Author

منتخب «داعش»

|
«إذا أردت أن تـــشـــتــهــر فتحرش بالكبار».. نظرية طبقتها صحيفة عراقية مجهولة لدى 99 في المائة من العالم العربي، فنشرت صورة تزدري علماء المملكة، وتصف المنتخب السعودي بمنتخب «داعش». اشتهرت هذه الصحيفة ليوم واحد، ولكنها أظهرت كثيرا من الخبايا التي تفسر سلوك المملكة تجاه دولة العراق بشكلها الحالي. يرأس الحكومة نوري المالكي وهو صفوي معلوم ارتباطه بالملالي في قم. يؤكد هذا رجوعه المستمر لهم في قراراته التي حولت العراق بكليته إلى ساحة تفجير وتفخيخ، دفعت بالمجتمع للكراهية والعداء بين مكوناتٍ عاشت قروناً على وفاق. حرمته من "بانوراميته" التي حافظ عليها كل من سبقوا الغزو الأمريكي للعراق. تأتي التغييرات السياسية الفوضوية برئاسات كهذه لأن الناس يبحثون عن الخلاص في العقيدة، وما يؤمنون به من مفاهيم ورثوها عن آبائهم وأمهاتهم. لكن مثل هذه البدائل لا تستقيم مع متطلبات السياسة والحكم، ذلك أنها تأتي بمحاولة "لاستنقاذ" الناس من خلال إرغامهم على سلوك معين وتوجهٍ وحيد. المالكي مثال ومرسي ثانيا والمرزوقي ثالثا. كل هؤلاء يرى أنه يوجه دفة الحياة في دولته بالاتجاه الصحيح. لكن أنَّى يكون لبائع جائل أو أستاذ في الهندسة أو ناشط حقوقي، أن يدير دفة الدولة دون أن تكون له معرفة بخبايا السياسة وخبرة بكمائنها، ودون أن يكون لديه فريق متخصص يدفع باتجاه حماية الوحدة الوطنية بدءًا. خذوها مني نظرية جديدة: لا يستطيع أدهى رجال العالم أن يدير دولة ناشئة دون أن يتخلص من عنصريته لحزب أو دين أو قومية محددة في الدولة التي يحكمها. نظريتي الأخرى تقول: لا يمكن أن تغير قناعات الناس بالقوة وأهمها الدين. هذان خطآن ارتكبهما المالكي، فاتضح أنه لن يأخذ العراق سوى إلى الهاوية. هاوية تجسدها هذه الصحيفة ومثيلاتها من مثيري الحقد والكراهية والعداء داخل دولة العراق قبل أن تنشرهما في الخارج. قد يرى البعض أن المملكة لم تدفع باتجاه الوجود في المشهد السياسي العراقي بالشكل المطلوب، لكن التفسير يتضح عندما نرى مثل هذه المظاهر والتعذيب لأبنائنا في السجون العراقية بسبب جنسيتهم، ونسمع ما يقوله المالكي عن المملكة وربطه المستمر لها بما يحدث في بلاده دون دليل. هنا يتأكد للجميع أن العراق ما زال في محنة ومخاض سياسي قد تطول مدته.
إنشرها