الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 14 نوفمبر 2025 | 23 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.58
(-0.21%) -0.02
مجموعة تداول السعودية القابضة190.3
(-0.78%) -1.50
الشركة التعاونية للتأمين132
(-0.38%) -0.50
شركة الخدمات التجارية العربية107.1
(2.98%) 3.10
شركة دراية المالية5.64
(-0.18%) -0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب37.74
(1.02%) 0.38
البنك العربي الوطني22.41
(-1.28%) -0.29
شركة موبي الصناعية11.3
(-4.24%) -0.50
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة33.3
(-0.12%) -0.04
شركة إتحاد مصانع الأسلاك22.8
(-2.15%) -0.50
بنك البلاد28.08
(-1.13%) -0.32
شركة أملاك العالمية للتمويل12.65
(-1.09%) -0.14
شركة المنجم للأغذية55
(-1.96%) -1.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.62
(1.28%) 0.16
الشركة السعودية للصناعات الأساسية56.9
(-1.56%) -0.90
شركة سابك للمغذيات الزراعية119.6
(-0.50%) -0.60
شركة الحمادي القابضة30.42
(-1.30%) -0.40
شركة الوطنية للتأمين14.1
(-1.33%) -0.19
أرامكو السعودية25.86
(-0.39%) -0.10
شركة الأميانت العربية السعودية18.66
(-2.30%) -0.44
البنك الأهلي السعودي38.3
(-1.44%) -0.56
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.66
(-0.57%) -0.18

تسقط هيبة المبادئ والقيم في عيون العامة ، حين يستفيض أهل الرأي والفكر في إبراز إطارها النظري وهم جالسون على المقاعد الوثيرة وتحت الإضاءة المبهرة وأمام الكاميرات اللامعة ، دون أن يَلْمَسَ المستمعون لهذا التنظير البليغ الرنان مروداً عملياً في حياة من تكلموا !.

وهنا يتبلور اعتقادٌ عامٌ باستحالة إقامة الجانب التطبيقي للمبادئ والقيم ، لأن الأمر قد ارتبط في أذهان الناس بكونها أنماط فكرية ممعنة في المثالية لا تستقيم عملياً مع حياتهم ويستحيل تطبيقها في واقعهم ، بدليل أن الذين تحدثوا عنها فشلوا في تنفيذها على أنفسهم أولاً !.

لا يكفي مطلقاً أن أكون متحدثاً لبقاً لأقنع الناس بما أقول، ويكفي جداً أن أتمثل القيمة وأعيش المبدأ واقعاً في حياتي ، ليصل تأثير ذلك إلى أبعد مدى في نفوس الناس فـ "عمل رجل في ألف رجل ، خير من كلام ألف رجل في رجل". لكن كثيراً ممن يخاطبوا عقول الناس تخيروا الطريق الأسهل .. تخيروا "الوعظ الأجوف".

والحقيقة أن هذه المشكلة تبدأ من البيوت ، وذلك حين يعكفُ الوالدان على تلاوة النصائح على مسامع الأولاد ليلاً ونهاراً ، متناسيين أن الولد يعقد مقارنة ذكية بين ما يسمعه منهما وبين ما يفعلانه على أرض الواقع ، فإذا لاحظ تناقضاً بين ما يُقال وما يتم فعله فقد القدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ ، واختلطت لديه المفاهيم ، وانتكس نفسياً وأخلاقياً. ذلك لأن القدوة اهتزت أمام عينيه اهتزازاً عنيفا.

ثم تمتد تلك الظاهرة تقريباً إلى جميع المؤسسات التربوية والتوعوية ، إذ يتراكم ويتضخم الجانب التنظيري ، في الوقت الذي يعاني فيه الجانب التطبيقي هُزالاً وضعفاً عاما ، ذلك لأن الأول يُغذى بمؤلفات ومحاضرات ومقالات ومواعظ ، على حين يُحرم الثاني من سقاء التنفيذ ومن غذاء التطبيق. فأني لمبدأ أن يعيش طويلاً في السطور وعلى أطراف الألسنة ؟!.

في لحظات معينة من تاريخ الأمم والمجتمعات يصبح الصيام عن الكلام أفضل من الصوم عن الطعام ، لأن الذين يتحدثون يهدمون من حيث قصدوا البناء، ويشوهون من حيث قصدوا التجميل ، فالناس في تلك اللحظات الفارقة من حياتهم لا يريدون كلاماً ولا يقبلون تنظيراً ، بل يريدون شيئاً يرونه بأعينهم ويلمسونه بأيديهم. ذلك لو كنا نرغب في عودة الحياة إلى المبادئ ، والثقة إلى النفوس.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية