Author

جامعاتنا هل تفتح الأبواب أمام ذوي الإعاقة؟

|
لم يكن شيئاً عادياً فتح الحديث عن أعداد ونسب الشباب في السعودية عموماً والصم في السعودية خصوصاً، لقد كان الحديث في الأسبوع الماضي حديثا برهنته الأرقام وأثبتت تلك الأرقام خطورة الأمر اقتصادياً وتربوياً. ولعل كثيرين ممن علقوا على مقالة الأسبوع الماضي، كانوا يجمعون على خطورة الموضوع وأنه جديد بالنسبة لهم وكأن الأمر ليس واقعياً. كنت قد عقدت العزم للحديث عن الجامعات تفصيلياً، ولكن قطعت الشك باليقين وأخذت قلمي لأسطر واقع الجامعات ودورها في تفاقم أزمة الصم في السعودية. لا يشك أحد في النهضة التنموية التي يعيشها ميدان التعليم العالي في السعودية، والميزانيات المرصودة للجامعات السعودية خير دليل على الخطة الاستراتيجية للجامعات السعودية. ولقد ترجم ذلك عديد من مديري الجامعات من خلال مشاريع ضخمة بدأت بالظهور للعيان شيئاً فشيئا. هنا أعتقد أن الحديث سيطول لو تحدثت عن مشاريع كل جامعة على حدة، لذا دعونا نركز الحديث على أبرز وأضخم الجامعات من حيث الميزانية والمشاريع في البيانات التالية: هذا من حيث المقوم الرئيس لنجاح أي مشروع وهو المال، ومن حيث الإمكانات فلا أعتقد أن هناك من يساوم على هذه الجامعات ومشاريعها التي نفذتها وما زالت تنفذها هذه الجامعات. هنا تساؤل تطرحه إنجازات تلك المشاريع في الجامعات.. هل عجزت الجامعات عن تعليق الجرس وتخصيص ميزانية لا تصل إلى 25 في المائة من ميزانية أقل مشروع في تلك الجامعات؟ هنا أقف مع هذا البيانات لنضع النقاط على الحروف. صدر في الميزانية الحالية للجامعات السعودية ميزانيات متفرقة هي على النحو التالي: ــــ جامعة الملك سعود بمبلغ سبعة مليارات و843 مليوناً و363 ألف ريال. ــــ جامعة الملك عبد العزيز بمبلغ ثلاثة مليارات و916 مليوناً و68 ألف ريال. ــــ جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمبلغ مليار و124 مليونا 262 ألف ريال. ــــ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمبلغ مليارين و723 مليوناً و321 ألف ريال. هذه أربع جامعات من أصل 24 جامعة في السعودية هي من أقوى وأعرق الجامعات السعودية.. نجحت في عقد شراكات عالمية ودولية مختلفة ولكنها لم تلتفت إلى فتح المجال للصم للدراسة الجامعية.. نجحت في تخصيص كراسي بحث ومشاريع استراتيجية ولم تفتح المجال للصم للدراسة الجامعية.. نجحت في تشكيل فرق علمية وبعثات تخصصية وكوادر نوعية، وأغفلت فتح المجال للصم للدراسة الجامعية.. نجحت في خلق الفرص لجميع أطياف المجتمع في منح مقاعد للدراسة، ولم تستمع لهموم الصم لمواصلة الدراسة الجامعية. لقد وقفت على ميزانية كلية الاتصالات والمعلومات والتي قامت بعقد شراكة مع شركة الاتصالات السعودية لقبول 227 أصما وتدريبهم ومنحهم الشهادة الجامعية المتوسطة فهيأت كلية الاتصالات والمعلومات المعامل والقاعات وأعضاء هيئة التدريس، وقامت بتدريبهم وتخريجهم لسوق العمل وتوظيفهم في القطاع الخاص والقطاع العام بميزانية تأسيسية وتشغيلية لم تتجاوز 1.200.000 ريال سعودي فقط! هذا الرقم هو فرع من أحد فروع جزء من جزئيات أصغر مشروع في الجامعات التي ذكرتها، وهنا وقفت تأمل تعتصرها ألم العديد من التساؤلات، يتصدرها ذلك السؤال.. لماذا كل هذا؟ أهو عدم إيمان بالقدرات؟ أم عدم الوعي بحجم المشكلة والنسب المتفاقمة والمتزايدة للصم في السعودية ذكوراً وإناثاً. أخيراً.. يا أصحاب المعالي مديري الجامعات السعودية: إن من بين شبابنا..شباب واعد.. وطاقات نوعية.. أرعوا لهم سمعكم.. أصغوا لأوراقهم التي جفت منابعها في أدراج جامعاتكم.. استطعتم تحقيق المستحيل.. فكيف بتدريس الصم في الجامعة وهو لا يحتاج إلا قليل اهتمام منكم وصرف شيء من وقتكم. ومضة.. الإعاقة هي موت الطموح وانطفاء شمعة الأمل والعيش بمنغصات وألم.. فكم حولنا معاقون على الرغم من جمال مظهرهم, وقوة أجسادهم, ونمو عضلاتهم.
إنشرها