Author

مطار الحج والعمرة

|
الدول في عالم اليوم دول قدرات ودول اقتصاديات، والدول الذكية اليوم هي التي تحسّن إدارة مواردها نحو مزيد من التنمية المستدامة وإيجاد أعداد من الفرص الوظيفية للأجيال الجديدة. حين يأتي اسم المملكة العربية السعودية يتبادر إلى الذهن أمران: الحرمان الشريفان والنفط، وهذه حقيقة لا أحد ينكرها، ولا أحد ينكر اقتراب موعد نضوب النفط. اختار الله هذه البلاد لرعاية الحجاج والمعتمرين القادمين من كل بقاع الأرض، وذللت لهم المملكة بنى تحتية ضخمة أنفقت عليها عديداً من الأموال بدءاً من عهد المؤسِّس - رحمه الله. صناعة النقل الجوي من الصناعات الرئيسة التي تتكامل مع صناعات أخرى لخدمة الحجاج والمعتمرين، ونظراً لكون الحج موسمي الطبيعة فقد ارتبط ميناء جدة منذ القدم بالحج، وأطلق عليه اسم (ميناء جدة الإسلامي)، حيث رُوعيت نوعية المرافق التي تحتاج إليها الجموع من الحجيج في أثناء وصولهم وفي أثناء مغادرتهم. وهذه المنهجية تم أخذها في الحسبان أيضاً حين صمّم مطار الملك عبد العزيز الحالي قبل أكثر من ثلاثة عقود وأتت بصالات الحجاج بتصميمها الباقي إلى اليوم. قبل سنوات طويلة تطرقت في مقال وجهته إلى وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - للنظر في استخدام منطقة الشرائع كمطار يخدم الحجاج والمعتمرين وساكني مدينة مكة المكرّمة، خاصّة أن منطقة الشرائع تحتوي على مدرج قابل للتطوير بسهولة ليتعامل مع الطائرات الكبيرة، كما أن منطقة الشرائع تمتلك مساحة كافية لإنشاء مطار من فصيلة المطارات الاقتصادية التي بدأ يتبناها كثير من دول العالم. أتطرق إلى هذا المشروع ثانية كون الظروف اليوم مواتية أكثر من قبل في ظل القيادة الحكيمة التي دعمت كثيراً من المشاريع من خلال تخصيص أراضٍ لها أو السماح لتلك المشاريع بالمشاركة في مساحات الأراضي مع القطاعات الحكومية الأخرى. وعند السماح لهذا المشروع بالانطلاق فإن القطاع الخاص قادر على تبنيه وتوفير رأس المال الكافي لإنشائه، وكذلك تشغيله لأنه سيتحقق فيه أهم عامليْن من عوامل ربحية المطارات، ضخامة الموارد وتقنين النفقات، فحجم الحركة الجوية المستهدفة التي يمكن تحقيقها خلال خمس سنوات في متوسط 20 مليون مسافر في السنة، ولو صمم المطار بطريقة فاعلة تعتمد على نظام المظلات كمطار دينفر كلورادو الدولي أو المطار الجديد في شرم الشيخ لتدنت تكاليف الإنشاء وكذلك التشغيل والصيانة.
إنشرها