Author

موجة دافعة من «الصعود» لأبرز أسواق الأسهم العالمية في 2011

|
تترابط أسواق المال وتتماشى بنسق معين على الرغم من الصعوبات التي يتعرض لها البعض إلا أن الفوارق تكون عادة ً في نسب الصعود والهبوط، فبينما نرى أن بعض المؤشرات قد ارتفعت بنسبة 100 في المائة، نجد أن مؤشرات مماثلة ارتفعت نصف ما ارتفعت به الأولى أو أقل، ولكن في المحصلة الإجمالية نجد أن الأغلبية ارتفعت، حيث من المحتمل أن تكون السيولة التي تعد المحرك الأساسي لأي سوق مالية هي التي تلعب هذا الدور وتتحكم في هذه النسب. إذ من الممكن أن تتحول هذه السيولة لاحقا من القطاع أو المؤشر الذي ارتفع جيدا إلى قطاع أو مؤشر آخر لم يرتفع سوى نسبة قليلة ليكون صاحب هذه السيولة في أفضل الأماكن أمانا، حيث إن عدم الابتعاد كثيرا عن مناطق القاع يعني أنه من المحتمل أن يجد بعضا من الشركات التي لا تزال أسعارها أدنى من قيمتها الحقيقة أو عندها والتي تعد من حيث المبدأ من أفضل الاستثمارات.. وبمعنى آخر فهناك ترابط عضوي بين البورصات، هذا ما وددت الإشارة إليه وخصوصا أن مقالنا التحليلي الفني البحت سيأتي حول أبرز المؤشرات العالمية. مؤشر داو جونز الأمريكي كسب مؤشر داو جونز خلال تداولات السنة الماضية ما يقارب 1145 نقطة وذلك على الرغم من ارتفاعه الأكثر من جيد الذي حققه في عام 2009 الذي استمر فيه على مدى الربع الأول من العام الماضي، حيث بدأت عملية تصحيح بسيطة لم تصل ألفي نقطة، حيث كبحت مناطق 9600 نقطة ذاك التصحيح الأمر الذي دفع المتعاملين إلى الإقدام على شراء تلك الأسهم مما أدى إلى ارتفاع المؤشر مرة أخرى في موجة صاعدة بدأها من تلك المناطق وهدفها الأول كان اختراق مناطق 11286 نقطة المتمثلة في حاجز 61.8 في المائة فيبوناتشي من الموجة الكلية الهابطة على الإطار الزمني الشهري والموضحة بالشارت المرفق، الذي تحقق خلال تداولات الشهرين الأخيرين من العام الماضي، حيث تم الاختراق إلا أنه لم يتأكد إلا بإغلاق الشهر الأخير الذي يعد إغلاقاً شهرياً وإغلاقاً ربع سنوي وإغلاقاً سنوياً، وهذا ما يعد من أشد الإشارات وضوحا على مسار المؤشر القادم الذي يتضح من خلال سلوكه الحركي الأخير أنه يتجه مبدأيا إلى مناطق المقاومة الأولى له عند حاجز 76.4 في المائة فـ ''يبوناتشي'' من الموجة السابق ذكرها عند مستويات 12430 نقطة التي لا أتوقع لها أن تصمد كثيرا أمام هذا الاندفاع، حيث من المحتمل أن نشاهد تفاؤلا جيدا لدى المتعاملين يدفعهم لمزيد من الشراء، وبالتالي لا أستبعد أن يخترق المؤشر هذه المقاومة ويتجه لما بعدها عند مناطق 14200 نقطة تقريبا، حيث إنها مناطق القمة الأعلى للمؤشر خلال العقد الماضي التي تعد من أشد المقاومات ضراوة، والتي أعتقد أن نشاهد تصحيحا جيدا إن وصل إليها.. وأخيرا ما أود الإشارة إليه أن المؤشر قد تدارك قرابة الـ 70 في المائة من هبوطه الكبير الذي حصل أثناء الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت الأسواق المالية على مستوى العالم أجمع، وذلك خلال فترة قصيرة مما يعطي احتمالين، إما أن يكون الارتفاع وهميا والهبوط القادم سيكون أسوأ بكثير، وإما أن تكون الاقتصادات قد تعافت، وعليه فإن الثقة ستزداد، وبالتالي سنشهد ارتفاعات تخترق القمم السابقة وستحقق بدورها أرقاما قياسية جديدة، ولكن تبقى من الناحية الفنية القمة الحالية هي الحاجز الرئيس لأي صعود مقبل. مؤشر فوتسي البريطاني على الرغم من الضغوط الكثيرة التي تعرض لها الاقتصاد البريطاني، إلا أن مؤشر سوق الأسهم هناك حافظ بشكل جيد على أدائه المتماسك، حيث حقق ارتفاعات لا بأس بها، وذلك خلال تداولات العام الماضي التي وصلت ارتفاعاته إلى ما يقارب الـ 11 في المائة من سعر افتتاح العام، حيث كان أول ما واجهه المؤشر حينها تذبذبا حادا في المسار العرضي الواسع النطاق الذي كان يسير به إلى أن أكد أخيرا اختراق مناطق المقاومة آنذاك عند مستويات 5550 نقطة بإعادة الاختبار التي حصلت في بداية الشهر الأخير من العام الماضي التي فشل فيها المؤشر في العودة إلى ما دون تلك المنطقة التي أصبحت بعد اختراقها دعما لا يستهان به ونقطة انطلاق لموجة صاعدة قد تصل أهدافها إلى مناطق عدة، أولها مستويات 6262 الواقعة على حاجز61.8 في المائة FP من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي، وهنا أود التأكيد على أن اختراق هذه المستويات سيفتح الباب أمام المؤشر للصعود إلى مناطق 6750 نقطة المتمثلة في قمة المؤشر الأعلى خلال تداولات العقد الماضي، التي لا بد لها أن تكبح صعود المؤشر أو تخفف من حدة الانطلاقة التي يسير بها منذ بدايات الربع الثاني من عام 2009 والتي وصلت قيم الارتفاع من ذاك الوقت إلى الآن ما يتعدى الـ 70 في المائة من قاع العام ذاته. وأود الإشارة إلى أن الارتفاع الأخير في العامين الماضيين قارب الـ 80 في المائة من إجمالي هبوطه من أعلى قمة وصل إليها في الفترة ما قبل الأزمة العالمية إلى أن وصل إلى قاعها، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على صمود جيد لدى المتعاملين الذين ذهبوا إلى الاستثمار الآمن والامتثال لقواعده الأمر الذي أدى إلى اتزان الأسواق بشكل عام، وعدم رؤية التقلبات السعرية الحادة جدا التي تأتي بسبب المضاربات السريعة. مؤشر نيكاي الياباني لا يزال المؤشر الرئيس لبورصة طوكيو ''نيكاي'' يعاني جراء ارتفاع الين الياباني الذي أدى إلى أزمة في الصادرات التي انعكست بدورها سلبا على الشركات اليابانية بشكل عام، حيث لم ترتفع أسعار تلك الشركات كثيرا، وبالتالي فإن المؤشر المذكور لم يكسب خلال العام الماضي 2010 أي نقطة، بل خسر من قيمة افتتاحه السنوية ما يقارب 300 نقطة على الرغم من ارتفاعه في الربع الأول من العام، إلا أنه اصطدم بمستويات المقاومة القوية عند مناطق 11311 نقطة الواقعة على حاجز 38.2 في المائة، فـ ''يبوناتشي'' من الموجة الكلية الهابطة على الإطار الزمني الشهري التي كبحت بدورها صعوده ودفعته للعودة إلى مناطق 8800 نقطة نتيجة لارتفاع الين الحاد، الأمر الذي لم يستحبه صناع القرار في المركزي الياباني الذي وقع على أثره بالتدخل في سعر العملة، وذلك بإضعافها من خلال شراء ما يقارب الـ 20 مليار دولار وبيع ما يقابلهم من ينات يابانية، الأمر الذي أعطى المتعاملين بريق أمل في ثبات سعر الين عند هذه المستويات، والدخول في موجة ضعف تكون نتيجته إيجابية على سوق الأسهم وعليه فإننا لو راقبنا أحداث الأشهر الأربعة الأخيرة لوجدنا أن المؤشر ارتفع مما يقرب من 1500 نقطة، ما نسبته 17 في المائة من قيمته والذي يعد بمعزل عن موقع المؤشر الحالي جيدا، حيث من المحتمل أن ينطلق المؤشر ليخترق حاجز المقاومة الأول عند المستويات السابق ذكرها ويليها مناطق 12640 نقطة الواقعة على حاجز 50 في المائة، فـ ''يبوناتشي'' من الموجة السابق ذكرها التي أتوقع أن نتجاوزها أيضا خلال تداولات العام القادم وخصوصا إن تحقق نموذج الـFailure Swing الذي سيكتمل باختراق المقاومة الأولى التي ستؤكد بدورها بداية الموجة الدافعة الصاعدة والتي ستصل بنا إلى مناطق قد تصل في نهايتها إلى 14 ألف نقطة.
إنشرها