Author

دانة القاسم: يا حبي لها!

|
* أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 411. *** * حافز الجمعة: إن الشبابَ حين يُحبس إبداعُهم ينحبس الإبداع عن الأمة فتختار التوقف والتخلف عن ركب الأمم. وإن الشبابَ حين يوجّه إبداعُهم ثم يطلق حرا كالخيول المدربة في المساحات المفتوحة، فإن الأمةَ تحجز مضمارا في سباق الأمم. *** * يسعدني وأرجو أن يسعدكم أني سأقصر "مقتطفات الجمعة" هذه على أجمل أحداث الأسبوع المنصرم، فقد كان أسبوعا مزدحما بالواجبات والمناسبات، إلا أن حفلا كالقمر المكتمل في سماء ربيعية صافية كان الأكثر سطوعا وإنارة.. حفل افتتاح حملة "حتى لا يبكي حبيبٌ على حبيب" التوعوية حول مرض الفشل الكلوي.. الحملة التي بدأت من الشباب وانتهت إلى حملة كبرى تعم البلاد من الشباب أيضا بلا تدخل من أحد، بل إنهم أبعدوني عن مجرياتها فكنت أول المفاجئين بروعتها ورقي فقراتها. *** * في مساء الإثنين الماضي افتتحت رسميا فعاليات حملة "حتى لا يبكي حبيبٌ على حبيب" في التنبيه والتوعية حول مرض ومرضى الفشل الكلوي، رعتها جمعية الأمير فهد بن سلمان لأمراض الكلى. وفضل الأمير عبد العزيز بن سلمان المشرف العام على الجمعية أن يحمل الوقع الأول للحملة طابع الحميمية الأسرية فتجمعنا في منزله، الشباب المتطوعون، والعاملون على الجمعية، والمتطوعون من داخل وخارج الجمعية، والتففنا كأسرة، وكان الأميرُ منشرحا مستفيضا وكأنه يمارس أفضل أعماله، ولا أشك في أن هذا العمل الذي ينتفع به الناس، ويرفع قيمة الدور الاجتماعي في البلاد أفضل ما يحب أن يقوم به. وكنت قد قلت إن الأمير عبد العزيز فاقت شهرته بأعمال التطوع الإنساني شهرته كرجل مهم في صناعة النفط العالمية. ولما تكلم الأمير أكد هذا أكثر من مرة .. ونسي - ربّما تعمداً - أن يشير إلى أنني من بدأ بذلك. لم أحتج طبعا، فقد كنت في منزله.. وأما الآن فإني أفكر بمطالبةٍ لحقوقي الفكرية من الأمير! *** * كنت سأجد حرجاً في وصف جمال الحفل الذي جرت أحداثه مساء الثلاثاء الماضي في مركز البابطين في الرياض، فأنا محسوب على الحملة شئتُ أم لم أُرد. وكان بجانبي الأخ المستشار "عبد العزيز بن عبد الله الرشيد"، الذي أذهلني تفاعله مع فقرات المؤتمر، ولم يتوقف دمعه حين قامت الطفلة الجميلة "دانة" وألقت كلمة قبضت فيها بصوتها الرخيم الصغير على قلوبنا، تروي قصة معاناة مرضى الكلى، ولم تنسَ الطفلة الصغيرة الخاطفة الحضور أن تستشهد بحبيبتها "عائشة" يرحمها الله.. ورفعت عينيها، وخاطبتني: "بابا نجيب.." واه! الإنسان عبد العزيز قفز على برنامج الحفل واستأذن بإلقاء خطاب تكلم فيه قلبُه قبل لسانه. سأترك المقتطف القادم للمستشار الرشيد ليصف الحفل ناقلا جزءا مما كتبه عن الحفل في صفحته بالفيسبوك، فأعفاني من ذاك الحرج. *** * كتب المستشار الرشيد: "كان يوم أمس بالنسبة لي خليطا عجيبا من متناقضات، فرح، وحزن وإعجاب خالطه أسف، قد يستغرب الجميع اجتماع كل هذه في ليلة واحدة. دعيت مساء الثلاثاء لحفل حملة "حتى لا يبكي حبيبٌ على حبيب" في مركز البابطين، وحين وصولي مقر الحفل وجدت أمامي شبابا تشع وجوههم نضارة وتعلوها ابتسامة تشرح القلب، نذروا أنفسهم للعمل التطوعي الاجتماعي، كان هذا جانبا من جوانب الإعجاب والفرح، لكن المؤسف أن هناك العديد من أمثال هؤلاء لم يجدوا رجالا يسهلون لهم مآربهم وأهدافهم، قلت ذلك حين اعتليت المنبر كاسرا البروتوكول. لي وقفة مع "هيا العنزي" فتاة شعلة نشاط، ترأف على حالها، فمجتمعنا لا يعطيها مساحة للتحرك والإنجاز إلا أنها تحارب لإتمام ما رسمته مع فريقها. "عبد الله العثمان" صاحب الابتسامة الرائعة، "عبد الله الطياش" صاحب الوجه الذي يبعث على الطمأنينة، عبد الرحمن الأنصاري الدينمو الذي لا يهدأ، "راشد العقيل"، والمخرج الرائع "محمد المصري". ولكن أين الحزن؟ "دانة القاسم" طفلة صغيرة، وقفت أمامنا فلم تستطع الكلام لرهبة الموقف، وبعد دقائق عادت وقالت كلمات بصوت حنون كله رجاء، تساقطت دموعي ولم أستطع حجرها وأنا أسمع الأخ نجيب بجانبي يردّد: "يا حبي لها، يا حبي لها"، نعم يا نجيب كلنا نحبها، وسنعمل من أجل تحقيق أمانيها. حكى نجيب قصة عائشة الجيزاني التي توفيت بالفشل، ورأيتُ عينيه ترقرقان بالدموع ويتجلّد. قصة فرحٍ وحزن، وإعجابٌ خالطه أسف.. قصة "حتى لا يبكي حبيبٌ على حبيب"! *** * دعاء: أومنُ بأن أيَّ شيءٍ يحدث في حياتي إنما هو من أجل خيري الأعلى. وكل ما يحدث في حياة الناس الذين أحب إنما لخيرهم الأعلى. أومن بأن من رسائلك لنا في الصعاب يا إلهي أن نستدل على المحبة والتكاتف فنكون من السعداء رغم المصاب. إني أحمدك إلهي على كل ما وضعت في طريق حياتي وما ستضع. وساعدني يا إلهي لأكون ممرًّا لخيرك على الأرض. في أمان الله..
إنشرها