Author

ماذا يحدث في الأسواق؟

|
في أول أيام تداول من الأسبوع الجاري، الإثنين تراجعت الأسواق العالمية وبصورة قوية على خلفية أحداث وفضائح الليبور واليونان مرة أخرى وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين. ويبدو أن سوقنا لم يكن بعيدا حيث وبعد يومين من التحسن وعلى خلفية مضيق هرمز والمنطقة (الشرق الأوسط ـ سورية)، زادت من معاناة سوقنا وفقد النقاط التي بناها خلال يومين. ويبدو أن المزاج الأسود والخوف من التركيبة الحالية للاقتصاد العالمي هي التي تسيّر الاقتصاد العالمي والمحلي السعودي بغض النظر عن الأداء والنتائج للشركات، نظرا لأن الطوفان إذا استمر ولم تنجح وصفات العلاج (معظمها مسكن ولا يوجد حل جذري) سيلحق العالي بالواطي. الأحداث العالمية الحالية هي أخطاء ارتكبتها دول في مركز الثقل الاقتصادي العالمي بهدف الترفيه عن شعوبها ويبدو أن المسؤولية في ظل المكاسب على مستوى الدولة لم ترق لتمنع ثروات العالم من التبدد لمصلحة فئة قليلة. وللأسف الاعتماد الحالي علي العالم على الرغم من عدم اهتمام العالم بذلك يجعل الدول ذوات الفوائض المالية كدول الخليج تخسر غاليا في ظل هذه المعادلة غير الصحيحة. ولعل استمرار هذا النمط ربما يؤدي لخلق معادلة جديدة في ظل وجود محددات مختلفة لقواعد اللعبة أهمها الموارد الطبيعية وبراءات الاختراع والبنية التحتية، وفي المقابل هناك أعباء ستؤثر سلبا مستقبلا أهمها الرفاهية وتكلفة الموارد البشرية. وربما نشهد بزوغ فجر دول الصف الثاني التي بدأت اقتصاداتها تظهر على الساحة العالمية من حيث قوتها الاقتصادية. لاشك أن العام الحالي بمختلف أبعاده سيكون نقطة التحول حيث إن الدول المتقدمة لم تستوعب درس الرهن العقاري لتقع في محظورات جديدة ترتبط بالطبع بالمشكلة الأولي (الرهن العقاري) ولكن هذه المرة من أوروبا والولايات المتحدة معا. وستؤثر في أسواق المال العالمية بصورة سلبية وعلى الاقتصاد العالمي ولكن هناك حواجز إذا وفق العالم في تخطيها ربما نتجاوز المعضلة بسلام. الأمل في الله في ألا يتعرض العالم لأزمة جديدة من خلال نقاط الضعف الحالية، وإن تم فهناك فترة يحتاج إليها العالم حتى يرتد مرة أخرى وسينسبها البعض للدورات الاقتصادية.
إنشرها