Author

التواصل والتسويق العقاري عبر المواقع الاجتماعية

|
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الدور الذي اضطلعت به وسائل الإعلام والتواصل الحديثة والاجتماعية منها على وجه الخصوص كوسيلة إعلانية وإعلامية فعالة، عدا عن إشعال وتيرة الأحداث الناشبة في العديد من الأقطار العربية. في طليعة هذه الوسائل، المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت، وبصورة خاصة مواقع فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، التي استعملت بصورة رئيسية لنشر الصور والأخبار ولتحديد مواعيد وأماكن التجمع. ولذا أطلقت تسمية ''ثورة الإنترنت'' على تلك الأحداث، وقد يكون من المبالغ فيه التحدث عن الأحداث على أنها ''ثورة الفيسبوك''، كما فعلت بعض وسائل الإعلام، غير أن المؤكد أن المواقع الاجتماعية باتت تشكل وسيلة أساسية في يد من يقوم بأعمال التسويق أيا كان نوعها وطبيعتها، وبالأخص التسويق العقاري بما أنه جزء أساسي من حياة الإنسان. المواقع الاجتماعية هي مواقع على شبكة الإنترنت، حيث تسهل على المشتركين تبادل الرسائل والآراء والمواد الإعلامية من مقاطع فيديو وصور وسواها، والمواقع الأكثر شهرة وأهمية في العالم هي موقع- فيسبوك- المتخصص في المواد الشخصية والاجتماعية بالدرجة الأولى من غير أن يكون له تخصص محدد، وموقع تويتر المتخصص في نشر البيانات القصيرة الحجم والذي يستعمل غالباّ للإعراب عن وجهات النظر والآراء على نحو مختصر، مع إمكانية ولوج جميع المشتركين فيه إلى جميع الرسائل، عكس ما هو الأمر مع موقع- فيسبوك. ومن هذه الناحية، فإن موقع- تويتر- يعتبر أكثر احترافية من- فيسبوك- على صعيد فاعلية الرسائل الموجهة بواسطته. وهناك أيضاً موقع يوتيوب المعني بنشر أفلام الفيديو القصيرة (نحو 15 دقيقة كحد أقصى)، سواء السينمائية أو التجارية أو الرياضية وغيرها، مع الإشارة إلى أن جميع المشتركين على الإنترنت يستطيعون من ناحية مبدئية الولوج إلى جميع الأفلام التي ينشرها هذا الموقع، على أن هناك شيئاً من التصنيف والفرز بين الفئات المختلفة للمواد الفيديوية. وهناك عدد كبير من المواقع الاجتماعية الأخرى على شبكة الإنترنت، حيث لبعض تلك المواقع أهمية كبرى، ومعظم المواقع الأخرى أكثر تخصصاً من المواقع المذكورة أعلاه، بمعنى أنها إجمالاً موجهة إلى فئة محددة من المشتركين- مثلاً المشتركون الناطقون بلغة معينة أو العاملين في تخصص محدد- .. إلخ. التسويق العقاري بواسطة المواقع الاجتماعية ينقسم المشتركون في المواقع الاجتماعية إجمالاً بين مجموعات متخصصة، مثلاً على الفيسبوك مجموعة المعجبين بأحد المنتجات أو المشاريع أو العروض وعلى تويتر من يتابع الرسائل القصيرة لشخصية محددة أو تطوّر حياة مشروع أو الإفصاح عن تفاصيله ومواصفاته وموعد بدء البيع فيه، أو على اليوتيوب هواة أنواع محددة من الأفلام القصيرة أو الإعلانات التي من خلالها تقوم الشركات العقارية بطرح مشاريعها مرئياً. والمعروف أن عملية التسويق الناجحة تتوجه إلى شريحة محددة من المستهلكين. ومن هنا، فإن المواقع الاجتماعية قادرة على تسهيل مهمة المسوقين، حيث ينضمون إلى إحدى المجموعات المتخصصة لتوجيه الرسائل التسويقية إلى الشرائح المستهدفة لمشاريعهم لتعريفهم على ما هو جديد من هذه المشاريع الإسكانية منها أو التجارية. والتسويق العقاري يمكن هنا أن يرتدي الشكل الإعلاني التقليدي، أي نشر إعلان على صفحة الموقع، كما يجوز أن يرتدي شكلاً خفياً أو متستراً، وذلك من خلال الانضمام إلى المجموعة المراد الولوج إليها ونشر المادة المطلوبة على أساس أنها تعبر عن رأي شخصي، وليست مجرد عمل إعلاني، وفي هذه الحالة يستطيع من نشر المادة أن يتحرر من بعض قيود العمل الإعلاني التقليدي مثلاً مع توجيه الانتقادات المباشرة إلى المنافسين. وهذا الأمر لا يصلح للشؤون ذات الطابع التجاري البحت فحسب، وإنما أيضا لتوجيه الرسائل الأخرى أو سواها في طبيعة الحال، كما أظهرت وما زالت تظهره الأحداث التي تحفل بها البلدان العربية في الوقت الحاضر. وبطريقة أخرى، لقد تحولت الشبكات الاجتماعية في وقت قصير إلى واجهة اقتصادية مهمة، حيث توجهت أغلبية الشركات الكبيرة والصغيرة إلى هذه الوسيلة المهمة لتسويق خدماتها ومنتجاتها بأسلوب اجتماعي مختلف عن الأساليب التسويقية التقليدية، ما أسهم في توسيع نشاطها وانتشارها وجذب عدد متزايد من الجمهور نحوها في فترة زمنية قصيرة. فالنظر إلى بعض الحقائق والإحصائيات حول الشبكات الاجتماعية، نرى قوة تأثيره في المجتمعات من حولنا وبغض النظر عن نشاطه، أنه بحق مجتمع ضخم جدا. • حققت شركة ديل مبيعات تُقدّر بـ 6.5 مليون دولار خلال سنة واحدة من خلال تويتر، حيث جاءت هذه المبيعات من خلال إرسال روابط لعروض التصفية والقطع المُعاد تصنيعها. • قررت ستاربكس الاستماع لصوت محبيها من خلال الشبكة الاجتماعية فحصلت على أكثر من 50,000 فكرة للمنتجات. • تجاوز عدد المستخدمين النشطين لموقع فيسبوك 500,000,000 مستخدم. • يتم تبادل قرابة الـ 45,000,000,000 مادة على الفيسبوك شهرياً. • تجاوز عدد مستخدمي تويتر 156,000,000. • يوجد نحو 5.4 مليار تحديث (تويت) شهرياً. • 31% من مستخدمي تويتر يهتمون بماركات معينة. • هنالك نحو 1.5 مليار زيارة لمواقع الشبكات الاجتماعية شهرياً. • 47% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية بشكل عام يتتبعون صفحات أو أخبار الماركات. شروط التسويق العقاري الناجح بواسطة المواقع الاجتماعية في العالم العربي من هنا نرى أن المطلوب للنجاح في عالم التسويق المختص والمباشر والتفاعلي بواسطة المواقع الاجتماعية، يمكن التعريف أولاً وبشكل جيد طبيعة تلك المواقع وطبيعة من يرتادها، وذلك لمعرفة إلى من يجب توجيه الرسائل، وما هو الأسلوب الناجح لتحرير هذه الرسائل، لتأتي على أكبر قدر ممكن من الإقناع. والمطلوب أيضاً ألا يكون التصدي إلى الرسائل المعادية التي قد يتم نشرها بواسطة الموقع رداً رادعاّ فحسب، بمعنى أن يأتي الرد عن طريق منع الولوج إلى المواقع مثلاً، وقد بينت النشاطات بأن هذا الأسلوب لا يجدي نفعاً حقيقياً. والرد الأكثر فعالية هو أن يتم الرد بالأسلوب نفسه، أي بتوجيه الرسائل للرد بواسطة المواقع إياها، وليس من الضروري أن يصدر الرد من جهة رسمية. كما أن المطلوب بالأساس الإدراك أن الإنترنت والمواقع الاجتماعية بصورة خاصة موجهة إلى الجيل الجديد بصورة مركزة، وبالتالي فإن لمعرفة كيفية التوجه إلى هذا الجيل الذي يمثل مستقبل الشعوب والمجتمعات من حولنا، وليس الأمر بث رسالة للعموم على أمل التواصل مع واحد منهم. وخلاصة القول، إن المواقع الاجتماعية، قد دخلت في صلب الحياة العصرية، وليس ثمة مجال الآن للتصرف وكأنها ليست موجودة، تماماً كما كانت الحال مع وسائل الإعلام الأخرى من تلفزيون وإذاعة وسواها لدى ظهورها. ومن هنا لا بد أن يتعلم الجميع كيف يتعايشون ويتعاملون معها، لتكون تلك المواقع أداة فعالة بيد من يستعملها ونقمة بيد من يسيء استعماله، ويظن أنها سهلة التعامل، فاللسان والرسائل الصادرة عنه هي الأكثر فعالية، وإصلاح الضرر يكلــّف الأضعاف المضاعفة من التواصل بصدق وأمانة، ولمن يتواصلون بالشكل السليم والصحيح بشأن مشاريعهم ونشاطاتهم العقارية، تصبح المواقع الاجتماعية وسيلة ليست مؤذية ولا تتسبب في الكوارث، وفي نهاية المطاف البقاء للأقوى ولكل مجتهد نصيب.
إنشرها