Author

الجامعة الإلكترونية .. فاعلية التعليم والتدريب

|
إن التطور المتسارع في عالم التكنولوجيا والتقنية يتواكب مع تصاعد روح المنافسة في شتى المجالات التقنية، وخصوصا التعليم إلكتروني والتدريب التقني لما يمثله هذا الجانب العلمي من أهمية بالغة في التطور والتقدم، وجاءت موافقة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية مواكبة للتقدم ومسايرة للتطور وإتماما لمسيرة العلم في مملكة العلم ومهبط الوحي المملكة العربية السعودية، وتعد هذه الجامعة دعما لرسالة ومفهوم "التعلم مدى الحياة" أو ما يعرف بالتعلم المستمر لكافة أفراد المجتمع السعودي. عندما نجعل التعليم الإلكتروني داخل دائرة الضوء فسنلاحظ حصافة الرأي عند صاحب القرار من خلال النظرة المستقبلية للتعليم الإلكتروني وما يتمتع به ذلك من مزايا تعود على الوطن والمواطن بالنفع والفائدة. وقرار إنشاء الجامعة الإلكترونية يعد قرارا مشجعا للقطاعين العام والخاص، وذلك للاستفادة من استخدامات التقنية في التعليم والتدريب، وسيكون دافعا لمن يريد المضي قدما نحو مسيرة الإنماء والتطور، والوصول بذلك إلى نتائج قصيرة الأمد في التطور التقني لمواكبة المسيرة. وستعمد الشركات والمؤسسات التعليمية لجعل التدريب استثمارا وتنمية وستسعى لتطويره خلافا لما كانت عليه في الماضي من جعل التدريب التقني عنصرا ثانويا وليس أساسيا في خطة الشركة والمؤسسة، بل وربما تسعى بعض الشركات لخفض النفقات الخاصة بالتدريب، بل واستقطاع البنود الخاصة بالتدريب وإنفاقها في جانب آخر. وبذلك يرسخ مفهوم أن التدريب التقني والتعليم الإلكتروني هو استثمار ناجح في الكوادر البشرية المتخصصة. وتجدر الإشارة إلى ارتفاع حجم الإنفاق العالمي على التدريب بشكل ملحوظ ففي الولايات المتحدة وحدها على سبيل المثال بلغ الإنفاق على التدريب الرسمي نحو 60 مليار دولار، وتبين أن التدريب كان له أثر إيجابي ملموس وذلك بطريقة قياس العائد على الاستثمار أو ما يعرف بـROI. إن التعليم الإلكتروني يتميز بمزايا عدة سنعرج عليها بإيجاز، فمنها على سبيل المثال لا الحصر توفير الوقت مع الحفاظ على جودة التعليم كما يعد هذا النوع من التعليم أكثر فعالية من حيث التكلفة، وخصوصا أعباء وتكاليف التنقل والسفر. والتعليم الإلكتروني لا يتطلب إهدار وقت بعيدا عن العمل، فبإمكان الموظف التدرب في أي مكان حتى لو كان مقر عمله. والتعليم الإلكتروني يلبي احتياجات المتدربين ويقضي على مشكلة التباعد الجغرافي، فلو أن كل متدرب أو متعلم في مدينة مختلفة لأمكن التعامل معهم كما لو كانوا في قاعة واحدة. وفيه أيضا مراعاة الفروق الفردية وتوفير احتياجات الفرد التعليمية، كل بحسب خبرته وقدرته ووقته واختلاف نمطه التعليمي. ويعد نوعا من أنواع التعليم المستمر، فهو ميسر للطلاب والموظفين والذكور والإناث من كل أطياف المجتمع. ومن خلال الدراسات نستنتج أن التعليم الإلكتروني لا يحقق التوفير الأمثل في التكاليف المالية والبشرية فحسب، بل إنه أكثر فاعلية في تحقيق التعليم والتدريب وقد أظهرت دراسات عديدة أن التدريب بالوسائط المتعددة يزيد من سرعة تلقي المعلومات ويساعد على رسوخ المعلومات أكثر، ويكون المتدرب أقدر على فهمها وتطبيقها. كلنا أمل في أن تكون الجامعة صرحا من صروح التعليم التقني وأن تقدم تعليما عاليا مبنيا على أفضل نماذج التعليم المستند على تطبيقات وتقنيات التعلم الإلكتروني. وأن تساعد الجامعة على نقل وتوطين المعرفة الرائدة بالتعاون مع جامعات وهيئات وأعضاء هيئة تدريس داخلية وعالمية، بمحتوى تعليمي راق من مصادر ذات جودة أكاديمية مرموقة، والاستفادة من شتى العلوم بما يتناسب مع متطلبات المجتمع السعودي. مدير إدارة الجودة الإلكترونية - وزارة التربية والتعليم
إنشرها