Author

سرُّ قوّةِ النساء

|
* أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 380. *** * حافزُ الجمعة: من لا يحبّ النساء؟ لا أحد. عند كل منا امرأة أو أكثر، لا تعكس حُباً صافياً فقط بل محور حياة. يكفي أن المرأةَ أمّ، وعندما نخاف أو نستوحش مهما كبرنا نصرخُ بأصواتِنا أو بقلوبنا لأمهاتنا. المرأةُ ليست قوية العضلات، ولكنها أقوى من الرجل لأنها قوية الاحتمال. عُوملت المرأة وكأنها أقلية ضعيفة، وهذا ليس لأن الرجلَ أفضل، بل لأن غرورَ الرجل أكبر. *** * قوةُ النساء الخبيئة أنهن يملكن ذهناً تحتيا برقيّ البديهة لا يسمعه ولا يراه الرجل، وعندما قيل لـ "جورج صاند" الأديبة الفرنسية، التي اتخذت اسمَ رجل حتى تمرر كتاباتها في مجتمع الفكر الفرنسي لأن المجتمعَ آنذاك لا يقبل كتابات المرأة: "إن المرأةَ خُلِقت غبية"، ردَّتْ بسرعة من طلقات ذهن المرأة التحتي: "صحيح، كي توائمَ عقلَ الرجل!". *** * بالتاريخ نساءٌ كُنّ وحوشاً لا ترحم، إنه الشذوذ من القاعدة العامة، وتتعجب أن امرأة يمكن أن يصل بها الغِلُّ والبطشُ ما يفوق أكثر الرجال جُرماً. الملكة "ماري" البريطانية التي ماتت في نهاية القرن السادس عشر نحرَتْ كتائب من البروتستانت نحراً كي تجعل الكاثوليكية مذهب بريطانيا، لذا سُمِيَتْ بماري الدموية Bloody Mary، ويُسمَّى مشروبُ كوكتيل بالطماطم عالمي بذات الاسم "بلودي ماري". وهناك "إيزابيلا" زوجة فرديناند الثاني وحش إسبانيا أيام محاكم التفتيش، ولكن إيزابيلا هي التي كانت تُضرم لهيبَ الحقد والتعذيب الفظيع ضد المسلمين واليهود (وترون أن اليهودَ عاشوا معززين في مجتمع إسلامي، وذبحهم المسيحيون) وغادر في دفعةٍ تاريخية واحدة ربع مليون مسلم ويهودي بلعتْ معظمهم مياهُ البحر. وهناك أشرس مجرمة ربما في التاريخ، التي "نفقـَتْ" في عام 1931م، وهي الأمريكية الذئبة "ييلي جَنيس" وكان طولها يقارب المترين بجثة 100 كجم من العضَل الصافي، لم يفعل فعلها ولا "هولاكو" الرهيب، قتلت كل أصدقائها، وكل من خطبها، وكل أزواجها، بل قتلت حتى ابنتيها، ويقال إنها قتلت على الأقل مائة روح.. السبب بسيط: طمَعُ صافٍ لنيل مبالغ التأمين على حياتهم، أو الاستيلاء على مقتنياتهم. *** * ظهرت شقيقة التونسي الذي أضرم النارَ بنفسه، وبكامل الانتفاضة الشعبية التونسية، في برنامج تلفزيوني، وتألـّقـَتْ بتبجيل أخيها كبطلٍ صاحب مبدأ، وليس كشخص انتحر يأسا لوضعه الخاص، وإنما من أجل أمته وشعب أمته وكرامتهم وحقهم بحياة أفضل، وترون هنا كيف تنطق الشقيقة (المرأة) قلبَها بفصاحةٍ وتعبيرٍ أخّاذين من أجل أخيها الذي تسميه شهيدا. "محمد البوعزيزي" دخل التاريخَ التونسي، بل التاريخ العربي.. هل قامَ بعملٍ بطولي؟ أم قام بعمل أبعد ما يكون عن البطولة والاستشهاد؟ أترك الموضوعَ لكم لطرح الرأي. *** * كتابُ الجمعة: كتابٌ خطيرٌ فعلاً، إن كانت صفة "الخطير" تنطبق على الإنجاز الديني على المستوى الشخصي الذي سيصبح كتابا رائجا في الولايات المتحدة. الكتابُ عنوانه "نادي الإيمان The Faith Club"، عندما قررت الفلسطينية الأمريكية رانيا الدليبي الإجابة عن سؤال ابنتها الصغيرة بعد حادثة 11 سبتمبر، لماذا تتصارع الأديان؟ بادرت بالاتصال بامرأتين متخصصتين بدينيهما مسيحية ويهودية، وصرن يلتقين دوريا في منازلهن لمناقشة وفهم دين كل واحدة، ثم خرجن بكتاب مشترك ألفته ثلاثتهن: رانيا الدليبي، سوزان أوليفر، وبرسكيلا وارنر. الجميل أنهن وضعن في آخر الكتاب كيفية تأسيس نادي الإيمان، تستطيع كل واحدة أن تقوم به حتى هنا. هل جاء دورُ النساء ليضعن حدا للصراع الديني الدموي.. من يعلم؟ *** * وأترجم لكم من الإنجليزية شعراً جميلا عن المرأة قيل في مسابقة: عندما ولدتُ كانت هناك امرأةٌ تُعِدّني للحياة: أمِّي. وطفولتي كانت هناك امرأةٌ تشاطرني اللعب وضحكات السعادة الأولى: أختي. وعندما حان أوانُ العلم وإدراك الحياة كانت هناك امرأة تقودني برفق لتلك المعرفة: مُدرّستي. وعندما احتجتُ حباً ورفقةً دائمين كانت هناك امرأة تمدني بطاقاتهما: زوجتي. وعندما أصبحت صلبا وتيبّست عواطفي مع قسوة التجارب كانت هناك امرأة لتجعلني أُذيبُ تلك القسوة وأصبح أكثر رقة: ابنتي. وعندما أموتُ ستحتضنني أبدياً امرأة: أمي الأرض! في أمان الله..
إنشرها