دلال الهلال

الهلال هو المستفيد الأول من التحكيم، بطولات الهلال تتحقق بمساعدة التحكيم، الهلال نادي الحكومة، اللجان تحابي الهلال. كل هذه العبارات أو الاتهامات أصبحت حقيقة مسلم بها ولا تقبل الشك. وساعد في تكريسها جيش من الإعلاميين وإدارات الأندية المتعاقبة والمنافسة للطرف الثابت وللممول الأول للمنتخبات الوطنية خلال العقود الفارطة وحتى يومنا هذا.
ولأن وسطنا الرياضي ابتلي بجيل من الإعلاميين الذين تخطوا سن التقاعد، ومازالوا يصرون على إجبار المشاهدين والقراء على متابعتهم رغم ثقافتهم الضحلة، وطرحهم المتعصب، وعجزهم عن مواكبة التطور الإعلامي، فإن مثل هذا الطرح سيستمر، وسيستمر الوسط الرياضي في صراعه الداخلي لأن الغالبية العظمى من هؤلاء (الكهول) ومع ظهور الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي، أصبحوا يعملون كمحامين لأنديتهم، بل إنهم لا يترددون في تكريس مفهوم التعصب الرياضي (على حقيقته) في الشارع الرياضي بشتى الوسائل ومنها القاعدة التي يسيرون عليها (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس).
ففي العامين الأخيرين رددوا أن الهلال يمتلك أسوأ اللاعبين المحليين، ونتائجه حققها بمجهود أجانبه فقط، ولكن المنتخب الأولمبي يمثل لاعبي الهلال أكثر من نصف أساسييه، والمنتخب الأول يضم ثمانية من أصل 18 لاعبا. هذا الطرح كان الهدف منه إحباط لاعبي الأزرق والتأثير في عطائهم ولكن فجأة أصبح لاعبو الهلال من أفضل اللاعبين ويستحقون الاحتراف الخارجي، وكذلك يستحقون عقودا مرتفعة. والهدف من وراء هذا الرأي الجديد هو تفريغ الهلال من نجومه، واستنزاف النادي ماديا بطرح أرقام عقود وعروض وهمية للاعبيه، وادعاء أن انتقال لاعبيه هو الحل الحتمي للنهضة بكرة القدم السعودية.
التناقض الآخر هو ذلك الذي يردده هؤلاء أنفسهم بأن الهلال المستفيد الوحيد من التحكيم المحلي، مما جعل إدارة النصر تصدقهم وتتقدم الأندية التي طالبت بتحكيم أجنبي للحد من بطولات الهلال التحكيمية! وعندما حضر الحكام الأجانب ازدادت هذه البطولات، وكان الهلال هو الأكثر فوزا بالبطولات المحلية، وكذلك الأكثر فوزا بالمباريات التي يديرها حكام أجانب.
الجديد في الموضوع أنه بعد مطالبة الأمير فيصل بن تركي الموسم الماضي بأن يكون حكام مباريات النصر هذا الموسم أجانب في جميع المباريات، وإعلانه عن تكفل ناديه بمصروفات هؤلاء الحكام، لم يطلب أي حكم أجنبي لهذا الموسم على الرغم من تكفل إدارة الهلال بمصروفات حكام الديربي المقبل، إلا أن الرفض النصراوي كان مريبا ومستغربا في الوقت نفسه.
سمعت وقرأت بعض الآراء التي تقول إن رئيس نادي النصر يفتقد الخبرة الإدارية، ولكنني بعد رفض إدارته حضور الحكم الأجنبي في مباراة الفريق المهمة أمام الهلال، تأكدت أن ما يقال غير صحيح، بل على العكس فهو بهذا القرار يؤكد أنه من أذكى رؤساء الأندية وفقا للمعادلة التالية: "إذا فاز النصر أو تعادل فهو المطلوب وستتحول الجماهير النصراوية من جماهير ساخطة إلى راضية ومقتنعة بعمل الإدارة، فيما سيكون الهلال في موقف لا يحسد عليه، فالابتعاد عن الصدارة وأزمة انتقال هوساوي ستحرك المياة الراكدة في المعسكر الأزرق. أما في حالة الخسارة فإن أحد أخطاء الحكم ستكون الشماعة وسيقوم (جيش الكهول) بواجبهم على أكمل وجه. وبهذه الطريقة سيخف غضب الجماهير النصراوية على إدارة ناديها.
من المتوقع أن يكون خليل جلال هو حكم الديربي المنتظر قياسا بما يقدمه من مستويات آسيويا، وكان آخرها مباراة لبنان وكوريا الجنوبية، ولكن على السيد خليل جلال أن يطبق القانون بغض النظر عن ألوان الفريقين أو نتيجة المباراة أو حتى تصريحات المسؤولين وآراء الإعلاميين.

نقطة توقف

- مازال برنامج مساء الرياضية الذي يعرض كل جمعة يواصل تألقه وانتشاره الواسع على مستوى الوطن العربي والقارة الآسيوية، فالمذيع المتألق وصاحب الكاريزما المميزة عادل عصام الدين وضيوفه (الدائمين) يجبرونني على أن أضع يدي على خدي أمام الشاشة من بعد صلاة الجمعة في انتظار بداية البرنامج المميز والجماهيري.
- الإخراج التلفزيوني والبرامج الرياضية والتعليق إضافة للوجوه الشابة في القناة الرياضية السعودية تجعل المشاهد السعودي يفتخر بقناة الوطن التي تفوقت على نظيراتها الخليجية، وستغزو المشاهد الأوروبي قريبا.
- الإعلام المرئي والمقروء يلعب دورا رئيسا ومهما في الحراك الرياضي في السعودية سواء أكان هذا الدور إيجابيا جداً أو سلبيا جداً.
- خروج الهلال من البطولة الآسيوية في السنوات الأخيرة لغز ساعد في حله فوز السد بكأس أبطال آسيا الأخيرة وهو أن الهجوم القوي يقف خلف بطولات خروج المغلوب. وهو ما أكده الداهية مورينهو ذات يوم بقوله إن أي فريق يريد تحقيق الدوري عليه أن يمتلك دفاعا جيدا وإن أراد الكأس فالمهاجمون هم من يجلبه، وهل ننسى وصول الطائي لنهائي كأس ولي العهد بوجود مامادوصو ويحيى جاكو؟.
- ستكون مباراة ديربي الوسطى الاختبار الحقيقي للتحكيم السعودي ومدى تأثره بما يطرحه مسؤولو الأندية ومتعصبو الإعلام.
- النصر لم يفز في أي من مباريات الديربي التي أدارها حكم أجنبي عدا مباراة (العصر) التي كان الأصفر يستحق الفوز فيها، فهل يعود للانتصارات (بالمحلي)؟.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي