تقييم التحالفات المتنافسة في الجسر البري بين الرياض وجدة
تجري الشركة السعودية للخطوط الحديدية ''سار'' حاليا، دراسة تقييم أولية للتحالفات المتقدمة بغرض تأهليها للدخول في المنافسات النهائية على مشروعي الجسر البري الرياض - جدة.
ويُتوقع أن تصل تكلفة مشروع الجسر البري بين الرياض وجدة إلى 60 مليار ريال، ممتدا على مسافة 958 كيلو مترا تقريبا، ويربط بين جدة والدمام والجبيل عبر العاصمة الرياض.
وأكدت ''سار'' أن فوز تحالفات لن يكون على حساب الجودة في قلة العرض مع المنافسين، وأنها ستأخذ في الحسبان اختيار الأفضل من الناحيتين الفنية والمالية.
وكشفت عن نقلها أكثر من 2.8 مليون طن من الفوسفات الخام من حزم الجلاميد في الشمال إلى رأس الخير والعكس حتى منتصف العام الجاري، وذلك منذ بدء تشغيل قطار نقل البضائع.
وقال لـ ''الاقتصادية'' الدكتور بشار المالك، مدير عام المشاريع في الشركة السعودية للخطوط الحديدة ''سار'': إن خط الشمال للمعادن اكتمل من حيث مد الخط الحديدي، وإنشاء المرافق الخاصة بنقل الفوسفات من مناجم حزم الجلاميد إلى مناطق المعالجة والتصدير في مدينة رأس الخير التعدينية على الخليج العربي، وبدأ تشغيله في أيار (مايو) 2011م، مضيفا أن ''سار'' تعمل حاليا لإنهاء متعلقات المرافق الخاصة بنقل البوكسايت في كل من البعيثة ورأس الخير، بالتعاون مع شركة معادن، وستبدأ تشغيل هذا الخط قريبا. وأضاف: ''مشروع ربط منطقة حزم الجلاميد في مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال في منطقة الحدود الشمالية، عبر خط حديدي يبلغ طوله 130كم؛ لا يزال تحت مرحلة التصميم، وسيُطرح قريبا للمنافسة على تنفيذه ليتم إنجازه في عام 2016م، بالتزامن مع إنجاز مرافق تكرير الفوسفات التابعة لشركة معادن المقامة هناك''.
وأكد المالك أن الشركة تُسيّر حاليا وبشكل يومي قطارا مُكوّنا من قاطرتين و120 عربة بحمولة 100 طن من الفوسفات لكل عربة، وبسعة إجمالية للشحنة الواحدة تبلغ 12 ألف طن، مضيفا أن الشركة تعتزم تسيير قطار البوكسايت على نفس النهج بشكل تصاعدي.
وبيّن الدكتور المالك أن الحمولة ستصل إلى 15 ألف طن للقطار الواحد قريبا، وعما يتعلق بمختلف الشحنات الأخرى للبضائع على خط الشمال، بين مناطق الرياض، والمجمعة، والقصيم، وحائل، والجوف، وصولا إلى القريات؛ فهو ''موضوع تحت الدراسة حاليا''، حيث يدخل في تحديد طول وحمولة قطارات الشحن عوامل تشغيلية مختلفة، أهمها حجم الاحتياج، ونوعية البضائع المنقولة، والمعدل التشغيلي لقطار الركاب.
وقال: ''تمت ترسية مشروع الجسر البري الذي يربط الرياض بكل من مدينة جدة ومشروع قطار الحرمين، إضافة إلى ميناء جدة الإسلامي مطلع العام الجاري. مهام استشاري الإشراف على التصميم والتنفيذ على شركة فلور العربية ضمن عقد مدته 84 شهرا كما تمت خلال الشهر الماضي، وترسية أعمال التصاميم لمسار الخط الحديدي والمرافق التابعة له من محطات ومباني مساندة على شركة إيتالفير الإيطالية ضمن عقد مدته 14 شهرا يتم خلالها إنجاز كل التصاميم واعتمادها بما يشمل تقسيم المشروع إلى مناطق عمل بغرض طرح كل منطقة للمنافسة على التنفيذ بين مقاولي الإنشاءات''.
وذكر أن شركات عالمية ووطنية عديدة تقدمت للدخول في مشروع خط سكة الرياض - جدة، وأن الشركة تتبع سياسة تشجيع إجراء تحالفات بين الشركات الوطنية مع أخرى عالمية لها تجربة وخبرة في هذه المشاريع، لدعم الشركات الوطنية للدخول في هذه المشاريع لتستفيد من الخبرات الأجنبية في جلب أعلى معايير التنفيذ، واستخدام أحدث التقنيات المتبعة في مجال الخطوط الحديدية، مضيفا أن إدارة المشاريع في الشركة تجري حاليا أعمال تقييم أولية من الناحية الفنية والإدارية والمالية للتحالفات المتقدمة بغرض تأهيلها للدخول على المنافسات النهائية على أجزاء المشاريع المطروحة.
وتابع مدير عام المشاريع في الشركة السعودية للخطوط الحديدة ''سار'' قائلا: ''في فترة إعداد التصاميم، ستقوم الشركة كالمعتاد بعملية التأهيل الأولي للمقاولين، للوقوف على كفاءة كل منهم في التنفيذ، بحيث يتم تأهيلهم للمرحلة التالية بعد التأكد من كفاءتهم، وعند الانتهاء من التصاميم تتم دعوة التحالفات والشركات المؤهلة من المرحلة السابقة، لتوفير الوقت على اللجان المعينة لإجراء أعمال التقييم''.
وتحتاج الشركة إلى ما بين ستة وثمانية أسابيع لتقديم تقارير نهائية للعروض، وفقا لما أكده المالك، مبينا أن كثرة المستندات المقدمة في المنافسات تحتاج إلى وقت أطول لمراجعتها وتقييمها بشكل دقيق من قبل أعضاء اللجان، وبعد ذلك سيتم تأهيل تلك التحالفات والشركات المستوفية للمرحلة النهائية للتقييم من الناحية المالية، إذ لا يشترط أن يفوز أقل العروض بالعقد، بل يتم عمل موازنة بين العروض لاختيار الأفضل من الناحيتين الفنية والمالية، كما تدخل اللجان بمفاوضات واجتماعات مع المقاولين قبل تقديم تقريرها النهائي، حيث تستغرق هذه المرحلة كذلك نحو أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وهذه المدد تختلف من مشروع إلى آخر حسب نوعيته ومكوناته والصعوبات والمواصفات التقنية الدقيقة التي يشملها.
وتترواح الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد، للمسافات المتوسطة التي تمتد بين الرياض وحائل، مرورا بكل من المجمعة والقصيم؛ نحو 514 راكبا، وفقا للمالك، في حين أن الرحلات الطويلة، كالتي تمتد بين الرياض والقريات مرورا بالجوف فيوجد فيها مقصورات مخصصة للنوم، وتبلغ الطاقة الاستيعابية 390 راكبا.
وذكر أن الطاقة الاستيعابية ستعتمد بشكلها النهائي على الحاجة ومعدل الطلب للسوق، فمقصورة درجات الضيافة تتسع الواحدة منها إلى 310 ركاب، ومقصورات درجة الأفق تتسع لـ 204 ركاب، أما عربات النوم الليلية في الرحلات الطويلة فتتسع لـ 48 راكبا، لكن الطاقة الاستيعابية النهائية لكل قطار تعتمد على عدد العربات التي يتكون منها في كل رحلة.