Author

تقويض الأمن العالمي

|
تفجيرات باريس التي تبنتها عصابة داعش ورئيسها أبو جهل البغدادي، ومن بعدها تفجير الحافلة في تونس، وقبلهما حادثة إسقاط الطائرة الروسية في مصر، أكدت للعالم أن استراتيجية عصابة داعش تقوم على تقويض السلام والأمن العالمي، وإنتاج حالة من الفوضى التي يترتب عليها استقطاب واستعداء ضد الإسلام والمسلمين، ومن ثم إحداث فجوة تفضي بالضرورة إلى قيام حرب بين المسلمين كطوائف، وبين المسلمين وغير المسلمين. وقد جاءت حادثة إسقاط الطائرة العسكرية الروسية من الأتراك لأنها دخلت حدودهم مع سورية لتزيد المشهد العاطفي اشتعالا وتأجيجا. يبدو السيناريو الداعشي شيطانيا، ويسهم في دعم هذا المخطط أنصار وأغبياء: أنصار هذا الأمر يصرون على اعتبار المواجهة في سورية هي مواجهة بين مسلمين وكفار. أما الأغبياء فهم الذين يصدقون هذه الخديعة، ويعتبرون كل من يقف ضد هذه المزاعم خارج دائرة الرضا. من المؤسف، وجود عقول مسمومة، تسعى جاهدة لتسويق فكرة العداء الحتمي بين الشرق والغرب، وهي تجتزئ الصور، فقط لتأكيد أن هذه الحرب قادمة لا محالة، وبالتالي ـ وهذا منطق غريب ـ فإن على المسلمين المبادرة في إظهار العداء.. بدأ السيناريو بالشماتة والفرح بتفجير الطائرة الروسية، واكتمل المشهد بالفرح بالتفجيرات التي شهدتها باريس. المؤدب في هؤلاء الأنصار والحمقى، راح يبرر المسائل، ويخلط الأوراق، ويسهم في تمجيد هذا وانتقاص ذاك. ما زال الخطاب ـ في الحالة السورية ـ يصوغ أولوياته على تهييج وتثوير وتحفيز الشباب الخليجيين للانخراط في داعش وسواها. وتشجيع تفريغ سورية من أبنائها وتهجيرهم. وصب الزيت على نار محنتهم، والضغط من أجل توريط السعودية ودول أخرى في مواجهة مباشرة. قلت لمجموعة من الشباب، جمعتني بهم جلسة في أحد المقاهي التي تهتم بالثقافة وتشجع القراءة، إن عملية التهييج والتحريش التي يمارسها أنصار داعش والحمقى الذين يدورون في فلكهم ينبغي الحذر منها. هم يقومون بتغليف أفكارهم عبر رسائل ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. ولا يتوقف هؤلاء عن ذلك، بل إنهم يقدمون عبارات مائية بليدة مؤداها النهائي كالمعتاد، المشاركة في التشكيك في القرارات الوطنية العليا، ومواصلة التغزل والمديح لقرارات الغرباء.
إنشرها