Author

عيال النويصر

|
لأن المزاج العام في الشارع الرياضي سيئ والأجواء تتقبل التهم أكثر من النقد، والظروف تسمح بتداول الشائعات كحقائق لا تحتاج إلى الرد، يتم ظلم الكثيرين في الوسط الرياضي، بذريعة أن الكرة السعودية كلها فاشلة وفي تدهور متسارع. أكثر من يوجه لهم النقد دون موضوعية هم الشباب الجدد في الإدارة الرياضية السعودية، دون ذنب اقترفوه، فقط لمجرد أن أحد المشجعين السوداويين يجلس في استراحته يمتص دخانا كثيفا من أنبوب شيشته أثناء متابعة فريقه وزادته اختناقا وحنقا الخسارة، ولما لم يجد مبررا لها، انهال على العاملين الغافلين يقرعهم ويتهمهم إرضاء لكبريائه المنكسر. أحد هؤلاء المظلومين بلا سبب هو أحمد العقيل عضو لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، عندما تم اختياره للعمل مديرا تنفيذيا لدوري ركاء، خرج نقاد الشيشة يشتمون ويضللون ويروجون، وإن سألتهم من هو أحمد العقيل، قالوا: ابن خالة المدلج، وكأن حافظ لا يملك إلا هذا الأحمد وأمه من الأقارب. ولد أحمد العقيل في عام 1975 في حرمه التي خرجت نابغين ونابهين في السياسة والأدب والرياضة، يتقدمهم من المعاصرين عادل الجبير السفير السعودي في أمريكا. حصل على بكالوريوس لغة عربية من كلية المعلمين. ينحدر الشاب الهاديء عن عائلة رياضية رضع أبناؤها حب نادي الشباب. عمه عثمان العقيل كان عضو مجلس إدارة النادي ونائب الرئيس، ووالده عبد العزيز العقيل كان مستشارا خاصا للأمير خالد بن سعد الرئيس الذهبي للنادي. في عام 1990 وقّع أحمد في كشوف نادي الشباب لاعب كرة طائرة. لم يستمر طويلا وتحول إلى العمل التطوعي في النادي فانضم إلى لجان عدة تتبع البطولات الخليجية والعربية والآسيوية التي نظمها الليث في عهده الذهبي، سمحت له بالتعرف على شخصيات مثل الشبابي الأشهر محمد النويصر. بعد عشر سنوات من العمل توجه الشاب إلى مضمار جديد، إذ قادته الخطى إلى التحكيم فكان واحدا ممن حضروا دورتي التشيك أو من عرفوا بحكام الشقير في فترة رئاسته للجنة. لم يستمر طويلا، وكان نهائي كأس الاتحاد لأندية الدرجة الأولى أبرز مباراة قادها في تاريخه التحكيمي القصير. يعتقد محمد النويصر أن العقيل واحد من الشباب المزعجين بانتقاداتهم التي يمررها له دائما عبر رسائل هاتفية أو في لقاءات مباشرة، ما دعاه إلى دعوته للعمل رسميا في اللجان، من بوابة النويصر بدأ أحمد العقيل العمل الإداري، واتهم خاله المدلج بهتانا بتمريره إلى الوسط الرياضي. لا تنتهي التهم الباطلة بنهاية قصة أحمد، ففي يناير من عام 1974 عرفت الخُبر مولد بطل جديد لقصة أخرى، اختار الأبوين تسميته ياسر، كان أول مشهد عرفه عن الكرة صورة خليل الزياني يرفع كأس الخليج للأندية في عام 1983، وأخوته الكبار يقفزون ويتعانقون فرحا، ففعل مثلهم بلا استيعاب كامل للمشهد. لاحقا عرف أن هذا ناد يحبه كل أفراد العائلة، وأن عمه أحمد المسحل لعب في صفوفه، وأن كل أفراد العائلة الثرية أعضاء شرف فيه، فشب الطفل على ما شبوا، وحين تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بإجازة في الإدارة المالية، ورفع تذكار مرتبة الشرف عاليا، استعاد مشهد الزياني وكأس الخليج. انضم ياسر لشركات عدة في سن مبكرة، كان يفاوض اليابانيين والكوريين والصينين على صفقات الحديد وهو ابن الثالثة والعشرين، وحتى لا يستصغروه زور عمره أمامهم إلى الثلاثين عاما. لاحقا استقر في الرياض بعد أن قررت العائلة ضمه إلى شركاتها، فأصبح اتفاقي الرياض، كما يسميه الاتفاقيون الآخرون، وعندما يحتاج فارس الدهناء إلى ممثل في اجتماعات اتحاد الكرة أو لجانه أو ورشه يكون اتفاقي الرياض المبعوث الدائم. هذه المهام الطارئة عرفته على فيصل عبد الهادي، ومحمد النويصر، فزكاه الأخير أمام الأول ليتم ترشيحه لرابطة الأندية المحترفة الآسيوية. من بوابة النويصر دخل ياسر المسحل إلى الرياضة، ولا تزال تهمة وساطة أخيه محمد تلاحقه رغم أنه ظهر قبله في المشهد الرياضي الآسيوي والمحلي. ثالث المظلومين، محيي الدين ناظر سليل عائلة الوزراء، وابن مؤسس الاتحاد الحديث الراحل عبد الفتاح ناظر. رضع حب العميد كتقليد أساسي في العائلة. يقول عن علاقته بالأصفر: إما أن أكون مع والدي في الاتحاد، أو يكون الاتحاد عندنا في البيت. كان في كاليفورنيا يدرس الإدارة المالية الدولية، عندما سمع نواف بن فيصل يطلق برنامج فيصل بن فهد للماجستير الرياضية، همس في دواخله: سأكون مثل والدي وألتحق به. اتصل بخاله الاتحادي الشهير رأفت التركي وقال: سأعود للسعودية لن أكمل "الماستر" في تخصص البكالوريوس ذاته، سأعمل في الرياضة مثل والدي. سويسرا وبريطانيا وميلان كانت الطرق الموصلة للهدف، حينما عاد جلس إلى محمد النويصر قال له: لماذا تريد أن تعمل في الرياضة؟ أجاب بسرعة: أشاهد أخطاء وأريد أن أساهم في تعديلها. مباشرة ولاه النويصر قيادة إدارة التراخيص في الأندية، ولا تزال وساطة والده تلاحقه رغم وفاته وهو ابن السنوات العشر. رابع الأربعة، نايف السبيعي من عائلة رياضية تتنفس حب الكرة، والده حكم كرة قدم سابق. عمل نايف في وزارة الخارجية أربعة أعوام نقلته إلى القنصلية السعودية في نيويرك ومنها عاد بالماجستير، يقول: كنت مشجعا متحمسا، اتهم المسؤولين بالمحاباة والظلم والتفريق بين الأندية، وقررت الانضمام إليهم لمعرفة حقيقة الأمر، فأرسلت سيرتي الذاتية لمحمد النويصر. بعد شهر اتصل بي ودعاني لمقابلة شخصية، وقعت بعدها عقد تجربة اجتزتها إلى عقد دائم، ويكمل: بعد سنة في العمل الإداري اكتشفت أن كل ما كنت أفكر فيه أوهام في أوهام، وأن المشجعين يروجون لأشياء كثيرة غير حقيقية. نايف السبيعي خرج من بين المدرجات وقاده طموحه إلى أن يكون مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي في رابطة المحترفين.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها