمبراطورية العثمانية في أوج اعتزازها الديني وثباتها عليه. وحكمت المادية المطلقة أمم السلوفاك من روسيا حتى البلقان حكما حديديا مطلقا، وكان عدو الحكومات الأول الأديان والقيم الروحية، حتى أن لينين منظر وزعيم الشيوعية وصفها بأفيون الشعوب. وحوربت المساجد والكنائس والمعابد.. ما إن سقط الاتحاد السوفياتي والدول الدائرة في فلكه حتى بزغت الأديان بقوة، وكأن الثمانين عاما لم تمر عليها مطلقا. - لا يمكن لأمة أن تتقدم مدنيا ولا عسكريا بلا علم يعتمد على البحث وإشعال الخيال العقلي في الرياضيات والهندسة والفيزياء وسلسلة العلوم التطبيقية والفكرية والإنسانية، كانت بروسيا صغيرة الحجم من قطاعات ألمانيا الحالية ولكنها كانت قوة مهابة لتقدم جامعاتها وإصرار شعبها المنضبط في الاجتهاد التحصيلي ودفع الحكومة الطموحة للبحوث في كل المجالات، وركزت على القوة العلمية لبناء معدات التسلح، فصار الجيش الروسي مضرب الأمثال. فزعت الولايات المتحدة قبل قرابة ربع قرن لما وعت على حقيقة تقدم التلاميذ الآسيويين على زملائهم الأمريكان، وتعرفوا على مناطق مهلهلة وضعيفة في المدارس الحكومية، فدقت ناقوس الخطر وهي الأمة المنيعة والأقوى والأثرى على كامل الكوكب، وأعلنت منهجا تعليميا إصلاحيا كان وقوده مذكرة بحثية تحت عنوان "أمة في خطر" - في بناء أي أمة لا يمكن أن يعتمد على الرجل وحيدا، هنا تكون أمة عرجاء لا يمكنها الدخول في أي سباق أممي، بله الفوز فيه. محمد علي جناح كان غيورا جدا على أمة الإسلام أيام كانت الهند تحت الاستعمار الإنجليزي. وقتها أي قبل الانفصال الكبير في عام 1948 لم تكن هناك باكستان ولا بنجلادش، بل أمة هندية تسمى بشبه القارة. محمد علي جناح وقف ضد وحدة الأمة الهندية وخالف المهاتما غاندي وتعارك مع حزب المؤتمر بقيادة جواهر لال نهرو، لأنه كان يدرك الخطر على المسلمين وسط محيط هندوسي، وهو من قال: لا تستحق أمة الوجود دون أن يكون الاعتبار للرجل والمرأة معا، ولا يمكن لأمة التفوق ومواجهة التحديات دون قدرات المرأة بجانب قدرات الرجل. في خلد محمد علي جناح لبناء دولة قوية هي باكستان بعد الانفصال تفعيل دور المرأة الذي كان خامدا بشكل تقليدي ومتوارث في السند. إتاحة الأدوار العقلية بالذات للمرأة كما تتاح للرجل سيرفع صفة العرج والقصور في الحركة في الأمة ويجعلها مستعدة لمضامير السباق الأممية. *** والمهم في بناء أي أمة لا يمكن أن تضع حتى نصف طوبة لصرح قوي دون أن تهزم عدوها الأول.. الفساد.
إنشرها