Author

في عام المعلم .. خُذِل المعلم

|
"بناء على ما قررناه في لقاء قادة العمل التربوي العشرين بأن يكون العام الدراسي 1432/1433هـ عاما للمعلم والمعلمة". هكذا بدأت سطور تعميم وزارة التربية والتعليم الخاص بما يسمى "مشروع عام المعلم". وقد استبشرنا خيرا مع هذه البادرة من وزارة التربية والتعليم، فلم نعهد في السنوات الماضية أن يقدم للمعلم مشروع كهذا يحمل للمعلمين والمعلمات بادرة اهتمام وتكريم لما يقدموه في فصول المدارس. وقد واكب هذا المشروع حملة إعلامية قوية وصاخبة, جعلت من المعلم يعيش في حلم وردي من خلال الشعارات التي رددت، وتغنت على الجروح النازفة لكل المعلمين فيما يتعلق بحقوقهم الضائعة، وعمل التطبيل المناسب حول عملية النقل السنوية التي يبني عليها أصحاب الرسالة السامية آمالهم وتطلعاتهم. بدا لي هذا المشروع كالقصر الخرِب الذي زينت واجهته وبُهرجت لتبدو الصورة لمن لا يدخله كالجنة التي ينعم بها ساكنيها، وهو من الداخل ليس سوا مساحات من البناء بعضها مهترئ وبعضها غير صالح للإستخدام. ومن العجيب أن الأهداف التفصيلية لمشروع عام المعلم، ذُكر من ضمنها رفع الروح المعنوية للمعلم وتبصيره بحقوقه وواجباته، وإيجاد الامتيازات المناسبة له، وتوعية المجتمع بأهمية دوره، وتفعيل تواصله مع المسؤولين، وإثراء الجانب المهني لديه. وأعتقد أن الواقع يخالف هذه الأهداف التي لا أجدها سوا تلميع إعلامي وحشو أفكار، بل أنها أحلام تتمناها الوزارة ولكن لا تستطيع تحقيقها للمعلمين. فحين نتطرق لمسألة السنوات العجاف التي قضاها الكثيرين في مطالبات بتحسين المستويات وما ضاع عليهم خلالها من حقوق، ثم تم معالجة الأمر بطريقة استفزازية للمعلم من خلال تحسين وضعه على درجة أقل من المفترض أن يوضع عليها، تصل عند البعض ضياع ثلاث درجات من سلمه الوظيفي. وحين نستدعي موضوع حركة النقل السنوي، والاختراعات التي تبتكر في نقاط مفاضلتها كل سنة ما يحرم آلاف المعلمين من أحقية النقل لأقدميتهم، وتكدسهم لسنوات طوال، فبعد اطلاعي على أحوال الكثير من المعلمين في الحركة التي صدرت مساء الأحد، وجدت معلمين كُثر تجاوزوا العشر سنوات وأكثر من ذلك، بل وصل البعض لأكثر من خمسة عشر سنة ولم تحقق له رغبة النقل، ما يعني أن نصف خدمة بعض المعلمين قُضيت في تشتت وعدم استقرار، وعلل الكثيرين ممن قضوا سنوات طوال بلا نقل، ما تم اختراعه في مفاضلة الحركة بمسمى سنة التقدم للحركة. وهذا يدل على وجود إجراءات غير مدروسة اتخذت وتضر أكثر مما تنفع. وهذا كله في كفة ووعد وزارة التربية للمعلمين بنسبة نقل لا تقل عن 80% وحين صدرت الحركة لم تتجاوز 45%، فأن الحقوق المزعومة وأين التكريم ؟!. ولا أعتقد أن هنالك جوانب توعية في الإعلام عن دور المعلم، فما زلنا نقرأ في الصحف اليومية وخاصة في أيام الاختبارات عن الاعتداءات التي يتعرض لها المعلمين سواء في أنفسهم أو في ممتلكاتهم. أيضا لا أنسى التعريج على جوانب التأهيل والإثراء المهني الذي تزعمه الوزارة، بينما نجد أن الآلاف من المعلمين يمضي في خدمته سنين طوال لا يتخللها أي دورات تدريبية أو عمليات تأهيل وتطوير. عفوا وزارة التربية، عام المعلم هو العام الأكثر خذلانا للمعلم، فلا داعي لمشاريع صورية هدفها فقط الظهور في الإعلام والتلميع لمبادئ لا تستطيع الوزارة تحقيقها لكوادرها التي تكدح من أجل جيل المستقبل. وكلمة الختام يا معشر التربية والتعليم. صديقي المتخصص في تدريس مادة اللغة الإنجليزية، عُين عام 1431/1432هـ ولم يتم ترسيمه حتى الآن هو وبعض زملائه، بينما عُين دفعة بعدهم في ذات التخصص وتم ترسيمهم. فقط أختم بهذا وأقول لا تطالبوه بمجهود جبار، ولا تطالبوه بأن يكون سوبرمان.
إنشرها