Author

الأول حاسم

|
ليس هناك ألذ من الفوز على المنافس التقليدي، فكيف إذا كان فوزا وإقصاء من بطولة مهمة مثل دوري أبطال آسيا ومن دورها الرباعي، سيكون عندئذ فوزا بطعم السكر. فوز الاتحاد أو الأهلي غدا سيكون كذلك، وكلاهما مرشح للانتصار على الآخر بالنسبة نفسها، العميد أو مارد آسيا كما سماه موقع الاتحاد الآسيوي يتقدم بخطوة قبل المواجهة، ما يمنحه سلاحا نفسيا لا يوجد لدى نظيره التاريخي، وهو سلاح سيحول المواجهة إلى لعبة نفسية متى ما أجاد الاتحاديون إعماله في خصمهم. في الجهة الأخرى، أظن أن هناك تفوقا فنيا طفيفا للأهلي، ظهر واضحا في الشوط الأول من مباراة الذهاب، وسقط نفسيا بعد تسجيل الخصم لهدفه، وهو ما يؤكد من جديد أن عوامل التفوق في اللقاء المقبل يتصدرها العامل النفسي. في كل المباريات يكون الهدف الثاني، أو الأخير هو الحاسم غالبا، إلا في مواجهة الغد، أعتقد أن الهدف الأول سيغير مجرى الأمور تماما وسيكون هو الحاسم، إن سجل الأهلي أولا سيزيح الضغط النفسي من فوق اكتاف لاعبيه وجماهيره ومدربه، ويلقيه على الاتحاد، ويدخل الأخير في دوامة حسابات وهاجس الخروج المر من أمام المنافس التقليدي، وإن فعلها الاتحاد وسجل أولا سينهي المباراة في حينها، ويزيد أحمال الخضر أحمالا لا تحتمل، فالعودة حينذاك صعبة جدا، وتحتاج إلى ثلاثة أهداف مقابل كل هدف أصفر. على مستوى المدربين، أعتقد أن الإسباني كانيدا يمتاز بقراءة جيدة للأمور ونظرة واقعية، وحسابات دقيقة مقارنة بنده جاروليم، ظهر ذلك في مباراة الاتحاد أمام جوانزو الصيني في الصين، حينما لعب بتوازن وأرهق خصمه حتى لدغه بهدف كاف للعبور رغم الهزيمة، وظهر ذلك في مباراة الذهاب الماضية، حينما سلم وسط الملعب لخصمه إيمانا بعدم قدرة لاعبي فريقه على الصمود أمام حيوية وسط الأهلي الشاب، ومارس معهم هجوما مرتدا خاطفا كشف المرمى مرة لنور، ومرات لهزازي أصابت واحدة. وأعتقد أن ما يميز المدربين الإسبان، وكانيدا أحدهم، قدرتهم على المزج بين خبث البرازيليين الكروي الفطري، والإعداد العلمي للاعبين الذي يختص به الأوروبيون. على الجهة الأخرى، يقدم جاروليم وفريقه المساعد منذ الموسم الماضي فريقا متكاملا بدنيا، حتى على مستوى بدلائه، وأظن الشجاعة تنقصه، ظهر ذلك في أكثر من موقف، ليس آخرها إصراره على اللعب بفيكتور غير الجاهز في المباراة الماضية، رغم وجود عيسى المحياني، الذي طالب هو نفسه بالتعاقد معه، فلم يكن فيكتور هو فيكتور القاتل، ولم يمنح المحياني الموهوب فرصة هو أحق بها، ولم يكسب جاروليم رضا الجماهير الذي ظل هاجسا يؤرقه قبل المباراة. في دوري أبطال آسيا هذا العام، وفي كل أدوار خروج المغلوب في مختلف البطولات، غالبا لا يخسر الفريق الذي ينتصر ذهابا، والأهلي أحدهم حين حقق نتيجة إيجابية بالتعادل مع سباهان في أصفهان، وضربه بأربعة قاسية في الإياب، وفي أغلب المباريات تلك أيضا، كان الهدف الأول إيابا هو الحاسم عدا هدف المولد الاتحادي في مرمى جوانزو. عمق الاتحاد لا يمكن اختراقه بوجود كريري والدبابة البشرية الكاميرونية، وأطرافه تشكو الوهن، وهنا لعبة تيسير وكراته السريعة في هذه المناطق. في المقابل، عمق الأهلي أوهن من بيت العنكبوت، وهنا لعبة هزازي ونور وسوزا، وما بين الفريقين صراع أزلي ماتع، يبحث مثلي عن متعة ولا يعنيه كثيرا من يفوز أخيرا.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها