الشغف بالوطن السعودي

أشعر بسعادة غامرة وأنا أرصد مظاهر المحبة للوطن. هذا الشعور الوطني العفوي الصادق الذي يعبر عنه أبناء وبنات الوطن عبر منصات التواصل الاجتماعي، مظهر إيجابي.
المملكة بتضاريسها الرحبة، وإنسانها الذي يملؤه الشغف بكل تفاصيل هذا الوطن، هي أرض خير وعطاء، ترعاه قيادة أمينة، وتبني من خلاله منجزات نشهدها شمالا وجنوبا، وشرقا وغربا.
عندما تأسست هذه الوحدة المباركة على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، كانت الطموحات للبناء والتحديث كبيرة. تواصلت المسيرة على يد أبناء المؤسس وأحفاده؛ يعضدهم نخبة من مختلف أرجاء هذا البلد الطاهر.
كانت التحديات ولا تزال صعبة، والإنجاز يحفز على مزيد من البناء والتنمية.
تضاءلت نسب الأمية، وانتشر التعليم العالي والجامعات والمستشفيات ومؤسسات المجتمع المدني في مختلف الأرجاء. رفاهية المواطن كانت خيارا أساسيا، اعتبرته القيادة أولوية. الشراكة في بناء هذا الوطن هي المحور الذي راهنت عليه المملكة، وهكذا نجحنا في تأهيل الكوادر الوطنية ذكورا وإناثا.
عمق السعودية الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي، جعلها تحمل على عاتقها المشاركة الإيجابية في مختلف القضايا.
كانت فلسطين وقضيتها وحقوق شعبها العنوان الأهم دوما، الأمر نفسه ينطبق على القضايا العربية والإسلامية. وقفت المملكة مع شقيقاتها في الرخاء والشدة، وكانت قراراتها الحازمة لدعم هذه الحقوق، تمثل صمام أمان، لهذه المجتمعات.
من هنا كان الدعم للعراق في ثمانينيات القرن الماضي - على سبيل المثال - ضد محاولات الاستقواء الإيرانية. نسي صدام حسين هذا الجميل، وقرر احتلال الكويت، فانحازت المملكة إلى الكويت، وفتحت حدودها للشعب الكويتي، واستضافت قوات التحالف التي حررت الكويت، وبذلت في سبيل ذلك الغالي والنفيس. هذه قصة ربما لا يعرف تفاصيلها الجيل الجديد من أبنائنا وبناتنا.
تكرر الأمر في البحرين مع التهديدات الإيرانية لها، وكانت قوات درع الجزيرة جاهزة، ثم جاء الخريف العربي، وكان الدعم السعودي غير المحدود لمصر. والأمر نفسه تكرر في سورية، ثم جاءت "عاصفة الحزم" في اليمن لتقف ضد الصلف الإيراني الذي لا يرعوي عن التدخل في الشؤون العربية.
وخاضت السعودية في الداخل حربا فاضلة ضد الإرهاب.
شهداء المملكة، الذين قدموا أرواحهم في فلسطين والكويت واليمن وسواها، كانوا يخوضون المعارك النبيلة، من أجل قضايا عادلة.
في كل هذه الأحداث، كان الإنسان السعودي، يقف خلف قيادته، ويدعم جهودها المباركة في الداخل والخارج.
إن محبة ثرى وأبناء هذا الوطن، من جدة إلى القطيف، ومن العوامية إلى الرياض، ومن حائل إلى الدمام، ومن نجران إلى عرعر وتبوك والقريات... لا يخضع للمزايدة.
أشعر بقلق من بعض المحبة الزائدة، التي تقع في فخ التعميم، وأثق بأن الغالبية يؤمنون بأن العناق بين مختلف الأطراف مسألة وطنية حتمية لا مناص عنها.
حفظ الله الوطن بقيادته وأرضه وشعبه من كل شر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي