default Author

سر الأحجار الغامضة

|
في سهل ساليزبوري جنوب غرب إنجلترا وبعد الخامسة فجراً بدقائق، تتحلق مجموعة من "الدروديون" أصحاب عقيدة الماء والنار عُباد الشمس في تجمعهم السنوي داخل دائرة الأحجار "ستونهينج" منتظرين حدثاً فريداً حين ترسل الشمس أول أشعتها في يوم الانقلاب الصيفي مارة بحافة الحجر الكعبي الواقع على بُعد 37 متراً خارج الدائرة بحيث يتطابق تماماً مع المحور الرئيس لدائرة ستونهينج. عندها يبلغ الاحتفال ذروته وتتعالى الصيحات، متبعين بذلك أجدادهم من أصحاب المعتقد نفسه دون معرفة حقيقة أو سر تلك الأحجار التي يقفون داخلها! تلك الدائرة التي أدهشت مراقبيها على مر السنين حيث تعتبر أحد أعظم أسرار البشرية وجزء من علم أُختلف حوله لدرجة أن البعض أنكره تماماً وهو علم (الآثار الفلكية)، ففي الأطلال وآثار المعابد القديمة ما يوحي بأن مَن بناها قد توصل إلى معرفة بالكون لم نصل إليها نحن رغم ما نملك من تقنيات ومعدات وأجهزة دقيقة مستخدمين طرقا ووسائل عجز الباحثون عن اكتشافها، وتنتشر هذه الآثار في أوروبا وأمريكا ورغم المسافات الشاسعة التي تفصل بينهم إلا أن هذه الدوائر الصخرية تتشابه في بنائها وهندستها المعمارية وتكشف عن أسلوب واحد في التخطيط ودقة التصميم المرتبط بالفلك فقد ألف مؤسس مجلة (نيتشر العلمية) كتابا أثبت فيه أن هذه الأحجار لا ترتبط بالشمس فقط وإنما بحركة النجوم مثلها في ذلك مثل هرم الجيزة الكبير الذي استخدم كمركز لعمليات حسابية معقدة، في دلالة على أن الإنسان الأول كان عقلانياً ولم يكن همجياً متوحشاً، كما يتم تسويقه أكاديمياً وثقافياً. ومن الواضح أن سكان الكهوف كان لديهم علم ومتمدنون، كما قال علماء الآثار في مؤتمر (الإنثروبولوجيا) أخيرا: إنهم بقايا مجتمعات أكثر تقدماً منا أجبرتهم الكوارث الطبيعية مثل الطوفان على عيشة الكهوف البسيطة! يُرجح أن هذه الدوائر الحجرية أقيمت قبل أكثر من خمسة آلاف عام حيث يبلغ قطر أصغرها 2.57 متر وأكبرها الحلقة الحجرية التي تحيط بقرية "بويلشاير" وتغطي مساحة 11 كيلو متراً بذل مجهود لا يصدق في بنائها وجلبها من أماكن تبعد عن مكان إقامتها مئات الكيلو مترات وسط الغابات رغم أن بعضها قد يزن 60 طناً، فما الدافع وراء تحمُّل كل هذه المشاق هل هي العبادة أم العلم؟! ورغم عدم توصل العلماء لسرها حتى الآن، إلا أن "ألكسندر توم" أستاذ علوم الهندسة في جامعة أوكسفورد اكتشف بعد مسح 600 موقع أن لها وحدة قياس خاصة قيمتها 82.9 سم مكّنتهم من تخطيط الدوائر ورسم القطع الناقص والدوائر الممطوطة والمضغوطة، كما أثبت معرفتهم بخصائص المثلث قائم الزاوية قبل فيثاغورس بألف عام، وتوحي حساباتهم بأنهم عرفوا النسبة التقريبية "ط" أي العلاقة بين محيط الدائرة وقطرها قبل الهنود بألفي عام! وهم أول مَن اكتشف انحراف القمر الناتج عن مداره البيضي كل 18.6 سنة وما يحدث من خسوف وكسوف، فهي إذا عبارة عن آلات حاسبة فلكية عملاقة! ويرى البعض أنها عبارة عن وسائل لاستقطاب ونقل طاقة الشمس إلى الأرض لذا أقاموا مشروعاً أطلقوا عليه (مشروع التنين) سجّلوا من خلاله نبضات فوق صوتية تصدر عن هذه الأحجار وقت الفجر! وحديثا ساعدت خرائط الأقمار الصناعية والتصوير الجوي على اكتشاف دوائر حجرية تمتد من سورية للسعودية مرورا بالأردن، وتتخذ تراكيب حجرية مختلفة أطلق عليها "العجلات" وتمتاز التشكيلات الموجودة في السعودية باحتوائها على خطوط محاذية لاتجاه الشروق والغروب في الشرق الأوسط بينما لا توجد هذه الميزة في عجلات الأردن وسورية، والغريب أنه لا يمكن بناؤها بهذا النسق الدقيق المنتظم إلا من على ارتفاع مئات الأقدام فكيف تمت إقامتها؟ وهل تم تشييدها بيد الإنسان أم بواسطة كائنات فضائية زارت الأرض يوما ما؟!
إنشرها