زواج الدين من السياسة .. باطل!

تتعدد أسباب بطلان الزواج الشرعي .. منها فارق السن، والمكانة الاجتماعية .. والمرض المزمن .. وعدم القدرة على الإنجاب .. والفارق الأخلاقي أي لا يصح أن يتزوج رجل فاضل من غانية لعوب .. أو راقصة في ملهى ليلي.
وزواج الدين من السياسة يبطله زواج الطهارة والنقاء والشفافية والصدق وإنجاز الوعد .. بالمراوغة والكذب والوعود الخادعة .. وتغير المبادئ .. وما يدور على الساحة السياسية في ''مصر'' و''تونس'' دليل واضح على ما نقول .. وقد بدأت تظهر قليلا قليلا أو كثيرا كثيرا كما تشاء النوايا الخفية للأحزاب السياسية ذات التوجه الديني، عندك إخوان ''مصر''، والترشيح المفاجئ للرئاسة الذي أربك الجميع، لأنهم أعطوا كلمة بأنهم لن يرشحوا أحداً لمنصب الرئاسة، بل قبل الانتخابات للمجلس أعطوا وعودا بأنهم لن يحصلوا على الأغلبية، ثم قلبوا الطاولة مع من يسمون أنفسهم ''سلفيون'' .. وهم لا سلفيون ولا يحزنون .. وكله واحد.
عندك ''تونس'' .. حزب ''الغنوشي'' .. حذف أي إشارة إلى الشريعة الإسلامية في مقدمة الدستور الجديد، وفسر ''الغنوشي'' زعيم الحزب بأن الوحدة الوطنية تسمو فوق الفلسفة الدينية .. خذ بالك يسمي الشريعة الإسلامية فلسفة دينية .. وقد اعتمد حزب ''الغنوشي'' المسمى حركة النهضة في إعلانه: ''لن نعتمد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع'' (الشرق الأوسط) في 27/3/2012م. ظل ''الغنوشي'' .. وحزبه طوال سنوات المنفى يزايد على موضوع الدستور، ويطالب بتعديله، وإضافة تطبيق الشريعة الإسلامية ويوزع كل أنواع الذم ''لبورقيبة''، لأنه أبعد تطبيق الشريعة، وأعطى حقوقا مساوية للمرأة .. وعندما وصلوا للحكم بلعوا ألسنتهم .. وفي المقابل صرح المسمى ''الشاطر'' مرشح ''الإخوان'' للرئاسة في أول تصريح له بطمأنة ''إسرائيل'' بأنه يحترم ويوافق على اتفاقية السلام .. ويا سلام .. عندما وقع الرئيس الراحل ''أنور السادات'' اتفاقية السلام اعتبر خائنا من قبل ''الإخوان'' وحرضت الجماعات المتشددة على اغتياله .. إلخ. بينما إعلان مرشح ''الإخوان'' التزامه بالسلام يعتبر عند الإخوان .. سياسة حكيمة .. باختصار يستخدمون الدين للوصول إلى السلطة .. كانوا يكفرون الانتخابات وعندما ساعدتهم على الوصول مدحوها .. والديمقراطية ليست انتخابات فقط .. إنها مجموعة قيم أولها الصدق، وحتى الآن لم يصدق ''الغنوشي'' في ''تونس''، ولم يصدق ''إخوان مصر'' ومن يسمون أنفسهم ''سلفيون'' .. وهذا سوف يخلق أزمة ثقة في كل من ''مصر'' و''تونس'' .. وقد يعترض هؤلاء وهؤلاء .. ونقول لهم ''لننتظر ونرى، وإن غدا لناظره قريب''!

المزيد من مقالات الرأي