الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الاثنين, 27 أكتوبر 2025 | 5 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين10.83
(0.00%) 0.00
مجموعة تداول السعودية القابضة191
(-0.52%) -1.00
الشركة التعاونية للتأمين129.1
(0.62%) 0.80
شركة الخدمات التجارية العربية108.3
(1.79%) 1.90
شركة دراية المالية5.69
(0.89%) 0.05
شركة اليمامة للحديد والصلب37.5
(0.16%) 0.06
البنك العربي الوطني24.24
(0.17%) 0.04
شركة موبي الصناعية12.4
(-7.46%) -1.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة36.12
(-1.26%) -0.46
شركة إتحاد مصانع الأسلاك24.78
(-0.48%) -0.12
بنك البلاد29.26
(0.21%) 0.06
شركة أملاك العالمية للتمويل13.15
(0.84%) 0.11
شركة المنجم للأغذية56.95
(-1.04%) -0.60
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.33
(0.08%) 0.01
الشركة السعودية للصناعات الأساسية60.5
(0.33%) 0.20
شركة سابك للمغذيات الزراعية123
(-0.08%) -0.10
شركة الحمادي القابضة35.04
(-2.18%) -0.78
شركة الوطنية للتأمين14.71
(0.07%) 0.01
أرامكو السعودية25.8
(0.23%) 0.06
شركة الأميانت العربية السعودية20.13
(-0.10%) -0.02
البنك الأهلي السعودي39.32
(0.82%) 0.32
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات33.5
(-0.12%) -0.04

عرضتُ للشباب مواضيع مهمة، كما تُعرض الحالاتُ على الأطباء ليشخصوها ويعالجوها. وبالمناسبة وجدتُ اهتماما تخصصيا من كبار المؤرخين الاجتماعيين بكل النقاط التي سأدرجها هنا، وجدتها عند أرنولد توينبي الإنجليزي في مؤلفه الشامخ ''دراسة في التاريخ''، ووجدتها عند الألماني ''شنبنجلر'' المؤرخ والاجتماعي بمؤلفه المرجعي ''انحلال الغرب''، وبسطوع عند ابن خلدون بمقدمته المعروفة.

الشكوى والتشكي: تعم البلادَ موجاتٌ من الشكوى والتذمر عند كل الفئات، فقط اضغط على زرٍّ اسمه التذمر والشكوى واجلس واستمع بلا نهاية. هل يعني هذا أنهم غير صادقين؟.. أقول: هم صادقون، فتعثر الخدمات، وقلة الاهتمام، وضياع الضمير التنفيذي شائع يدمي قلوبنا. رغم صدقهم هل هم محقون من أجل أنفسهم؟ في رأيي لا. لأننا إن استغرقتنا شكاوينا وتذمراتنا فنحن إذن في مصيدة وحلٍ متحرك، هذا التذمر والشكوى والتشاؤم إنما هي صخور ثقيلة نعلقها في أجسادنا فتسرع في إغراقنا. بل إني أقول إن الأمل، حتى لو كان وهما نصدقه، ما يخسرنا شيئا، بل سيقودنا لحالة نفسية أعلى حتى ولم يتحقق، تخيلُ حبلٍ وهميٍ ينشلك من حمأة الطين أفضل من رؤية صخر معلق بأقدامك يجرك للقاع. ولكن الوهم لا يغير في الواقع شيئا. والحل هو ما أورده ''توينبي'' وراجت كأكبر نظرية اجتماعية - وحتى فردية - نظرية ''التحدي والاستجابة''. وما أحرانا أن نصغي بقلوبنا وعقولنا لأفضل الكلم في قوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة - 216. وشاعرنا المعري العظيم يقول:

إذا الفتى ذم عيشاً في شبيبته فماذا يقولُ إذا عصر الشبابِ مضى؟

وصحيح أن التذمرَ لا يقبل، وإن جاء من الشباب، هم آخر الحلول.. ما بعد ذاك حل. على الشباب أن يعرفوا ويصدقوا أنهم لا يطلبون الفرص، بل هم عليهم أن يبدأوا بها وهم قادرون طبق ما تمليه عليهم ثلاثة مصادر: الوجدان الديني، ثم المنطق العقلي، والتعامل مع الذائقة العامة من أجل وطنهم، ثم سيلحقهم كامل النظام. يقول ''توينبي'' إن ما جعل سكان المنطقة الإفراسية (أي شمال إفريقيا وجنوب غرب آسيا ''أي أجدادنا أهل الجزيرة'') يبنون الحضارات هو أنهم تجاوبوا إيجابيا مع التحدي وتصدوا له، ورحلوا من مناطق الجفاف وبنوا الحضارات في أحواض الأنهار بالنيل وبين الرافدين. أصحاب الظروف المناخية والظرفية الصعبة هم من بنوا الحضارات؛ لذا نجد أن ما سماهم ''توينبي'' - أترجم عبارته - ''الشراذمُ البشرية التي سكنت نياسالاند وغيرها من المناطق الاستوائية'' لم تتقدم أبدا ولم تبن حضارات؛ لأنهم سكان مناطق وجزر دافقة بالخيرات الطبيعية فبقت بدائية في حياتها. سألني أستاذ غربي: لِمَ تنـْبَهُ الفتياتُ السعودياتُ أكثر من الشاب، ويحققن تفوقا بالخارج بشكل سجلته جامعة أمريكية كظاهرة للدراسة؟.. قلت له: ''التحدي والاستجابة!'' البنت السعودية في قضاء مستلزماتها تشق الحجرَ، والباقون كما يمضي السكينُ بقالب الكعك.. لا قدرة عقلية أكثر من الآخرين، ولكن همة أقوى من الآخرين.

الانشقاق في كيان المجتمع: أخطر الأمور. فقد ينشق المجتمع على ذاته بتأثير عدم التوافق بين السلطة الحاكمة وبين الشعب المحكوم، وهي مسألة سياسية حلتها الشعوب بالثورات، ولكن للثورات ثمنا باهظا، ''تروتسكي'' أخطر ثوري على الأرض وفيلسوف البلاشفة قال في المنفى قبل أن يموت: ''أعظم ما اخترعناه هي الثورة، وهي أحقر ما اخترعناه!'' يعني لو رأى الثوارُ ما يصير بعد الثورة ربما تراجعوا. ولكن.. ظلمٌ مستمر سيأتي بالثورة؛ لأن من يخسر كل شيء تكون الثورة مكسبه الوحيد. وهناك أيضا تشرذم مجتمعات داخل المجتمع وهي أخطرها، كالقبلية والطائفية والمصلحية والمناطقية وغيرها.. وإني أرى التجنيس العشوائي من جنسيات لا تمت لنسيج البلد ستتكتل لمصالحها ضد مصلحة المجتمع الكبير وهو أمر طبيعي.. إلا إذا كان من ذات النسيج. إذن الصراع الأهلي الداخلي من الأخطار الكبرى. والمتطوعون شعارهم خدمة الأرض، وجهةُ نظري التي شرحتها للجموع بين ''ما'' لغير العاقل، و''من'' للعاقل'' خدمة ''ما'' أي الأرض تؤدي إلى خدمة كل ''من'' فوقها بلا تفرقة كالشجرة المظلة لا تمنع ولا تعطي الثمر والظل بهواها. التطوع يزرع الأرض، ليتغذى كل الناس.. عصبٌ يربط عضل نسيج الأمة.

* الإحساس بالظلم والحقران: خطرٌ يبدأ به الفرد على نفسه فيسحقها، ثم يتعادى من حوله. والعقّاد يقول في شعره المنطقي:

لا تطلب الحبّ بين الناس تسأله بل فاطلب الحبَّ تعطي منه ما تجدُ

أشقى البريَّةِ من لم يَعْنِهِ أحَدٌ وليس من كان لا يَعْنى به أحَدُ

إذا أردت أن تكون أشقى الناس فاطلب الاهتمام والحب، وشأن المتطوع أن يعطي بلا توقع، وهو أسعد البرية.

* النقد والانتقاد: شاع بيننا النقد ورمي الجميع المحق وغير المحق بحجر النقد.. وأنا أراه شيئا جميل، إن كان صادقا انتفعنا به.. وإن كان مغرضا جاء دليلا على نجاحنا، وحافزا للحرص أكثر. فما أجمل وألطف هؤلاء الناقدين. والمتطوع يبني من أحجار النقد هيكل نجاحه.

بعدها توالت رسائلُ الشباب تعدني أنهم بدأوا مرحلة سيسميها الشباب: مفاتيح، لا أقفال!

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية