Author

كيف نزيد استمتاعنا بالحياة؟

|
هل تشكل العلاقة بين الإنفاق المالي والسعادة الشخصية ترمومترا يقيس إلى أي حد يشعر الإنسان بالسعادة؟ هل البحث عن طريقة لقياس السعادة عن طريق التفتيش في أرصدة البنوك وفي ملكية العقارات لا طائل من ورائه غير الشعور بالمرارة والإحباط؟ أم أن الإنسان يشعر بالسعادة عندما يشعر بالرضا عن المنافذ التي أنفق فيها ما يملكه من مال مهما كان ما يملكه قليلا؟ جاء في كتاب عن البطالة قام بتأليفه ريتشارد لاياراد عالم الاقتصاد في كلية الاقتصاد في لندن، بمشاركة ستيفن نيكل وريتشارد جاكمان أن الاقتصاديين الذين لديهم طموح سياسي وغير راضين عن معدل رفع التشغيل في بريطانيا، والذين يريدون رفع معدل الاستمتاع يرون أنه ليس من السهل رفع معدل الاستمتاع بالحياة، لأن السعادة كما تم قياسها في الاستطلاعات القومية قد تغيرت على مدى الـ 50 عاما الماضية قليلا، فالغني بوجه عام سعيد أكثر من الفقير، لكن البلاد الغنية لا تصبح أكثر سعادة كلما زادت غنى. ومثال على ذلك اليابان التي بلغت من الثراء ما يجعل الشعوب الأخرى تعتقد أن اليابانيين أكثر سعادة مما كانوا عليه قبل 50 عاما، لكن في الحقيقة لم تتغير النسبة المئوية للذين يشعرون بالسعادة في اليابان. إذا مهما كان ما لديهم قليلا، فإن الغالبية العظمى يمتلكون الكثير من الأشياء ويشعرون أنها غير كافية بالنسبة لهم، طالما أنهم يرون أناسا آخرين لديهم أكثر. في تحقيق صحفي نشرته مجلة "الإيكونومست" حول ألوان السعادة، جاء فيه أن من ينفق دخله كاملا هو إنسان تعس، وتبقى السعادة لهذا الذي يستطيع أن يقتطع جزءا من دخله مهما كان بسيطا لمقاومة غدر الأيام والأحداث. كما تؤكد المجلة أن السعادة من نتاج المشاعر المبهجة مطروحا منها المشاعر السيئة.
إنشرها