Author

الأهلي وصل..!

|
حين كان الملياردير الشهير منصور البلوي يصنع اتحادا لا يقهر بالمال، ويبرم التعاقدات لناديه شرقا وغربا، ولم يستطع أحد منافسته إلا الهلال في بعض الصفقات، ما سمح ببسط نفوذه الكامل على جدة وصار منافسا دائما على زعامة الكرتين السعودية والآسيوية، اتجه أولو الأمر والرأي في القطب الجداوي الآخر الأهلي إلى طريق مختلف في صناعة فريق المستقبل. ببعد نظر، عرف الأهلاويون أنهم لن يستطيعوا الدخول في بورصة اللاعبين التي رفعها البلوي آنذاك إلى أرقام فلكية، تمثلت في التعاقد مع حمزة، كريري، الدوخي، الصقري، السعيد، العويران، مبروك، رضا، الودعاني، والتجديد مع نور، المنتشري ناهيك عن صفقات الأجانب الضخمة التي أبرمها، واستقطب بها لاعبين أفذاذا مثل تشيكو، كالون وآخرين، حين عرف الأهلاويون أصحاب الرأي والمشورة أنهم سيخسرون السباق في هذا الميدان أمام رجل يغرف من بحر، كما يقول المثل الشعبي، ويتسم بأقصى درجات التحدي والجرأة، تركوا له ميدانه المفضل، واتجهوا إلى البناء من الصفر، من القاعدة والأساس. علم الأهلاويون أن الطريق طويل، ومحفوف بالكثير من الانتقادات، وقلة الصبر التي يتسم بها مشجعو الكرة، لكنهم مضوا في طريقهم متسلحين بالإيمان الكامل بما يعملون والصبر المطلوب للوصول إلى الهدف المحدد، رغم طول المسافة زمنيا. بدأ الأهلي بالعمل في مشروع طويل الأمد يستهدف، إعادته إلى الواجهة، فأنشأ أكاديمية الأخضر، ورسم سياسات دقيقة لقطاعات الشباب والناشئين والبراعم، زرع، وسقى، وصبر، وتحمل تندرات المتندرين، ولغة الشامتين، بعد كل خسارة متجددة يتلقاها من الفرق الكبيرة، وجاره الاتحاد في مقدمتها، صبر لأن مسيريه يؤمنون بما يفعلون، صابرون ينتظرون حصاد ما زرعوا، وحين أينعت الثمار، جاء الحصاد نظرا شهيا، يسر الناظرين والمنتظرين. أقول هذا بعد أن تابعت البارحة الأولى، فريق الأهلي الذي بلغ نهائي آسيا، بعد أعوام من الغياب الأخضر عن البطولات النوعية، عودة سجل الدور الأهم فيها بأسماء لاعبين كانوا هم ثمرة غرس السنين، منصور الحربي، وليد باخشوين، مصطفى بصاص، محمد أمان، معتز الموسى، وكم أسعدني المستوى المبهر الذي قدمه ابن الثامنة عشرة بصاص. أعلم أن الأهلي استفاد من لاعبين من خارج لأسوار النادي، مثل الجاسم الذي جاء للأهلي وهو ابن العشرين عاما، والمر، وبلغيث، ناهيك عن اللاعبين الأجانب المؤثرين، لكنها صفقات لم تخرج عن مسار البناء أيضا، من خلال استقطاب لاعبين صغار في السن، لم يكونوا يوما في صدارة بورصة اللاعبين، عدا عيسى المحياني. لا أوجه لوما لمن يصنع فريقه بالمال، بل هو منهج عالمي تنتهجه جل الفرق العالمية في كل مكان، لكن غياب المال القادر على المنافسة ليس مدعاة لشبك اليدين ببعضهما والاكتفاء بدور الفرجة على الآخرين وندب الحظ وقلة ذات اليد، وفي الأهلي عظة وعبرة، صفقة واحدة من صفقات البلوي الكبيرة، بنى بها الأهلاويون ثلاثة لاعبين شبان وأكثر. صحيح أنهم تأخروا، مقارنة بالآخرين، لكنهم وصلوا أخيرا، وأن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا، وصلوا وفي ملكيتهم معين خصب للاعبين الموهوبين، يمثلون 80 في المائة من لاعبي منتخب الشباب والناشئين، وقريبا سيكون الأهلي صناعة خضراء 100 في المائة. جيل بصاص لم ينتصر البارحة ويصل إلى نهائي آسيا فقط، بل كتب نهاية جيل الصفقات الاتحادية الضخمة، وأعلن عهدا جديدا للكرة الخصراء، سيكون لها حضور يستمر طويلا محليا وخارجيا، وحق علينا أن نبارك للأهلاويين أخضرهم الماتع قبل المباركة ببلوغ نهائي القارة.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها