Author

المعايير الصارمة تحمي المستهلك والسوق من الغش

|
كرَّم وزير التجارة مفتشين لرفضهم رشوة قدمها لهم أحد التجار إثر اكتشاف حالة غش تجاري في مستودعاته، حيث أصر المفتشون على إثبات الحالة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ما تم ضبطه، وهي رسالة تعبر عن الأمانة والنزاهة التي يجب أن يتحلى بها الموظف العام، وهي أيضاً محل تقدير من قِبل المسؤولين. لقد استطاعت وزارة التجارة والصناعة، أن تشرك المستهلك في حماية نفسه، فبعد أن كان المستهلك يطالب بتوفير الحماية له، أصبح له دور فاعل ورئيس في ذلك من خلال مركز البلاغات. وتلقى المركز، منذ إنشائه قبل سنتين تقريباً، أكثر من مليون مكالمة؛ تضمنت شكاوى وبلاغات واستفسارات المستهلكين. وأكدت وزارة التجارة حرصها واهتمامها بالنظر في جميع البلاغات الواردة، والعمل على معالجتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة في زمن قياسي، وأنها تعمل بعزيمة وإصرار على مضاعفة جهودها في سبيل توفير بيئة تجارية منظمة تحفظ حقوق المستهلكين، وتحميهم من أي ممارسات غير قانونية يقوم بها التجار في السوق أيا كانت صفتهم أو حجمهم التجاري. أظهرت إحصائيات مركز البلاغات معدلاً مرتفعاً لرضا المستهلكين عند مستوى 76 في المائة، في حين بلغ عدد المكالمات الواردة للمركز أكثر من ألف مكالمة، كما بينت الإحصائية، تَصَدُّر قضايا الغش والتموين والتستر والبيع على الخريطة وعدم الالتزام بشروط الضمان والتلاعب بالأسعار وعدم توفير قطع الغيار وعدم وجود بطاقة السعر. ودعت وزارة التجارة والصناعة، العموم والمهتمين، إلى التواصل والإبلاغ عن شكاواهم عبر تطبيق "بلاغ تجاري"، الذي يُمكِّن المستهلك من تقديم البلاغات عن المخالفات التجارية، مع إمكانية إرفاق صور المخالفة وموقعها بشكل مباشر ليسهل التعامل مع المخالفة. إن المستهلك هو خط الدفاع الأول في حماية السوق من الأفعال الضارة التي يمارسها بعض التجار من شركات ومؤسسات وأفراد بعيداً عن أعين الرقابة، التي مهما بذلت من جهد فلن تستطيع الحضور في كل مكان لتقف على المخالفات. وهنا يأتي دور المستهلكين الذين يقع عليهم ضرر مادي وصحي من جرّاء المخالفات التجارية وأهمها الغش التجاري، حيث هناك أيضاً معاناة للتجار فهم يخسرون؛ لأن من يسوق منهم للسلع والبضائع ذات الجودة يخسر بسبب المنافسة غير المشروعة، ولذا فإن دور التجار مساعدة وزارة التجارة والصناعة، على الإبلاغ عن المنافسين غير النظاميين ممّن يروّجون للعلامات التجارية المقلدة أو المزيفة، وليس غريباً أن تصل الخسائر الناجمة عن الغش التجاري، طبقاً للتقديرات غير الرسمية في دولة بحجم السعودية، إلى 40 مليار ريال سنويا. وإن كان هناك مَن يقول إن هذه الخسائر أكبر من ذلك بكثير. وتقول وزارة التجارة في المملكة، إن عدد البلاغات الرسمية عن الغش التجاري يصل إلى 15 ألف بلاغ شهرياً، وهي فعلاً في تزايد مستمر، إذا لم تتوافر الأدوات الناجعة والمؤثرة. أما الجولات التفتيشية القوية فيجب أن تكون دائمة ومستمرة على جميع مصانع الغذاء ومخازن المستوردين، مع تطبيق المعايير الصارمة في فسح تلك المنتجات المستوردة، فزيادة الطلب الذي يسرّع من العملية الإنتاجية تؤثر في الجودة وقد تجعلها أمراً ثانوياً.
إنشرها