Author

مصر والسعودية.. علاقة قدرية !!

|
لَنْ يَكُّفَ السفهاء من الناس عن إطلاق زوابعهم المتعمدة تجاه علاقة متجذرة في عمق التاريخ ، تجمع بين دولتين شقيقتين هما مصر والسعودية ، متوهمين أن أعمال الصبيان وأفعال الغوغائيين ستنال من قوة ومتانة هذه العلاقة الحتمية القدرية بين بلدين كبيرين وبين شعبين رائعين ، ولكن هيهات لفعال الجرذان أن تؤثر في رسوخ الجبال. ربما عَمَدَ المسيئون - وأحسبهم من الخُبثاء - إلى إرسال تلك السموم مِراراً ، لقياس درجة مناعة وقوة الروابط الأزلية بين البلدين والشعبين ، وعليه فلا يجوز الاحتماء بالصمت حيال تلك الألاعيب المتكررة من قلة مسيئة وغير مسؤولة ، ولكن من الأهمية بمكان أن يكون لنا إستراتيجية فكرية نابعة من تفكير علمي سليم ومتأنٍ لمواجهة تلك الحيل قبل أن تستجمع قوة تنال من هيبة الوشائج القوية والعلاقات المحترمة ، لا أن تكون مواقفنا مجرد ردود أفعال صامتة أو غاضبة وانتهى الأمر. إذن، مطلوبٌ وبشكل مُلِحٍ أن نصل فكرياً إلى القاعدة العامة من الناس وبشكل فعال ومؤثر، شريطة أن يكون التحرك جَمْعِياً في خطوط متوازية وعلى كافة المستويات، حتى نُعلمهم بهوية وطبيعة وأهمية العلاقة بين بلد الحرمين الشريفين، وبين بلد الأزهر الشريف ، دون أن نَسْمَحَ للأصوات النشاز بالتداخل أو التواجد ، وذلك لنفي الجَهَالة عن الذين لم تصلهم بعد حقيقة ما بين الشعبين الشقيقين ، وكذا لتصحيح الصورة المعكوسة لدي الذين عُرضَ عليهم الأمر عبر أشخاص ودوائر بطريقة خاطئة ، وبتحقيق الأمرين معاً يُحاصر الكارهون لاستمرار هذا الترابط والالتحام. ويبقى السؤال ، كيف نصل إلى عقول الناس ، أو - بالأحرى - ما هي وسائلنا كي نصل إليهم؟ - الخطاب الإعلامي يجب أن يتحول ويتطور لدي المؤمنين بتلاحم وترابط الشعبين ، لأننا في الغالب نُكلم أنفسنا ، مع الاهتمام الشديد بلغة هذا الخطاب ليكون أكثر تفصيلاً واتضاحا ، وأكثر دراية واستيعاباً لمُتغيرات العصر ، حتى لا ينعزل عن حياة الناس ، وعن قضاياهم الأساسية. - الخطاب الإعلامي حول القضايا محل النقاش والمراجعة ، يجب أن يكون أكثر رزانة وحنكة ورشداً ، لأن الآخر يَطَّلِعُ على نقاشاتنا ومناظرتنا وحواراتنا ، في عالم يتحرك فيه الحدث والحديث بسرعة البرق ، وعليه فلا يجب أن نُكَوِّنَ انطباعاً لدي الآخرين بأن لدينا حالة احتقان واختلاف. - إبراز الوجه المُشرق تاريخياً وواقعياً للعلاقة الوطيدة بين البلدين عبر شبكة المعلومات الدولية "الانترنت" ، شريطة أن يكون عملاً علمياً وممنهجاً، ويُدار عبر مؤسسات ذات اختصاص، خاصة وأن لدينا أفرداً ومؤسسات بلغوا حد الاحتراف في التعامل مع الشبكة العنكبوتية. - يجب أن يكون للجالية المصرية في السعودية دور، وللجالية السعودية في مصر دور متمم، بالتأكيد عن نقاط الالتقاء وهي كثيرة متنوعة، وتحجيم نقاط الاختلاف وهي قليلة وضعيفة وتافهة. إن علاقة مصر بالسعودية قدرية لا تقبل المكائد وأعمال السفهاء.
إنشرها