Author

كنيسة القديسين .. نقطة البداية في سياسة الفوضى الداخلية الخلاقة

|
مصر مستهدفة في مكانتها وقرارها ودورها وأمنها الوطني والقومي، وأن على المصريين الاقتناع بأن هناك محاصرة لمصر، وهناك عملية شد لأطرافها وتخطيط لضرب وحدتها الوطنية، ومحاصرة مجالها الحيوي، والخليج والعالم العربي يدرك معنى مصر ومكانتها، ولا يرضى لمصر أن تتراجع على الرغم من أن كثيرا من القوى الإقليمية وأدواتها عملت ما بوسعها للنيل من قامة مصر، لكن ذلك لا ينفي ضرورة مراجعة مصر لرؤيتها للأمن الوطني والقومي ومصادر التهديد المختلفة التي تطولها، وتعزيز علاقاتها الفاعلة ومجالها الحيوي العربي والإسلامي الإقليمي والدولي. مصر والاستغلال والتوظيف الطائفي قبل شهرين، أصدر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين تحذيرا للمسيحيين في مصر، وقبل أسبوعين أصدر تحذيرا ثانيا حدد الكنائس بالاسم، وضمت القائمة عددا من الكنائس المسيحية، ومن بينها كنيسة القديسين، إلى جانب ست كنائس أخرى قال إنها مستهدفة. هذه التحذيرات من الناحية الأمنية يجب أن توضع تحت المراقبة والمتابعة والتحليل، كون التهديدات الإلكترونية هي شخصيات افتراضية قد تديرها أجهزة أمنية رسمية، أو تتخادم معها جهات راديكالية بطرق عدة، واحتفالات رأس السنة مناسبة تحتاج إلى احتراز أمني أيضا، خاصة أن هناك تفجيرا حدث لكنيسة البشارة في بغداد، وحديث عن رعاية دولية للمسيحيين في العراق، ومصر لديها إشكالية، والأقباط يجري تدويلها ببطء، ويجري استغلالها سياسيا ضد مصر، بحجة الحريات والديمقراطية والانتخابات البرلمانية والنقابية، وصولا إلى الانتخابات الرئاسية المنتظرة. التحقيقات المصرية وما يرشح عنها يفيد بوجود عنصر اتهام لشخص عراقي، ومؤشرات على وجود ارتباط وعلاقة بين تنظيم قبطي مع إسرائيل، وموقع شبكة المجاهدين ينفي أن يكون تنظيم القاعدة ضالعا في التفجير، وكل المؤشرات تشير بالعكس من ذلك، فالقاعدة ليست وراء كل تفجير عنفي، وعلينا ألا نستثني إسرائيل من الموضوع لأسباب عدة على قدر كبير من الأهمية، لعل أوضحها وأجلاها على الإطلاق التصريحات الأمنية الإسرائيلية التي تؤكد تجسس إسرائيل على مصر، خاصة في قطاع الاتصالات والطاقة والموارد المائية، ونهايتها كانت قصة الجاسوس المصري ـــ إسرائيلي طارق عبد الرازق، وقبلها جاسوس الطاقة النووية وشركة موبينيل! التجنيد للموساد يبدأ من الصين تقول القصة إن الجاسوس المصري طارق عبد الرازق، كُلف بضرورة الحصول على هواتف مسؤولين كبار في مصر لمصلحة الموساد الإسرائيلي للتجسس على اتصالاتهم، بعد أن تم تجنيده لمصلحة الموساد الإسرائيلي في بكين، وللعلم فالموساد الإسرائيلي يلتقط مجنديه عبر آسيا من عرب وآسيويين رجال أعمال وخبراء ودبلوماسيين أيضا، وقد طلب منه التجسس على الوزارات الحساسة، ووزارات مصر الحساسة لأمنها القومي عدا الداخلية، تقف على رأسها وزارة الموارد المائية والري المصرية، لارتباطها بالنيل، ولارتباط النيل بعدد من الدول الإفريقية صديقة إسرائيل، ولارتباط مصر بمعاهدة مع إسرائيل في بنودها حديث عن إمكانية تزويد إسرائيل بمياه نهر النيل عبر مصر. مصر تذرعت كثيرا في أسباب عدم تزويد إسرائيل بالمياه (عشرة مليارات متر مكعب) ليست من حصة مصر بل شراء إسرائيلي من دول إفريقية، وإسرائيل استخدمت علاقاتها الإفريقية للتأثير في مصر، وبدأت القاهرة تواجه مصاعب سياسية، آخرها اجتماع دول حوض النيل وقراراتها بعيدا عن مصر، لكن مصر والسودان وإثيوبيا أصروا على احترام الاتفاقيات الاستعمارية القديمة لتقاسم المياه والحدود، وترى إسرائيل أن أزمة التجسس الأخيرة كان الإعلان عنها لأسباب سياسية، وذلك حسبما أوردته مواقع إلكترونية إسرائيلية، أي أن تل أبيب كانت تعلم بقبض المباحث المصرية على الجاسوس طارق، وأن تل أبيب عملت ما بوسعها على الأقل لكتمان ما بحوزته من معلومات تطول سورية وعملاء للموساد هناك، وعملت على مبادلته بصفقة مع مصر. ولدى تل أبيب أيضا خشية من عودة العلاقات المصرية ــــ السورية إلى طبيعتها بعدما اتضح لتل أبيب وجود علاقات أمنية متميزة، ولهذا كانت الزيارات السرية الأخيرة الذي قام بها عوزي عراد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي للعاصمة الأردنية عمان والمصرية القاهرة، حيث التقى يوم (الثلاثاء الماضي) رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان، وكانت محاور اللقاء منصبة على قضايا رئيسة مهمة، لعل من بينها خشية تل أبيب من أن تعلن مصر عدم احترام تل أبيب لاتفاقية السلام المعقودة معها والتجسس عليها، والمساهمة في تعزيز الأزمات الداخلية، وهو ما دفع بنيامين نتنياهو للإعلان وشجب العملية التفجيرية للكنيسة المصرية، والتأكيد على أن الشعوب الحرة هي من تخضع للتهديد، في محاولة لصرف الأنظار والاتهام عن الموساد الإسرائيلي. العبث بالمجال الحيوي المصري تكشف المواقع الإسرائيلية النقاب عن وجود صراع مخابراتي مصري ـــ إسرائيلي في إفريقيا وآسيا وأوروبا، فقد أوردت هذه المواقع أن إعلان القاهرة عن قبضها على الجاسوس الإسرائيلي والكشف عن المعلومات الأمنية التي بحوزته وتمرير المعلومات الخاصة بسورية (رغم وجود وساطة إسرائيلية) جاء ليس بسبب حالة التجسس الإسرائيلي، وإنما ردا مصريا على اجتماع سري عقد في تل أبيب، ضم رئيس الدوما الروسي ووزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وثلاث شخصيات أمنية قيادية من جنوب السودان، وكانت التفاهمات التي جرت قد مست الأمن القومي المصري، وتحديدا في الشأن المائي، ما عدته القاهرة عملا سريا يهدف إلى الإساءة للأمن المائي المصري. وبينت هذه المواقع أن الرد الإسرائيلي لم يكن إلا بعد قيام الرئيس المصري حسني مبارك بزيارة غير معلنة إلى جوبا في جنوب السودان، غير أن الموساد الإسرائيلي كان على علم ومعرفة مسبقة بوصوله، ولإرسال رسالة للقاهرة تمت سرقة محتويات البعثة المصرية خاصة أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وعندها لم تجد تل أبيب بدا من القول للرئاسة المصرية إن القاهرة كانت غير واضحة في تعاملاتها مع إسرائيل، وعندما طولبت إسرائيل ببيان ذلك تم تزويد القاهرة بدراسة خاصة حول الأمن المائي لمصر، فقدت من مكتب وزير الموارد المائية المصري، ونشرت على موقع لمركز دراسات مصري على الرغم من حساسيتها، الأمر الذي أدى إلى كشف وجود علاقة بين الجاسوس طارق والموساد الإسرائيلي، وسعيه إلى الحصول على معلومات أمنية حساسة. إسرائيل أعلنت في وقت سابق قبل شهر ونصف وعلى لسان مسؤول أمني إسرائيلي أن الموساد الإسرائيلي أكثر نشاطا في مصر من أي وقت مضى. وقال المسؤول الإسرائيلي نحن نعرف كل شيء في مصر، وفعلا المتابع للقضايا التي يتم كشفها فهي خطيرة جدا، وأخطرها على الإطلاق كان في شبهة التخابر بين مسؤولين في شبكة موبينيل وإسرائيل، وهذا ما كشفته تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا رقم 5 لسنة 2010. إعلان القاهرة عن الجاسوس واعترافاته لم تستسغها إسرائيل على الرغم من الوساطات المتكررة من قبل بنيامين نتنياهو، عندها وجد الموساد ألا طريق أمامه إلا إثارة الفوضى في مصر وإحراجها عالميا، وكان بناء السيناريو الأمني للتفجير قد اعتمد على أركان عدة رئيسة، أولها: وجود تهديد سابق من قاعدة بلاد الرافدين لمصر والمسيحيين تحديدا، وثانيا: وجود بيان ثانٍ من التنظيم ذاته وقبل أسبوعين من التفجير يعرض أسماء عدد من الكنائس المستهدفة، والثالثة: إدراك أمني إسرائيلي بوجود أزمة داخلية في مصر، واحتقان لدى الأقباط المصريين، والرابعة: وجود تنظيم قبطي يمول من جهات أمريكية، والخامس: أن البابا كان قد طالب سابقا وبعد تفجير كنيسة البشارة في بغداد بحماية المسيحيين في الشرق الأوسط، والسادسة: وجود رغبة إسرائيلية في تسويق معلومات أمنية عن وجود كثيف لحركات الجهاد العالمي في غزة، وقد يدفعها ذلك لاجتياح القطاع، ناهيك عن وجود لوبي مسيحي غربي وبالتوافق والإدارات الأمريكية يسعى ومنذ عام 2005 إلى عقد مؤتمر عالمي للمطالبة بوطن قومي للمسيحيين في الشرق الأوسط؟ تسييس تفجير الكنيسة القبطية اللافت للانتباه والمستغرب كثيرا هو تصريحات بابا الفاتيكان، على الرغم من الرفض القبطي المسبق لموضوع حماية المسيحيين في مصر، أو ممارسة سلطات ذات تبعات سياسية على الكنيسة القبطية في مصر وحرفها عن دورها الوطني، فقد قال البابا بنديكتوس السادس عشر في قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس بطرس "في مواجهة التوترات التي تحمل تهديدا في الوقت الراهن وأمام أعمال التمييز والتجاوزات وخصوصا مظاهر التعصب الديني. أوجه مرة أخرى دعوة ملحة لعدم الاستسلام للإحباط". وأضاف أنها "مهمة شاقة لا تكفي من أجلها الأقوال. بل يتعين على مسؤولي الأمم إبداء التزام عملي وثابت". وقال "لا يمكن أن تستسلم الإنسانية أمام الأنانية والعنف. ويجب ألا تعتاد النزاعات التي توقع ضحايا، وتعرض للخطر مستقبل الشعوب". من جهته، قال المتحدث باسم البابا الأب فديريكو لومباردي إن البابا "أصيب بصدمة وشعر بحزن كبير أمام هذه الأحداث". وتابع "في هذا الوقت العصيب نعبر عن تضامننا مع الطائفة القبطية، ونتمنى بقوة السلام والأمن لكل الشعب المصري". ولهذا اُعتبر طلب البابا بوضع المسيحيين المصريين تحت الحماية الدولية أمرا مستهجنا ولافتا للانتباه، واستدعى ردا مصريا من الأقباط أنفسهم ومن مشيخة الأزهر، على الرغم من أن الحادثة ليست سببها الدولة المصرية وأجهزتها، ورغم أنها ليست تعبيرا عن صدام طائفي إسلامي ـــ مسيحي، إلا أن الإفراط في التعبير والازدحام الكبير سمح لمخترق ليضرب الأمن المصري، ومع الأسف فإن اختيار الكنيسة لم يكن عبثيا، فالكنيسة تقابل أحد مساجد الإسكندرية المعروفة، ومن قصد التفجير كان هدفه إشعال فتيل فتنة بين المسلمين والمسيحيين. مركز دايان والعبث بالأمن العربي كنيسة سيدي بشر، وكنيسة البشارة، وسيدي بوزيد، وأحداث القويسمة تدفعنا إلى التدقيق أكثر في ندوات متخصصة ومهمة لمركز دايان الإسرائيلي الذي مهمته الرئيسة التخطيط للعبث بالأمن الداخلي للدول العربية، أولها كانت ندوة حول الطائفية في العالم العربي، وندوات أخرى حول التركيبة السكانية في العالم العربي، وندوة عن اللغات واللهجات والثقافات المحلية والتباينات في المجتمع العربي، وندوة عن عوامل في تفسخ الدولة وانهيارها في العالم العربي، ولكل دولة عربية قسم خاص وباحثون خاصون بها. وللبحرين وحدها مخصص 18 باحثا، فما بالك بمصر الذي يمتلك مركز دايان فرعا له هناك، ناهيك عن أن المركز له علاقات وثيقة بأمريكا، وله علاقات متداخلة ومؤسسات تمويل أجنبي تعمل في بلادنا العربية، وله علاقات مع مؤسسات جامعية عربية!! وفي دراسة لمركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، وهي قراءة تحليلية بالعبرية حول الانتخابات البرلمانية المصرية والأردنية، وهي دراسة توثيقية حديثة، تفيد في ملخصها بأن مصر تعيش أزمات داخلية عدة ـــ اقتصادية وسياسية ــــ، وتنتعش فيها الطائفية، وتنمو فيها الحركات الصوفية والشيعية، وأن الدولة المصرية تتآكل، مثلما قالت الدراسة عن الأردن إن ظروف الأردن مؤهلة للتفسخ وعدم الاستقرار الاجتماعي السياسي، وركزت على العنف الاجتماعي والجامعي والتقاسم السياسي الأردني ـــ الفلسطيني. الإرهاب والتأسيس للحرب القادمة إلى هنا ندرك أن إسرائيل أيضا تعيش أزمة داخلية متراكمة قد تدفعها إما للحرب أو بذر الفتن والشقاق الداخلي في الدول العربية، والموساد الإسرائيلي يدير اللعبة الأمنية بشكل خطير، ويهدد الأمن والاستقرار العربي، وأن المؤشرات تفيد بوجود صراع أمني استخباراتي عالمي في المنطقة أمريكي ـــ إيراني ـــ إسرائيلي ـــ ألماني، وفي حديث مع الدكتور مصطفى العاني (خبير، مركز الخليج للدراسات/ دبي) قال: "هناك صراع استخباري عنيف تعيشه منطقة الشرق الأوسط، والمخيف فيه ليس المؤسسات الأمنية الرسمية وأعينها وجواسيسها، وإنما أن هناك حركات متطرفة بدأت تستخدم ذات الموجة وذات التشفيرة، لخلق البلبلة وصولا للنسخة التالية من استراتيجية الفوضى الخلاقة، ومن تابع بعض ما قاله هيكل عن توقعاته لعام 2011 يرى أن هيكل ركز كثيرا على أن عام 2011 عام الهندسة السياسية وعام التغيير الكبير، ووفقا لدراسة خاصة بالخارجية الأمريكية تفيد بأن أمريكا يجب أن تمارس فعلها السياسي، وتحقق مصالحها الاستراتيجية باستخدام القيادة عبر القوة المدنية وعبر القوة الخفية. والقيادة عبر القوة المدنية والخفية تدور في مستويين: الأول القوة الناعمة والحوارات المباشرة مع القوى السياسية، كما يحدث في اليمن من حوارات أمريكية مع الحراك الجنوبي، ومع الحوثيين، وكما جرى في السودان من تعامل مباشر مع الجنوبيين، وكما جرى في بعض الدول العربية من حوارات مع الحركات الصوفية، ناهيك عن تقارير أمنية إسرائيلية تؤسس لاجتياح غزة، وتفيد بأن اجتياحها القادم لغزة سببه وجود تجمع لحركات راديكالية عالمية. والمخابرات الأمريكية تخطر الرئيس أوباما بوجود تجمع إرهابي في سيناء وغزة وطابا والعقبة، والأردن يقرر نقل مشروع مفاعله النووي إلى منطقة المفرق شرق الأردن، في وقت كان الموساد الإسرائيلي يتجسس على مشروع المفاعل عبر شركات آسيوية تعمل في جنوب الأردن، وتتحدث إسرائيل عن وجود تقارب أردني من حماس وإيران، وتدني في مستويات التنسيق مع عمان. والمستوى الآخر للسياسة الأمريكية الجديدة في إدارة الظهر للعديد من القضايا المهمة كالقضية الفلسطينية في وقت تتخوف فيه تل أبيب من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، ولهذا تدعم واشنطن دور أنقرة الإقليمي وأنقرة تمهد لحوار دبلوماسي أمريكي ـــ إيراني، وإيراني ـــ عربي، والحوار مع واشنطن كانت تدور رحاه سرا في أنقرة وفي جنيف، ومنذ احتلال أمريكا لأفغانستان والعراق، وهو ما يعزز التكهنات وراء أبعاد منوشهر متقي وتعيين علي أكبر صالحي وتصريحه بضرورة الارتقاء بعلاقات إيران والسعودية وتركيا، فيما يؤكد مسؤولون عراقيون أن واشنطن لم تنسحب من العراق، بل ما زالت تحتفظ بوجودها العسكري والأمني في العراق عبر إقامة أربع قواعد عسكرية رئيسة، وتتطلع لبناء قاعدة عسكرية جديدة في جنوب السودان، واحتمالات صفقة في لبنان لمصلحة وجود عسكري أمريكي في المياه الإقليمية اللبنانية المحاذية لإسرائيل بعد دراسات مؤكدة لوجود حقول كبيرة من الغاز. هناك صراع استخباري في المنطقة، هناك عمل جاد وحثيث لجر بعض الدول العربية لاضطرابات داخلية وجانبية، وتوتر مسلح مع دول جوار عربية، وبلبلة إعلامية حولها، وهناك حديث عن دعم وتأييد إسرائيلي لاستقلال كردستان العراق لأجل لي يد أنقرة، والشركات الإسرائيلية تهرع لإنقاذ الاقتصاد اليوناني، وحديث عن علاقات مع الحزب القومي الكردستاني، وانفجار (تقسيم) في إسطنبول رسالة لأردوغان. العبث الأمني الداخلي الخلاق هنا نكتشف أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي في النسخة الثالثة من الشرق الأوسط الجديد، وبعد سياسة الفوضى الإقليمية الخلاقة، ستكون الخطة الجديدة العبث الأمني الداخلي الخلاق، وخطة الإرباك الجديدة للمنطقة ليس أقلها تراجع أمريكا عن تعهداتها للمفاوضات السلمية، وحصول إسرائيل على ضوء أخضر من الكونجرس الأمريكي، ودعم غير مسبوق لمواجهة أي تحديات خارجية، ولربما لمغامرة جديدة، ما دعا حركة حماس لإعلان التهدئة على الرغم من وساطة المخابرات الألمانية لإطلاق شاليط، ورسائل هنية للأردن للتدخل للحيلولة دون اجتياح غزة، والمعلومات تشير إلى أن هناك ضغوطا أمريكية إسرائيلية لإعادة محمد دحلان لقيادة المؤسسات الأمنية الفلسطينية، وصراع فلسطيني ـــ فلسطيني يخرج للدول العربية المجاورة. عراد في القاهرة لترتيب لقاء مبارك ما الذي فعله عوزي عراد مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي والمعروف إسرائيليا بعدائه لمصر، الذي يعمل بالتفاهم ويوفال شطاينتس رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (سابقا) والمقرب من رئيس الحكومة الحالي (بنيامين نتنياهو)، وهو الشخص الذي عمل كل ما بوسعه للإساءة إلى مصر، وأسهم في خفض المعونة الأمريكية، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فأثناء توليه منصب رئيس لجنة الخارجية والأمن استغل علاقاته الوثيقة مع قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس الأمريكي لإقناعهم بخفض قيمة المساعدات الأمريكية لمصر. ففي ظل تعاظم الشكوك الأمنية المصرية بإسرائيل، وربما تقترب من تحديد الأمن المصري لجهة الإرهابي الحقيقي وراء تفجير كنيسة القديسين، وفي وقت يلحظ فيه المصريون زيادة في النشاط التجسسي الإسرائيلي على مصر، وصولا إلى مراحل خطرة وحساسة، ووجود شكوك مصرية حول وجود دور إسرائيلي مؤثر وفاعل باتجاه هندسة الأزمات الداخلية في مصر أمنيا واجتماعيا واقتصاديا ومعلوماتيا، واستهدافها التعايش السلمي الداخلي، وأن إسرائيل كانت الداعم الخفي لملف الأقباط في الخارج ومؤتمرهم الذي عقد في أمريكا، وصولا إلى التفجير الأخير، وتعتقد جهات مصرية أن الموساد الإسرائيلي بدأ لعبة العبث بالمجال الحيوي للأمن المصري في إفريقيا وآسيا وأوروبا أيضا، الأمر الذي استدعى طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وإصراره على مقابلة الرئيس المصري حسني مبارك. ما تخشاه القاهرة أن تسعى إسرائيل من وراء الحادثة إلى دفع القاهرة لتفاهمات أمنية حول الحرب على الإرهاب، ومفاهيم الإرهاب تصنف وتضمن حركتي حماس وحزب الله لقائمة الحركات الإرهابية، ووضع قائمة إرهاب مشتركة، وهذه المطالب بالطبع لن تلقى قبولا مصريا على الرغم من دخول الإدارة الأمريكية على خط الترتيبات، وبالمحصلة فإن القاهرة سترفض مبدأ التعاون الأمني الكامل مع إسرائيل لما لذلك من تأثير كبير في استقلالية قرارها الأمني والسياسي، وعليه ستشهد العلاقات المصرية ـــ الإسرائيلية مزيدا من التوتر في ظل حكومة المتطرف بنيامين نتنياهو، وربما ـــ لا سمح الله ـــ أزمات لمصر أيضا، ليس أقلها التجسس والتفجير وأسماك القرش!! وهنا لا بد من إعادة بناء استراتيجية الأمن الوطني الداخلي وتحصينها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا عبر شراكة وطنية متكاملة، وقوميا بتعزيز علاقات الشراكة والتعاون الأمني العربي لمواجهة المخطط الإسرائيلي القادم.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها