Author

الحشمة يا بنات

|
بدأ صديقي حديثه عن الماضي غير البعيد حين كانت المرأة تحافظ بكل الوسائل على إخفاء كل ما يمكن أن تخفيه من جسدها. ذكر أنه لم ير شعر والدته إلا بعد أن كبرت في السن لشدة حرصها على التستر, وليس لأمر ديني فهو ابنها ومحرم لها. ثم عرج على الحال التي أصبحت عليها بنات اليوم من الإفراط في اللبس غير المحتشم في الحفلات والأعراس وغيرها من المناسبات. لعل عدم الحرص الذي سيطر في السنوات الأخيرة يدل على أزمة مجتمعية أفقدت كثيرا من مفاهيم الأسرة قيمتها التي سنتها قرونا من التعامل. كل المناطق اشتهرت بالحرص على حماية المرأة والعناية "بدريتها" التي استنبطت أصلا من مفاهيم الشرع الحنيف. تساءل ماذا حدث لنا في هذا العصر الغريب, ولماذا نتهرب من قيمنا وثقافتنا وكأنها موبوءة أو مخجلة؟ ربط ذلك باختيار وزير الدفاع الكندي من السيخ, وقد كان يلبس ما يميز هويته, ولم يستغرب أحد ذلك. بل إننا نلاحظ كثيرا من أهل الحضارات الشرقية – بالذات – يتميزون بمحافظتهم على موروثهم سواء من ناحية الشكل أو المضمون. استغربت حدته في الكلام, لكنه استمر ليروي ما حدث له صباح اليوم الذي كنا نتحدث فيه. شاهد صاحبي حادثا وقع لإحدى السيارات التي تنقل المدرسات. يقول: هرعنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الركاب, وفوجئت أن إحدى المعلمات سقطت من السيارة إلى الشارع, وتكشف أغلب جسدها لأنها لم تكن تلبس ما يسترها. هذه قضية مهمة ولا بد أن يأخذها الجميع في الاعتبار, فكما أن الراكب يستخدم أدوات السلامة والحماية كحزام الأمان تحسبا لخطر قد يحدث, أعتقد أن المرأة والرجل على حد سواء يجب أن يلبسا ما يحمي سمعتهما وخصوصا المرأة. لا شك أن الله هو الحامي, لكننا مطالبون أن نأخذ بالأسباب ونتوقع الأسوأ, ولهذا فكل واحد منا مطالب بأن يعيد حساباته, ومن ضمن ذلك أن تكون مثل هذه السيارات مجهزة بأحزمة أمان تكفي عدد الراكبات, وأن يطالب السائق الجميع باستخدامها, لأن ما حدث لهذه السيدة ومثلها هو نتيجة اجتماع عدم استخدام ما يحمي من الوقوع خارج السيارة, وإهمال اللبس الساتر, ما يضيف ألما وحسرة لمصيبة الإصابة أو الوفاة.
إنشرها