Author

قبل جولة الرد

|
بعد جولة الذهاب في دوري أبطال آسيا، تمسكت الفرق السعودية بحظوظ قوية نحو التأهل إلى الدور قبل الأخير، وإن تراوحت الفرص بين الجيدة والضعيفة. في مواجهته للفريق الصيني الثري ماليا وفنيا جوانجو، لا يزال اتحاد جدة يثبت أنه رقم صعب في دوري أبطال آسيا في السنوات العشر الماضية التي صعد فيها ثلاث مرات إلى منصة النهائي، وما زال يدير حسابات الذهاب والإياب بدقة عالية، وإن خدمته الظروف أيضا في لعب المباراة الأولى على أرضه. ما يميز الاتحاد أن روح لاعبيه في هذه البطولة بالذات تغطي على كل جوانب النقص الفني الواضحة في جسده خلال السنوات الثلاث الأخيرة وأبرزها ثقوب دفاعية لم تنجح طريقة كانيدا الجديدة في رتقها، واستمرت صداعا يقلق عشاقه. في مباراة الرد، أرجو أن يستمر الاتحاد في واقعيته، ويلعب بتحفظ عقلاني، أمام خصم أظهر أنه أكثر الثلاثة خطورة على واحد من الآمال المرتقبة، وأزعم أن إحكام الاتحاد قبضته على منطقة المنتصف ستكون طريقه إلى الدور قبل النهائي. في إيران، عاد الأهلي بنتيجة سلبية ومستوى مرض، وأظن أن التعادل خارج الأرض في لعبة الذهاب والإياب يمنح صاحبه شعورا نفسيا خادعا بالتفوق، وفي حقيقته كأنك لم تلعب ولم تفعل شيئا، وحتى لا يقع الأهلي ضحية التراخي والركون إلى تواضع الخصم في المباراة الماضية، على وصيف الدوري السعودي، أن يحذر من لدغ شباكه، عليه أن يبحث عن تأمين مرماه وأن تكون المهمة الأولى شباكك أولا قبل أن تهاجم شباك الآخرين. ثالث الثلاثة، أزرق الرياض، وفي مباراته الماضية، شعرت بحاجز نفسي واضح في نفوس لاعبيه أعاقهم في البداية، ولم يستطيعوا الفكاك منه إلا في أواخرها، ربما تسبب فيه الإخفاق المتكرر في السنوات الماضية، وضخمه تغذية الإعلام والشارع الرياضي المضاد لذلك في تعاطيه مع مشاركات الأزرق الخارجية في الفترة الأخيرة. هذه الجزئية تحديدا لن يستطيع الفرنسي كومبواريه أن يعمل معها شيئا، لجدته على الفريق، وحري بالإدارة أن تلقي اهتماما وعناية خاصين بها، ولا يتأتى تجاوزها ما لم يتم تعزيز ثقة اللاعبين في قدراتهم، وأن يتصف جمهور الهلال بوعي مسؤول قبل المباراة وأثنائها ويكف عن تقريع اللاعبين ومعايرتهم بإنجازات من قبلهم، وتضخيم الأخطاء الفردية وعقد المقارنات الظالمة. نتيجة الهلال في كوريا، ليست جيدة، والعودة ليست مستحيلة، وتحتاج إلى لاعبين يضغطون على الخصم من البداية، يخلقون مبادرات هجومية لا تتوقف عند هز شباك الخصم أول مرة. عيب الأزرق الواضح هذا العام أن دفاعه يلعب ضد فريقه بأخطائه الفردية، أولا لأنه افتقد للرجل الواثق الذي يبث الثقة في مجاوريه، وثانيا بسبب الهجوم الجماهيري المتواصل على أفراد الخط الخلفي، لم يسلم، المرشدي، ولا مانجان، وواجه الزوري ونامي حربا نفسية انطلقت من الأنصار أنفسهم واستقرت في صدور الأحباب، وهزّت الثقة هزا. ما يمر به الهلال خارجيا هو نفسه ما يمر به المنتخب السعودي حاليا، كلاهما يخسر قبل أن يلعب.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها