Author

تستطيع يا أخضر..

|
ربما لو بلغنا دور العشرة الكبار في تصفيات آسيا التأهيلية لكأس العالم، ما كان تَرَقُبُنا لكأس الخليج كما هو الآن، وهكذا هي الطموحات تتناقص، بانهيار السقف الأعلى فيها. ليس اكتشافا عظيما، إذا قلنا إن الكرة السعودية تعاني هزة فنية خلّفت تصدعات في الثقة لدى كل من لبس شعار الأخضر تاليا، ولدى المسؤولين في الرياضة، والشارع الرياضي. وليس اكتشافا طبيا جديدا إذا قلنا إن لقب كأس الخليج الراهنة سيكون علاجا مهدئا ومسكنا مناسبا للأخضر، يمنح الهولندي رايكارد واتحاد كرة القدم الجديد مساحة من الوقت أمام المتسرعين قبل خوض تصفيات آسيا في الشهر المقبل. أما وكل الأمور الفنية والنفسية والجماهيرية، تسير في اتجاه مطلب مهم وواحد، وهو انتزاع لقب كأس الخليج للمرة الرابعة، فإن مباراة منتخبنا الوطني اليوم أمام العراق، هي المفتاح الحقيقي لما يليها، وهي المباراة التي سيمسك فريقنا الوطني بها إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور الرباعي. لا أقول هذا، نسبة إلى قوة الأشقاء العراقيين الفنية، ولا تقليلا من المنافسين الآخرين في المجموعة، بل ربطا بالبدايات فقط، مقرونة بالعوامل المذكورة في الأسطر أعلاه، التي قدمتُ فيها العوامل النفسية على الفنية. يحتاج منتخبنا ألا يخسر في أول مواجهة، حتى يستقر جسده الفني الذي تتنازعه مخاوف ردود الفعل من المسؤول والصحافي والمشجع، ومن أجل أن يغلق باب التشاؤم ويفتح آفاقا من التفاؤل تسمح له بالسير في طرقات البطولة مدعوما بثقة عنوانها ''نستطيع''. لا يخفى على رايكارد الوضع النفسي لفريقه، واستشففت ذلك من حديثه المليء بالرؤى الفنية الحكيمة في حواره لموقع الاتحاد الدولي، ولا أظنه يخفى عليه أيضا أن أي هدف يدخل مرمانا قبل أن نسجل أولا سيفتح جروحا غائرة في جسد الأخضر الموجوع، وسيجعل من العودة أمرا أكثر صعوبة عن ذي قبل. وعليه، فإن رايكارد مطالب بالتنظيم الدفاعي المحكم، الذي لعب به أمام الأرجنتين، والذي تحدث عنه في حواره وأسماه ''منهج مورينيو الخاص''، وفسره بإجهاد الخصم وفتح ثغرات تسمح بالمرور إلى مرماه. أثق في قراءات فرانك الفنية للمباريات، وأعجبني ما قاله للاعبينا بين شوطي مباراة أستراليا، حين جمعهم حوله ثم قال: الظهير الأسترالي الأيسر سيهاجم كثيرا في الشوط الثاني، ولا بد أن نلعب في منطقته، سنرتد من نفس المكان بسرعة عالية، وسيذهب قلب الدفاع القريب لتغطيته، سيكون ناصر عندها أقل مراقبة، ونظر إلى الشمراني ثم قال: ستتاح لك فرصة أو فرصتان، إذا سجلت واحدة سيصبح الفارق هدفين وسنفوز، وعندما نسجل من إحداهن سيضغطون أكثر وستكثر أخطاؤهم وسنستفيد من المرتدات أكثر. أتيحت لناصر فرصتان لكنه لم يسجل وخسرنا. في مباراة الأرجنتين قال فرانك: يجب أن نكون سريعين في الانتقال من الدفاع للهجوم، سنغلق كل طريق لمرمانا، وشرح للمدافعين ولاعبي الوسط، كيف يفتكون الكرة من ميسي ورفاقه، ثم نظر للعابد والمولد وأكمل: عندما تقبضان على الكرة اتجها مباشرة للمرمى لا تذهبا للأطراف، وختم: الأرجنتينيون مدعومون بسمعة عالية عالمية، كل ما اقتربنا من شباكهم سنؤثر على نفسياتهم وسيبدأون في التفكير أثناء المباراة: من هؤلاء؟ وعندها سيخطئون وسنسجل هدفا لكن لن يكون لنا فرص كثيرة، يجب أن نستثمر أي سانحة. سنحت فرص ولم نسجل، لأن أغلب اللاعبين واجهوا المرمى بشعور المحاولة تكفي لا بتصميم الواثق. اليوم أمام العراق، يجب ألا يسجلوا في مرمانا، هذه الأولى، إن نجحنا فيها، سنسجل نحن، وإن لم نسجل، فالتعادل في أول مواجهة طيب ومُرض إلى حد ما.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها