Author

تخاريف شيبان

|
هل سبق أن سمعتم بجمعية المتقاعدين؟ هذه الجمعية هي إحدى الجمعيات الموجودة والتي يعول عليها مجتمع المتقاعدين كثيرا. المتقاعد في بلادنا وفي كثير من دول العالم الثالث، إنسان يتحول بعد إحالته إلى التقاعد إلى كائن يتهيأ لشيء واحد فقط: الموت. وكل الأنظمة والقوانين والأعراف والتقاليد تصر على أن تتعامل معه باعتبار أنه يتهيأ للقبر. لا يمكن لمتقاعد أن يجد فرصة عمل مقطوع في أي جهة إلا بطلوع الروح وإراقة ماء الوجه. ولا يمكنه أن يجد مكانا يمثل محطة للقاء بأقرانه، إذا استثنينا مركز الأمير سلمان الاجتماعي. القلة القادرة تلوذ بالسفر، أو تفتح لها مشروعا جديدا للتسلية. التقاعد عندنا أزمة إنسانية. والمتقاعد يعيش في مأزق مع أبنائه وبناته الذين قد يضغط بعضهم على هذا المتقاعد لتحويله إلى شخص يتبتل ليلا ونهارا، في صيغة خاطئة لمفهوم التدين والعبادة. وكنا نعول أن تجتهد جمعية المتقاعدين من أجل تغيير ثقافة المجتمع، وفتح آفاق جديدة أمام المتقاعدين للعمل في مجالات كثيرة مثل المرور، وحماية المستهلك، وخدمة المجتمع في مجالات عدة. غير أن جمعية المتقاعدين، تمخضت عن الإعلان عن مساع لتغيير مسمى المتقاعدين إلى الموقرين، بحيث يصبح مسمى المؤسسة العامة للتقاعد مؤسسة الموقرين وكذلك الجمعية ستصبح جمعية الموقرين. وأتوقع مستقبلا أن تتبنى الجمعية فكرة إلغاء مسمى شايب أو عجوز وتطرح بديلا على غرار: الشاب الكبير والشابة الكبيرة. ألاحظ بشكل عام تهافتا على التجميل المظهري للأشياء، ولذلك فحتى مجلس الشورى يتحاشى أن يسمي الأشياء بأسمائها، فاستنطاق وزير ومساءلته، هو مجرد استضافة لا غير. هذا التجميل يجعل الناس لا يلمسون جوف المشكلات، فلا المتقاعد يحظى بحقوقه المتاحة في المجتمعات المتمدنة، ولا الوزير تتم مساءلته في الشورى بشكل حقيقي، فهو مجرد: ضيف.
إنشرها