Author

العمل التطوعي.. لإنقاذ شبابنا من الكسل

|
يكثر الحديث هذه الأيام عن الشباب وما يجب عليهم من إظهار مزيد من الجدية في دراستهم وأعمالهم وحياتهم وسلوكهم، وذلك لحماية بلدهم وسمعته المستهدفة من أعدائه وحساده والارتقاء به إلى المكانة اللائقة به.. ومن هذا المنطلق أركز مقالي اليوم على الشباب وأعني بهم الأبناء والبنات الذين ما زالوا في السن القابل للتشكيل والتدريب، والذين نلاحظ عليهم أو فلنقل على معظمهم الركون إلى الكسل والخمول والاتكال على الآخرين بشكل يدعو للقلق على مستقبلهم ومستقبل بلادهم.. فالطفل في ذهابه للمدرسة يستعين بمن يحمل حقيبته معه حتى يجلس على كرسي الفصل والعائد من المدرسة ينادي على العاملة المنزلية لاستقباله بكأس من الماء بدل أن يتناوله بنفسه.. ولا يقتصر ذلك على الطفل، بل يشمل الأكبر سناً ذكوراً وإناثاً! وفي المجال الدراسي يكتفي الواحد منهم أو الواحدة منهن بالحد الأدنى من النجاح، ليس لأنه غير قادر وإنما لأنه مشغول طوال اليوم ومعظم الليل بمتابعة الأجهزة التقنية الحديثة التي أثرت في عيون وعقول أطفالنا وشبابنا وأخرت نومهم، وجعلت حضورهم في المدارس جسدياً بعيون نصف مفتوحة وذهن شارد! هذا على المستوى الدراسي.. وفي مجال الأعمال حدّث ولا حرج وإلا لما سيطر الوافدون على أعمال التجزئة وأماكن البيع والشراء، وأصبح الشباب السعودي ينتظر وظيفة حكومية مريحة ولما ارتفعت البطالة الى حد غير معقول وغير مقبول! قد يقول قائل إنك رسمت الصورة بشكل قاتم.. ولكن ما الحل؟ وهنا أقول لا بد من إدخال العمل التطوعي في مدارسنا ومراحل تعليمنا منذ الصفوف الأولى حتى التخرج في الجامعة.. وحتى خارج المدارس يمكن الاتفاق مع الجمعيات الخيرية والجهة المسؤولة عن المساجد والبلديات وغيرها بأن يقوم الشباب من مختلف مراحل التعليم بأداء عمل تطوعي لهذه الجهات مقابل درجات تشجيعية أو أن يشترط تسلّمه المؤهل بأداء تلك الخدمة التطوعية.. وهذا المقترح طرحه أحد المتحدثين من الأساتذة الفضلاء في إحدى القنوات الفضائية. وهو جدير بالبحث من قبل وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي.. فالعمل التطوعي الذي أسست له جمعية مسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية يواجه صعوبات كثيرة لأن ثقافة العمل التطوعي غير موجودة في مجتمعنا الآن.. مع أنها كانت موجودة لدى الآباء والأجداد. وأخيراً: حتى على مستوى الفتيات المقبلات على الزواج لا بد من عمل تطوعي في المنزل.. وها هو الدكتور إبراهيم القعيد الخبير في مجال التدريب يقول إنه شاهد في اليابان عجوزاً تعلم الفتيات صنع الشاي، فظن أن ذلك من باب التسلية، لكنه أُفهم أن ذلك شرط من شروط الزواج للفتيات، وهذا الأمر قادم لدينا، فالجمعيات الخيرية مطلوب منها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية أن تقيم دورات لتدريب الفتيات المقبلات على الزواج، وربما يصبح ذلك شرطاً لإتمام عقد الزواج كما أصبح الفحص الطبي إلزامياً.. لقد ولى عهد مباهاة بعض الأسر بأن ابنتهم لا تجيد حتى "سلق البيض" أي أنها مرفهة لدى أسرة غنية.. وهذا من أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعنا دون شك!
إنشرها