Author

«السعودة» .. مسؤولية مَن؟

|
قال لي صاحبي معاتباً: دعك من موضوع السعودة ومشاكلها.. فقد أسرفت في الحديث عنها. قلت له: على العكس! لم أكتب بعد كل ما عندنا في هذا الموضوع. قال لي: ولكن السعودة ليست مشكلتك.. إنها مشكلة وزير العمل! قلت له: هذا هو المفهوم الخاطئ لدور كل منا في هذا المشروع.. إنها ليست مشكلة وزارة العمل وحدها.. إنها مشكلة كل سعودي يدرك أنها قضية قومية وليست قضية رجل واحد! قال لي: وماذا أفعل أنا مثلاً في موضوع السعودة؟! قلت له: أنت صاحب مشروع ناجح.. ضع سعوديا مكان أجنبي ما أمكن ذلك! قال لي: وماذا أكون أنا بجوار عمالقة التجارة والصناعة؟ وماذا أكون أنا بجوار وزارات كثيرة تستقدم كل يوم عمالة من الخارج؟! قلت له: الذين لا يقومون بدورهم في السعودة يسيئون إلى البلد عن جهل أو عن قصد! قال لي: أنت تؤذن في "مالطا"! قلت له: سأظل أؤذن في "مالطا" حتى يسمع من به صمم أنني أرى أن السعودة من أهم الموضوعات المطروحة على الساحة .. فتأشيرات العمل تتضاعف.. والبطالة تتزايد.. ودولة لا تستطيع السيطرة على سوق العمل فيها من أجل المصلحة العامة.. دولة ضعيفة وغير منظمة! قال: ولكن الدولة أنشأت وزارة العمل! قلت: إن المهمة أو المشروع أكبر من وزارة العمل.. إنه مشروع قومي تقوم به كل الوزارات والمؤسسات والشركات والمصالح الحكومية وغير الحكومية! قال: وماذا نفعل بوزارة العمل؟! قلت: وزارة العمل تقدم التشريعات اللازمة وتحدد الأدوار التي تقوم بها الجهات الرسمية.. ثم إنها تقوم بالدراسات اللازمة آنياً ومستقبلاً! قال: وهل قامت وزارة العمل بدورها؟! قلت: قامت بدورها وأكثر.. وحوربت من شتى الجهات.. وتحمل وزيرها المهندس "عادل فقيه" الكثير.. وإنني أشهد له بالشجاعة وقبول الرأي الآخر.. والترحيب بالنقد البناء. قال: وستظل تكتب عن السعودة؟! قلت: سأظل أكتب ما دامت المشكلة قائمة.. والمشروع القومي الكبير لم يكتمل! وسأدعم كل المبادرات الإيجابية وغير التقليدية التي تقوم بها وزارة العمل، خاصة في مجال دعم عمل المرأة السعودية في قطاع التجزئة، حيث ترتفع نسبة البطالة بين النساء السعوديات القادرات، والراغبات في العمل في هذا القطاع القادر على استيعاب معظم فتياتنا العاطلات في الوقت الحالي.
إنشرها