Author

نجران: نجراميتروبوليس .. الاستثمار في أرض الفرص الواعدة

|
أحسن أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز حين جعل الاستثمار إحدى أولوياته وهو يخطط لتنمية منطقة نجران. فقد عقد في منتصف ربيع الآخر الماضي, المنتدى الأول للاستثمار في منطقة نجران برعاية أمير المنطقة؛ ما يؤكد أن التخطيط والإعداد لتنفيذ هذا المنتدى تم منذ وقت مبكر من تعيينه أميرا لنجران. وكان من نجاح الإعداد للمنتدى أن أسهم في حضوره وتنفيذ فعالياته جمع كبير من رجال الأعمال ومن المهتمين بشؤون الاستثمار من داخل المملكة وخارجها. وليس غريبا عن سموه أن يجعل التنمية والاستثمار هدفا رئيسا ويبذل كل الجهود لتحقيق نتائج ملموسة نحو النهوض في منطقة نجران, فعليه تعلق آمال كبيرة، وندعو الله له بالتوفيق. وقد تشرفت بالإسهام في إحدى جلسات المنتدى بتقديم عرض مختصر عن منطقة نجران باعتبارها محطة للتجارة وأرضا للفرص الاستثمارية الواعدة. وفي هذه المقالة أعرض لمختصر مشاركتي لتكون امتدادا لغايات المنتدى. ويسعدني ـــ وأنا أحد أبناء منطقة نجران ـــ أن أدعو المستثمرين ورجال الأعمال من خلال أدبيات المنتدى الاقتصادي الأول في نجران، إلى التعرف على المعالم الجغرافية والحضارية لهذه المنطقة, فمعالم نجران جعلتها مقصداً للمهتمين بدراسة الآثار من الرحالة الأوروبيين، الذين توافدوا إليها لدراسة آثارها الحضارية مع نهاية القرن الثامن عشر. وكانت نجران ملتقى للطرق ومحطة للتجارة عبر التاريخ القديم. وفي نجران فرص كثيرة للاستثمار, وهي أيضا منطقة واعدة لتصبح مقصدا للسياح ومحبي السفر والترحال من أجل المعرفة والاستمتاع بتاريخها وتضاريسها ومناخها. فبعد قيام ـــ المغفور له ـــ الملك عبد العزيز بتوحيد المملكة في كيان سياسي واحد وشعب موحَّد، فإنه بثاقب بصيرته أدرك ما يتضمنه توحيد كيان شاسع ومترامي الأطراف من تعددية تكاملية وسخرها إيجابيا لصالح مملكته الفتية. فقد منح الملك المؤسس مناطق المملكة وسكانها خصوصيتهم التي يفرضها الواقع الجغرافي والموروث التاريخي. وقد أقرَّ الملك المؤسس ـــ رحمه الله ـــ هذه الخصوصية واحترمها، وشجع على استمراريتها، كمظهر من مظاهر التنوع الثقافي والاجتماعي المكون لشخصية هذا الوطن الكبير. وأصبح ذلك النهج الحضاري المبكر من ثوابت السياسة الداخلية للدولة، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المناطق، حيث ظلت كل منطقة من مناطق المملكة تتمتع بمميزاتها وخصوصيتها الجغرافية والتاريخية التي تشكلت منها شخصية المنطقة، وأكسبت سكانها سيماهم الذاتية وطبائعهم السلوكية والاجتماعية. بل حرصت الدولة على إبراز ذلك التنوع وتلك الخصوصية في صورة حضارية معاصرة، تجسدت في (المهرجان الوطني للتراث والثقافة)، الذي يقام سنوياً في مقرِّه الدائم في (الجنادرية) في مدينة (الرياض). فها هي مناطق المملكة تشارك في المهرجان الوطني، لتعرض كل منطقة من خلاله موروثها الثقافي ـــ بجانبيه المادي والمعنوي ـــ وذلك للتأكيد على أن هذه الظاهرة هي انعكاس لأصالة المجتمع السعودي وعمق جذوره التاريخية والحضارية. وفي إطار هذه الخصوصية والتميز نتحدث في هذه العجالة عن نجران التي فرضت ذاتيتها الجغرافية والبشرية على التاريخ القديم والوسيط والحديث. فقد كانت (نجران) ـــ على مدى قرن ونيّف من الزمن ـــ مركزاً اقتصادياً مهما لوقوعها على طريق القوافل التجارية التي كانت تجوب العالم القديم. كما كانت مسرحاً للمحرقة التاريخية التي ارتكبها الملك اليهودي (ذو نواس) في سنة 523م, ليجبر نصارى نجران على الدخول في اليهودية، فلما رفضوا ألقاهم في الأخاديد التي حفرها لهم وأضرم فيها النيران. وقد سجَّل النجرانيون تاريخهم الطويل ـــ القديم والوسيط والحديث ـــ نحتاً على الصخور، وذكراً في المصادر التاريخية النصرانية والإسلامية، وسرداً لكثير من الروايات التي تتناقلها الأجيال ـــ إلى يومنا هذا ـــ عن المكان والإنسان في (نجران). ويسعدني ـــ وأنا أحد أبناء منطقة نجران ـــ أن أدعو المستثمرين ورجال الأعمال للتعرَّف من خلال المنتدى الاقتصادي الأول في نجران وغيره, على المعالم الجغرافية والحضارية لهذه المنطقة، التي جعلتها مقصداً للمهتمين بدراسة الآثار من الرحالة الأوروبيين. فقد توافد الرحالة إلى نجران لدراسة آثارها الحضارية مع نهاية القرن الثامن عشر. ولذلك, فإن في نجران فرصا كثيرة واعدة لتصبح مقصدا للسياح ومحبي السفر والترحال من أجل المعرفة والاستمتاع. وتهدف هذه المقالة إلى تسليط الأضواء على منطقة نجران لإبراز مختلف الفرص الاستثمارية الممكنة. وسوف تكون مشاركتي عبر ثلاثة محاور هي: أرض الفرص الواعدة, والاستثمار, والرؤية والتحديات. ولما في نجران القديمة من خصائص المدينة فقد كان يطلق عليها (نــجــــرامـيــتروبــولــس)، حيث كانت من أهم وأشهر بقاع الجزيرة العربية القديمة, ومن أكثرها ذكراً في سجلات التاريخ التي سطرت عن بلاد العرب القديمة. وورد اسم نجران في عديد من المصادر التاريخية، حيث أطلق بطليموس على نجران اسم (نجراميتروبوليس) Nagrametropolis، أي (مدينة نجرا)، وذكرت نجران في نقش امرئ القيس بالنمارة، المؤرخ في سنة 328م؛ كما ورد ذكرها في نصوص ومصادر قديمة. وتؤكد الدراسات التي أعدها الرحالة الأوروبيون الذين توافدوا على الجزيرة العربية منذ نهايات القرن الثامن عشر، وكذلك المسوحات التي أجرتها (وكالة الآثار والمتاحف السعودية) في منطقة نجران أخيرا، أن تاريخ نجران يمتد إلى ما قبل الميلاد بمئات السنين، وتقف النقوش المسجّلة على صخور الجبال والكهوف في نجران شاهد صدق على الحضارة التي عرفتها نجران منذ زمن بعيد. وعرف عن نجران خصوبة أرضها ووفرة مياهها واعتدال مناخها. وقد ازدهرت التجارة قديما في نجران, وكان تاريخها الديني القديم أحد عوامل شهرتها. ولتلك الأمور وغيرها اكتسبت نجران أهميتها وشهرتها التاريخية من عدة عوامل، منها ما هو جغرافي، ومنها ما هو اقتصادي، ومنها ما هو ديني وحضاري. وتشير المصادر التاريخية إلى أن نجران شغلت موقعاً استراتيجياً متميزاً على خريطة العالم القديم، حيث إنها كانت واحدة من أهم (مدن القوافل) التي تقع على طريق التجارة البرية القديمة بين الشام واليمن، والذي يعرف بـاسم (طريق البخور). فقد كانت نجران ـــ بحكم موقعها ـــ بمثابة بوابة عبور القوافل التجارية إلى المواقع الداخلية في شبه الجزيرة العربية. ويشير الدكتور عبد الرحمن صادق الشريف إلى المميزات التي اكتسبتها (نجران) من ذلك الموقع الاستراتيجي المتميز، بالقول: ''لعبت نجران خلال فترة من التاريخ القديم دور عقدة المواصلات الرئيسة داخل الجزيرة العربية؛ حيث كانت تصلها الطريق الوحيدة من عدن، وتتفرع منها طريقان رئيستان، تسلك إحداهما أطراف الهضاب وأقدام الجبال من جهة الربع الخالي إلى اليمامة فساحل الخليج العربي، أو اليمامة فبلاد ما بين النهرين، أي باتجاه الشمال الشرقي''. وذلك يعني أنه ما من قافلة تجارية تنطلق من جنوب الجزيرة صوب شمالها أو العكس إلا وتمرُّ بنجران؛ والأخرى إلى مكة المكرمة ويثرب وديدان في وادي القرى والبتراء. وقد حافظت نجران على مكانتها التجارية ـــ باعتبارها واحدة من أبرز مدن التجارة العربية ـــ طيلة عصر ازدهار التجارة البرية الذي امتد في الفترة من (500ق.م) إلى (600م) أي قرابة 1100 عام. #2# ومرت نجران ـــ منذ انضمامها إلى الحكم السعودي الزاهر أوائل العام الهجري (1353هـ) الموافق لعام (1934م) ـــ بمرحلتين متمايزتين. المرحلة الأولى, ويمكن أن نطلق عليها (المرحلة التأسيسية)، وهي تبدأ بدخول نجران في الحكم السعودي، وما تم خلال تلك العقود من أحداث مضنية قادها الملك المؤسس ورجاله المخلصين للانتقال من حالة الفرقة والدخول كجزء من الكل في مراحل توحيد وبناء المملكة. مرحلة كانت الإمكانات فيها متواضعة وتخللتها تحولات اجتماعية ورسمية كبيرة لتوثيق وتأكيد مفهوم الدولة رغم تواضع وسائل السيطرة المادية والمعنوية في البلاد ككل. وقد كانت الأحداث الدولية والإقليمية الناتجة عن تبعات الحربين العالميتين الأولى والثانية ثم تحديات الحرب الباردة إقليميا من معوقات التنمية الحقيقية لكثير من البلدان. وتأثرت المملكة تنمويا وخصوصا المناطق الحدودية ولم تنل نصيبها من التنمية في توازن مع غيرها. ومن وجهة نظري, واستقرائي للتاريخ, فإن مرحلة التأسيس في نجران استمرت حتى عام (1382هـ), الذي يُعد البداية الفعلية لتنمية (نجران) والنهوض بها في مختلف المجالات. وأما المرحلة الثانية فيمكن أن نطلق عليها, (مرحلة النهضة الحديثة)؛ وتمتد من عام (1382هـ) إلى وقتنا الراهن، حيث لا تزال نجران تشهد ـــ مع غيرها من مناطق المملكة ـــ مزيدا من المشاريع الحضارية التي تقوم بها حكومات المملكة المتعاقبة وصولاً إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك (عبد الله بن عبد العزيز) يحفظه الله. ومنذ توليه إمارة منطقة نجران, حرص صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز على جعل الاستثمار إحدى أولوياته وهو يخطط لتنمية منطقة نجران وتطويرها. وفي هذه المقالة نكمل ما تضمنه القسم الأول عن منطقة نجران من حيث كونها محطة للتجارة وأرضا للفرص الاستثمارية الواعدة. وقد برهنت فعاليات منتدى الاستثمار الأول في نجران, الذي عقد برعاية أمير نجران في منتصف الشهر الماضي على كثير من عوامل الجذب في مجالات استثمارية متعددة أبرزها التعدين والمحاجر والسياحة. وستركز هذه المقالة على الجانب التاريخي وعلى الطبيعة في نجران باعتبارهما من مقومات الاستثمار الواعدة. #3# ويعرف خبراء السياحة أن الاستثمار في الموروث التاريخي يعد من أهم مقومات الجذب والتنمية السياحية. وفي نجران تقع مدينة الأخدود الشهيرة بآثارها ونقوشها ورواياتها. وقصة أصحاب الأخدود التي حفظها القرآن الكريم شأن تاريخي وحضاري لم تكتشف وتبرز وتطور وتستثمر كما ينبغي حتى يومنا هذا. وهناك الكثير حول العالم ممن يتطلعون إلى هذا البعد التاريخي وما فيه من قصص وروايات. مواجهات حضارية وحصار وحروب وقتال واستشهاد وظلم وبطولات تخللتها حكايات وأسرار وآلام؛ وفيها فصول ومواقف لمجموعات وأشخاص لا يزال صداها وتفاعلاتها حاضرة في الأذهان حتى بعد أكثر من ألفي سنة من وقوعها. مدافن وأبنية وأسوار وطرقات مدينة الأخدود التاريخية ماثلة للعيان؛ ولا تزال محرقتها بما فيها من رماد وعظام ودلائل تعرض لصفحات سجلها التاريخ وتستحق الاكتشاف والعرض بما يليق بهذا العصر. وسوف يحقق اكتشاف وتطوير واستثمار الأخدود قفزات تنموية واقتصادية كبيرة لنجران وما جاورها. وأتوقع للمستثمرين في محور استثمار الأخدود أن يحققوا نجاحات سريعة حتى قبل استكمال مراحل الكشف والتنقيب والتطوير المستقبلية. فهنالك الكثير من محبي تاريخ الأخدود من داخل المملكة ومن خارجها في أرجاء كثيرة من العالم. والأخدود بموقعها التاريخي البارز وقصتها الشهيرة, وما فيها من أحداث وروايات تمثل فرصا استثمارية خصوصا في مجال فعاليات المسرح الذي يمكن يجسد تلك الحكايات في شكل مسرحي وروائي متعدد القصص والفصول. ويمكن لتفعيل الأخدود سياحيا واستثمارها أن تشكل نقلة نوعية كبيرة في مفهوم السياحة وما فيها من استثمارات مساندة وموازية. فما هو متيسر حتى الآن من روايات تاريخية موثقة يتضمن عددا من الروايات والأحداث الجسام التي تمت على أرض الأخدود في نجران أثناء سير أحداث محرقة الأخدود الشهيرة. ويمكن لتلك الروايات أن تمثل انطلاقة أولية لمسرح تاريخي يقام على أرض الأخدود ويعرض بالصوت والضوء لفصول تلك الأحداث، وتعرض بعدد من اللغات. ومن الطبيعي أن تصاحب المسرح التاريخي فعاليات سياحية كثيرة تجعل من نجران مقصدا للزوار من دول العالم بما من شأنه جذب المزيد من مقومات السياحة وفعاليات الاستثمار السياحي. وعلى الأهمية نفسها تعتبر جغرافية نجران وطبيعتها عوامل جذب استثماري, حيث جمال وتعدد الطبيعة, وخصوبة التربة، ووفرة المياه، واعتدال المناخ. ويعدّ هذا المحور داعماً لمحور استثمار الموروث التاريخي ومتكاملا معه نحو مستقبل استثماري جذاب. فقد كانت خصوبة التربة، ووفرة المياه، واعتدال المناخ, عوامل رئيسة فيما حققته نجران من أهمية وشهرة تاريخية، سواء بالنسبة لقوافل التجارة القديمة العابرة لنجران أو لأهالي نجران أنفسهم. وتحققت شهرة نجران القديمة رغم تحديات الحياة قديما من حيث وسائل المواصلات والاتصالات وندرة الخدمات, وفي نجران اليوم مقومات حضارية قوية تؤكد أن حاضرها أكثر جذبا وأكثر قابلية لاستعادة مكانتها التاريخية كمحطة تجارية واستثمارية واعدة. ففي نجران ثلاث بيئات طبوغرافية تكاملية تشكل ميزة استثنائية مضافة. فوادي نجران الواحة الزراعية الخضراء وموطن حضارة نجران وآثارها محاطة بمنطقة جبلية فيها قرى تاريخية, مع قربها من هضاب باردة ومعتدلة في مناخها. وأخرى صحراوية تجعل من نجران بوابة الربع الخالي من الغرب حيث بحار من الرمال في بيئة صحراوية ساحرة وفيها مستقبل استثماري وسياحي واعد. وتمتاز نجران بكونها شريطا متصلا من القرى التاريخية والواحات الخضراء القديمة الواقعة على ضفتي وادي نجران. ويمتد وادي نجران من الغرب إلى الشرق بمسافة تزيد على 100 كيلو متر. وتقع تلك القرى إلى الشمال والجنوب من ضفتي الوادي وترتبط بشبكة من الطرق والخدمات. وتشكل قرى وادي نجران حالة نادرة اليوم في جزيرة العرب حيث تكثر فيها القصور والمباني القديمة. فالقرى والواحات الخضراء القائمة اليوم تمثل فرصا كبيرة لاستثمارها بالتعاون مع الأهالي في مجالات زراعية وصناعية وسياحية متنوعة. ويكفي أن نلقي نظرة سريعة على مدينة أبا السعود التاريخية في وسط نجران. ففيها قصر الحكم التاريخي, وغيره من مؤشرات المستقبل الاستثماري الواعد. وعرفت نجران قديما بثراء صناعاتها اليدوية التي فيها فرص استثمارية كإقامة قرية تراثية بالاستفادة من البيوت الأثرية القديمة وتحويلها لنزل للسياح وميدانا تاريخا للصناعات القديمة والمطاعم الشعبية التي أصبح الطلب عليها عاليا من قبل الجميع. مواقع تاريخية أخرى من أبرزها قلعة رعوم التي تقع في قمة جبل رعوم الذي يحتل مكانا متميزا في الوسط الغربي لوادي نجران. ولكونه جبلا مخروطي الشكل ومستقلا بمفرده فإن قمته حيث مبنى القلعة تتيح مجالا رائعا للنظر في دائرة كاملة. ومن قمة الجبل يمكن رؤية قرى وادي نجران إلى أقصى قراه في كل الاتجاهات. ويقع إلى جبل رعوم من الغرب والشمال الغربي أرض وقرى تاريخية يتخللها وادي نجران وتحدها من الغرب سلسة جبال شاهقة. ويرى العارفون بجغرافية نجران أن شبكة من طرق (التلفريك) المعلقة بين رعوم والجبال الغربية مصحوبة بعدد من المشاريع الاستثمارية في المجال السياحي سوف يكتب لها النجاح حين تصبح أمرا واقعا. فقرية سياحية في أرض الحكومة غرب رعوم ومثلها في أراضي المواطنون ومنتزهات ومطلات ومطاعم ومصحات فوق رؤوس الجبال الغربية يمكن أن تجعل من نجران مقصدا للسياح من داخل المنطقة وخارجها. وتعد آبار حما التاريخية جزءا مكملا لآثار نجران بما فيها من نقوش ومواقع تاريخية. وقد كانت آبار حما وما زالت مقصدا للسياح من خارج المملكة. وهناك فرص استثمارية في مجالات السياحة, ويمكن أن ينتج عن التحول السياحي المدروس عدد من الفعاليات التنموية. فآبار حما تقع في المنتصف الشمالي لمنطقة نجران وتحيط بها سلسلة من الجبال والهضاب من الغرب حيث مواقع التعدين والخامات القابلة للاستثمار. كما أن آبار حما تعد بوابة على مشارف الربع الخالي الذي يكـتـنـز في صحرائه الكثير مما يمكن اكتشافه وتفعيله عبر التنمية والاستثمار. فرص استثمارية متنوعة وكثيرة تم الكشف عنها في منتدى الاستثمار الأول في نجران, وكان الفضل فيها للأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير المنطقة, الذي لا شك أنه ينطلق من رؤية مستقبلية نحو غد أفضل لمنطقة نجران. ومن نافلة القول أن رؤية واعدة نحو المستقبل الاستثماري تعد عاملا حاسما في تحقيق النجاحات. ومن الطبيعي للرؤية المستقبلية لتنمية أي منطقة أن تشتمل على أدوات تنفيذية وخريطة طريق مستقبلية بمحطات زمنية, وفيها مراحل تنفيذ ممولة وقابلة للقياس, وقابلة أيضا للمراقبة والمحاسبة أولا بأول. تحية لسمو الأمير ولكل المشاركين في رفع شأن نجران عبر منتدى الاستثمار وغيره من فعاليات التنمية والبناء.
إنشرها