Author

خدمة العَلَم

|
تزداد أهمية السعودية يوما بعد آخر وتتعاظم التحديات التي تواجهها بحكم هذه الأهمية. تتزايد في الفترة الحالية محاولات تأزيم العلاقة بين المملكة وجيرانها من قبل كثير من الدول والمنظمات والتجمعات التي تخالف نهج المملكة وما تتميز به من أصالة في العقيدة والتوجه. الأساس الأهم في هذه الاختلافات هو محاولات السيطرة على القرار والفكر بما يتوافق وأهواء ونظريات ترى في المملكة عدوا بسبب الاختلاف الذي لم تفلح معه كل محاولات الإبعاد عن القيم الإسلامية الراسخة في البلاد. يمكن أن يرى بعض النقاد في المملكة حالة من الرفض المطلق لقيم معينة استسلمت لها أغلب دول المنطقة. مفاهيم فاسدة تحاربها المملكة، بينما يقع تحت تأثيرها كثير ممن يرون أنهم أحق بالقرار والتأثير في المجتمع، هذه المفاهيم في مجموعها وإن كانت محل أخذ وتداول بيننا، إلا أنها تسهم في تمكين حركات ومنظمات أجنبية في استقطاب الشباب ومحاولة التأثير فيهم ودفعهم إلى الاتجاه الخاطئ. تأتي في الاتجاه المعاكس مجموعة الذين يحاولون أن يجروا المجتمع معهم نحو التأزيم ليفقدوا الوطن روحه، ويحرموا كثيرا من مكوناته حقهم في الاختيار والحياة، فتنشأ عنهم فئة أخرى تحاول السير نحو اتجاه يخالف الفئة الأولى، ويتميز بالدموية والعصبية التي يستغلها آخرون ويحولون الشباب إلى قنابل متحركة تحاول أن توصل صوتها بالتفجير. نحن هنا في حالة وسطية نادرا ما تجدها في أي من دول العالم، ولهذا تحتاج البلاد إلى مزيد من الدعم لجهود الوسطية والحماية الفكرية لأبنائها في مختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية. لعل أهم ما نحتاج إليه في هذه المرحلة هو تعظيم روح الوطنية والانتماء للوطن من خلال التربية والنشأة القويمة للأبناء. يمكن أن تحقق فكرة خدمة العلم باقتطاع سنة من حياة الشباب في بيئة تعدهم للدفاع عن البلاد، مجموعة من الأهداف المهمة. ذلك أنها تسهم في دعم قدرات الوطن في مواجهة المخاطر المحيطة، فعندما يكون الشباب على مستوى عال من التأهيل العسكري سيكون لدينا جيش احتياطي مؤهل علميا وعسكريا. كما أنها ستسهم في تمكين الجهات التربوية والثقافية من التخلص من عوامل التأزيم والإفساد الذي يتنازع الشباب بسبب الفراغ الذي يعيشونه في مراحل المراهقة المرهقة. فهل نرى تطبيق خدمة العلم قريبا؟
إنشرها