Author

هـؤلاء السودانيون

|
مقتطفات السبت رقم (575) *حافز السبت: من يثن على الناجحين، يساوهم في النجاح. *الرأي: أقامت جامعة المجمعة ملتقى كان له وقع مختلف عندي عن الملتقيات الأخرى. الملتقى الذي أتحدث عنه هو ملتقى الجامعات الخليجية حول المسؤولية الاجتماعية. كان اليومان الأولان حافلين بكلمات ومحاورات مع وزراء ومديري جامعات محلية وخليجية، واليوم الثالث ندوة مفتوحة صباحية لي مع كرام الحاضرين في مسرح الجامعة الرحب. كان طابع اللقاء الدقة المحكمة، والذكاء في وضع كل من شارك ضمن هذه الصرامة بالدقة بالوقت والترتيب دون أن يشعر المشاركون أنهم يساقون في قناة مدفوعين بتيار الدفع الوقتي. كان هناك تدريب وإعداد لكل شخص ضمن الآلة الإعدادية الكبيرة وأدهشني ما رأيته من لطف في إدارتي أنا شخصيا منذ وصلت، وفيَّ صفة العشوائية والارتخاء الوقتي.. دون أن أشعر وبكل رقة تعامل، فجأة.. شعرت أني عقرب ساعة! *شخصية العدد: السودانيون. أبو الكساوي الشريف، رجل لافت حقا، فهو يختبئ في جسده وعقله، وزيه السوداني بكرم في التفاف القماش الناصع البياض، فيه أدب جم وثقافة عربية عميقة، وأفاجأ بهذا الرجل الجليل يقف في كل محفل أكون ضيفه ويصفني بمفكر الأمة، مع علمي عن بعدي الضوئي عن هذه الصفة.. إلا أنه سوداني. الدكتور عبدالرحمن حسن يفاجئني ولم يسبق لي شرف معرفته أنه يعكف على آلاف المقالات المتناثرة لي في كل مكان، وينتقي ما قال إنها تقرأ بكل زمن ووزعها على مجلدات، عمل مجهد وطويل، سألت الدكتور عبدالرحمن: “قل لي صراحة ما هدفك وراء هذا العمل المضني؟ قال:”أن تكسر صيامك عن نشر كتبك، وأن تكافئني بهذا العمل، وأن تعدني بالعمل على نشره”.. لا عجب، إنه سوداني. أبو عمر صديقي بشير، موظف معنا منذ عقدين من الزمن صار الاسم المتداول بالعائلة لقدرته التلقائية على المبادرة خارج عمله وخارج صفته الوظيفية. لا يمكن أن أزور مركز شركتنا الرئيس في الرياض دون أن أقضي وقتا جميلا مع بشير نتناقش في مواضيع الدنيا، وهو يسعد إخواني ويسعدني.. لأنه سوداني. *والمهم في ندوة جامعة المجمعة داخل الأساتذة من الخليجيين والسعوديين فأثروا اللقاء.. وتحدثت من قاعة النساء الدكتورة نجاة وأدهشني ثبات إلقائها، وقوة حجتها، وسلامة لغتها العربية من غير زلة نحوية أو لحن بكلمة عامية وهي ترتجل. بعدها اضطررت أن أوقف الدكتورة تهاني التي داخلت بعدها، وقلت لها: هل الدكتورة رجاء وأنت سودانيتان؟ لقد عرفت أنهما سودانيتان من صفة غالبة عند السودانيين وهي التزامهم وولعهم باللغة العربية، لذا نبغوا أدبا حتى وهم يحملون أعلى الشهادات العلمية التطبيقية في الخارج أو في السودان.. وهي رسالة لجامعاتنا خصوصا أننا نستقبل يوم لغتنا الفريدة. في أمان الله
إنشرها