Author

غيّر وتغيّر يا فيصل

|
بما أنه أعلن استمراره حتى نهاية ولايته الرسمية الممتدة إلى موسمين مقبلين, فليس أمام النصراويين الرسميين وغير الرسميين إلا الوقوف خلف الأمير فيصل بن تركي رئيس ناديهم الأصفر. أعلم أن الرجال الصفر المؤثرين حاليا, قالوا لفيصل بوضوح ألا ينتظر منهم دعما في الموسم المقبل, وهذا ليس بجديد عليه, فمتى كان دعمهم مؤثرا بوجوده حتى يؤثر بانقطاعه, وأزعم أن ابن تركي تقدم للرئاسة وهو لا يتأمل من أحد أن يسنده غير والده فقط. لا أظن التحدي الكبير الذي سيواجه فيصل بن تركي في موسمه قبل الأخير, هو توفير المال, بل معرفة الرأي الصائب واستخلاص العبر, وانتهاج الحكمة وتدبر ما مضى والتعلم من أخطائه في المواسم الثلاثة الماضية. ابن تركي شاب متحمس, يحمل قلبا طيبا ولسانا خجولا, يحب النصر, يريد أن ينجح, ويفوز ويحمل البطولات وتهتف الجماهير باسمه, وتعرض البرامج صوره, والصحف أقواله, مثله مثل أي رئيس جاء لهذا الغرض ضمن أغراض أخرى, ولكن الأحلام وحدها لا تكفي, ولا أظن فيصل من السوء ما يحيل نتائج الأصفر إلى ما آلت إليه, لكنه لم يعرف إلا متأخرا كثيرا من الحقائق المؤثرة في نجاح وفشل القادة. يا فيصل.. أما وقد عزمت ونويت على المضي, فاعلم أنك في ناد يكثر فيه القائلون والناقلون والواهمون والمنتفعون, وإليك يا فيصل اكتب وإني لك من الناصحين, استبدل مستشاريك السابقين في الموسمين الماضيين, فالتجربة أثبتت فشلهم, استبدلهم بآخرين وليس شرطا أن يكون الآخرون القادمون أصدقاء طفولة, أو ضمن قائمة مرافقيك في حلك وترحالك, استبدلهم وإن خير من تستأجر القوي الأمين, لا تنظر لنجومية سابقة تعشعش في إذهان الجماهير ولا يجذبنك مليح القول ويصرفك عن الفكر, ولا يغرنك المرجفون المتقلبون, واستفت قلبك فإن للقلب إشارة. هذه واحدة, وأختمها لك بقول الشاعر: لا صار ما للرجل رأي يدله.. يأخذ من أشوار الرجال دليل. أما الثانية, فانس أنك أمير تأمر فتطاع, وتتمنى فيكون, فما دمت وضعت نفسك هنا, فلا مقياس إلا العمل, ولن ينفعك أمام عشاق ناديك سواه, اعمل يا رجل, اعمل بجد, راجع كل شيء في ناديك, غيّر ما اسطعت إلى التغيير سبيلا, اقرأ كل شيء واعرف الصغيرة قبل الكبيرة, وتعلم ما لا تعرف, واسأل من يعرف إذا لم تعرف, وإن الجزاء المنتظر سيكون من نفس العمل المقدم. الثالثة يا أمير, اجنح إلى العلم, وابتعد عن منهج خابت وقد تصيب, كن منحازا إلى المنهجية والمقارنة والقياس, وهذه أختمها بقول محمد صلى الله عليه وسلم "إن قليل العمل ينفع مع العلم، وإن كثير العمل لا ينفع مع الجهل". أما الأخيرة يا فيصل, فإن فشلت فاستقل, ولا تبق وتخسر أكثر, اخرج وقل حاولت ولم أنجح, وإن فشلت في الرياضة, فلا يعني أنك فاشل في كل شيء, بل يعني أنك جئت في مكان لا يناسب قدراتك, وأرجو من الله أن تجد المكان المناسب.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها