Author

المسؤول هل يقرأ؟

|
جمعتني جلسة ضمت عددا من الزملاء الإعلاميين وثلاثة مسؤولين في ثلاث إدارات حكومية، يفترض أنها تقدم خدماتها للناس. اللقاء كان عفويا، ولم يكن مرتبا له. لكن الأحاديث غلبت عليها الصبغة الإعلامية. كان أحدهم يهاجم الصحف لأنها لا تقول شيئا مفيدا أبدا، ولا تبادر بطرح ملاحظات لافتة. أيده زميله الجالس إلى جانبه. راح بعض الإعلاميين يسردون نماذج من القضايا والملاحظات التي تم طرحها في دائرة عمل هذا الشخص. بدا أن الرجل متفاجئ من كثرة تكراره للسؤال: صحيح نشرتم هذا؟ أو: هل أنت متأكد أن فلانا كتب هذا؟ محصلة الحوار: الصحافة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية تتحدث عن قضايا كثيرة، لكن السؤال: هل يقرأ المسؤول ويسمع ويرى؟ إن إدارات العلاقات العامة والإعلام في بعض الجهات الرسمية، تمارس نوعا من الخداع للمسؤول، حينما لا تقدم له سوى الصورة البيضاء النقية، وتحجب عنه الانتقادات والأفكار التي لا تتوسل بالمصالح الشخصية. وبعض الجهات، صارت تستعين بشركات علاقات عامة عربية وأجنبية، لتقول للمسؤول الأعلى إن كل شيء ممتاز، وإن ما يتردد مجرد كلمات حمقاء تصدر عن مجموعة من المغرضين الذين لا يريدون خيرا بالمجتمع. وهذا الكلام لم يعد ينطلي عليهم، وهو لا يغير من نظرتهم إلى المسؤول المقصر. لقد غاب عن المشهد أشخاص، لعبتهم كانت تتكئ على شركات العلاقات العامة، مثل ذلك الذي ظل يزعم أنه سيوظف ملايين السعوديين. فاعتبروا واحذروا من التصريحات التي من المستحيل أن تتحقق.
إنشرها