أخبار

الرياض ولندن تطالبان «مانحي اليمن» بتحويل الوعود إلى واقع

الرياض ولندن تطالبان  «مانحي اليمن» بتحويل الوعود إلى واقع

طالبت السعودية وبريطانيا الأطراف المانحة لليمن بتحويل الوعود والعهود إلى واقع حي ملموس، وقال الدكتور نزار بن عبيد مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية، رئيس وفد المملكة للاجتماع الوزاري لأصدقاء اليمن في لندن، في مؤتمر صحافي مشترك مع وليام هيج، وزير خارجية بريطانيا، والدكتور أبو بكر القربي، وزير الخارجية اليمني، في ختام أعمال اجتماعات مجموعة أصدقاء اليمن على المستوى الوزاري أمس الأول: نحن نشعر في الواقع بكثير من التفاؤل لتوافر الإرادة الدولية لمساعدة اليمن، لكننا نتطلع إلى أن تترجم هذه الإرادة الدولية إلى خطوات على أرض الواقع. وأشار إلى أن المجتمع الدولي تعهد العام الماضي بتقديم مبلغ 7.9 مليار دولار لمساندة جهود إعادة الإعمار والتحول السياسي في اليمن، مؤكدا أنه حان وقت الوفاء بهذه الوعود، وبخاصة أن اليمن قد أحرز تقدما كبيرا منذ أن تبنى مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي تضمنت تشكيل حكومة مصالحة وطنية وتدشين حوار وطني يشرف على صياغة دستور جديد يعقبه انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. وقال: إن هذه العملية تسير الآن في مسارها السليم فتم تشكيل حكومة انتقالية وانتخب الرئيس عبد ربه منصور هادي لقيادتها، وتم الإعلان عن موعد رسمي للحوار الوطني وهو الـ18 من هذا الشهر، وفي أقل من عام على تشكيل الحكومة الجديدة وبمساندة أصدقاء اليمن وأشقائه تمكن اليمن في الواقع من تحقيق كثير من التقدم في المجال الاقتصادي والسيطرة على التضخم وعاد النمو من جديد، حيث من المتوقع أن تصل معدلاته إلى نحو 4 في المائة هذا العام. وأضاف: على الرغم من جميع ما تم تحقيقه من مكاسب وإنجازات، إلا أنه ما زال هناك كثير من التحديات والمخاطر، ولا يزال هناك كثير مما يجب عمله سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن المهم في هذا الإطار أن استمرار الدعم الدولي سيكون عنصرا حيويا ومهما لترسيخ التقدم الذي تم إحرازه والبناء عليه والحفاظ على الوفاق الشعبي الضروري لعملية التحول، ومن الضروري جدا أن تواكب الأطراف المانحة هذه السرعة وهذه الإنجازات، وذلك بالتعجيل بتحويل وعودهم إلى واقع والوفاء بما تم الالتزام به سواء في المؤتمرات الماضية، وما تم الإعلان عنه في اجتماع لندن. وأضاف: في الواقع الحكم على الفترة الانتقالية سيتم في نهاية المطاف في محافظات ومدن وقرى اليمن، وليس في غرف الاجتماعات والمؤتمرات؛ لأن الناس إذا شعروا بتحسن في حياتهم فإن إيمانهم بالعملية السلمية السياسية سيقوى، وأملهم في تحقيق التقدم والازدهار سيزيد، وهذا كله جعلهم يحلمون بغد أفضل، وهو أقل ما يمكن أن يستحقه اليمن السعيد. وتابع الدكتور نزار مدني قائلا: بالنسبة للحوار الوطني في اليمن، لا شك في أنه من المتوقع أن تكون هناك تحديات وعراقيل تجاه إقامة هذا المؤتمر، لكن الإرادة الدولية وبصفة خاصة الإرادة اليمنية التي هي مربط الفرس في هذا المؤتمر ستحول، بإذن الله، دون أي تأثير يمكن أن يمارس على مؤتمر الحوار الوطني، سواء من داخل اليمن أو من خارجه ووضع حد لأي تدخلات خارجية في شؤون اليمن هذا الأمر الذي نعول فيه على الحكومة اليمنية في اتخاذ ما تراه لضمان الخروج بمؤتمر ناجح يؤدي إلى استكمال المسيرة التي بدأت بالمبادرة الخليجية. وأضاف: تحدثنا في الاجتماع عن المساعدات التي قدمتها المملكة في الأعوام الخمسة الماضية والتي تجاوزت ثلاثة مليارات دولار، وأيضا أعلنت المملكة في اجتماعات 2012 تقديم تعهدات جديدة بلغ إجماليها 3.5 مليار دولار منها مليار دولار وديعة في البنك المركزي اليمني لدعم استقرار العملة اليمنية، إضافة إلى تخصيص مبلغ مليار و750 مليون دولار لتمويل مشاريع إنمائية واقتصادية وصحية وأكاديمية ومساعدات إنسانية إضافة إلى 500 مليون دولار لتمويل وضمان صادرات سعودية، كما أسهم الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ 100 مليون دولار لدعم قطاع الكهرباء وحزمة من المعونات لتمويل مشاريع تنموية تجاوزت نسبة ما خصصته المملكة من إجمالي ما تعهدت به لليمن 93 في المائة. في شأن آخر، قال: كما سبق وأشرت، فعلى الرغم من أن هناك كثيرا من الإنجازات التي تم تحقيقها من قبل الحكومة اليمنية في السنة الماضية فإن هناك مخاطر وتحديات. وإذا أردنا أن نحصر هذه المخاطر والتحديات فهي في قضايا الإرهاب والتدخل الخارجي في شؤون اليمن الداخلية. وأضاف: بالنسبة للإرهاب فهناك تعاون وتنسيق ما بين حكومة المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية لمقاومة هذه الآفة الخطيرة، أما بالنسبة للمواضيع الأخرى فنحن على ثقة بأن الحكومة اليمنية قادرة على وضع حد لهذه المخاطر وهذه التهديدات التي تهدد وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه وتهدد العملية السلمية التي بدأت بكل نجاح تأخذ طريقها للتنفيذ. من جانب آخر، قال وزير خارجية بريطانيا وليام هيج في المؤتمر الصحافي: إن بلاده فخورة بأن تؤدي دورًا رائدًا في مساعدة اليمن إلى جانب المملكة العربية السعودية وبالطبع إلى جانب حكومة اليمن نفسها. وأوضح أن اليمن أصبح الآن في منتصف الطريق إلى انتقال سلمي وفي الطريق إلى انتخابات كاملة في عام 2014، مبينًا أن المشاركين في اجتماع أصدقاء اليمن إنما شاركوا لدعم تطلعات اليمنيين لمستقبل أفضل. وأضاف: يعد اليمن بلدًا مهمًا للمملكة المتحدة وللعالم؛ لأن عدم الاستقرار في اليمن يزيد من الصراع ويهدد الاستقرار الإقليمي، ويؤدي كذلك إلى فقر الشعب اليمني. ودعا هيج الدول والمنظمات المانحة إلى سرعة تحويل تعهداتها المعلنة لدعم اليمن إلى نتائج عملية على أرض الواقع تعم بفائدتها في تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين اليمنيين. وأشار إلى أن مناقشات اجتماع لندن الذي شاركت فيه سويسرا لأول مرة تركزت على تحويل تعهدات الدول والمنظمات المانحة المعلنة في مؤتمر الرياض واجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك العالم إلى نتائج تعم بفائدتها على حياة المواطنين اليمنيين بأسرع وقت كون اليمن يواجه أوضاعا إنسانية صعبة. وأضاف وزير الخارجية البريطاني: ندرك أن هناك أقلية صغيرة، وتدخلات من خارج اليمن، من الذين يحاولون عرقلة مؤتمر الحوار الوطني لكي لا يحقق النجاح المنشود، ونؤكد أن المجتمع الدولي لن يتحمل أي عمل من شأنه أن يقوض العملية الانتقالية، وقد أوضح مجلس الأمن الدولي في عدة مناسبات بأنه سوف يتخذ إجراءات ضد من يحاولون عرقلة أو إخراج العملية الانتقالية عن مسارها. أشاد أبو بكر القربي، وزير الخارجية اليمني الدكتور، بدوره، بجهود المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية ورئاستهما المشتركة لمجموعة أصدقاء اليمن في سبيل إنجاح مهامها. كما أشاد بالدعم السخي الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لليمن، قائلا إن "المملكة العربية السعودية تعتبر الداعم الأول للتنمية في اليمن ويمثل ما تقدمه لليمن بنحو 40 في المائة من إجمالي الدعم المقدم من المانحين". وأضاف: لا أعتقد أن نتائج هذا الاجتماع يمكن أن تقاس بالساعات القليلة التي قضيناها فيه، لكن قياسها الحقيقي هو أولاً بمدى وحدة مجموعة أصدقاء اليمن في موقفها الداعم لليمن وفي إدراكها التام أن اليمن رغم أنها تجاوزت ربما مرحلة السقوط في هاوية الصراعات، إلا أنها ما زالت تواجه الكثير من التحديات في الجانب الأمني والاقتصادي والسياسي. وتابع قائلاً: إن مستقبل اليمن اليوم هو في المقام الأول بأيدي اليمنيين، وبالتالي الحل يجب أن يكون يمنياً ويجب أن يكون مسؤولية اليمنيين في المقام الأول، لكن المجتمع الدولي يراقب ويدعم ويؤسس لليمنيين وسيلة لإخراج بلدهم من مخاطر الحروب والأزمات والتخلف.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار