Author

صناديق!!

|
امتلأ مجتمعنا المدني بالصناديق! ولا أدري حقيقة كيف ستتطور الأحوال في ظل اعتمادنا على اختراع الصندوق للوفاء بمتطلبات التنمية؟! أو ليست تجربة نصف قرن مع شيخ الصناديق (صندوق التنمية العقارية) أكبر دليل على ضيق الصندوق بتكاثرنا؟! هناك تقريبا صندوق لكل شيء في البلد! تماما كما الهيئات!! فلكل "هرجة" هيئة! وبالعودة للصناديق .. يعود السؤال ليطل برأسه ويقول: ألا يوجد ما هو أرحب من الصندوق؟؟ *** لو استقررنا على فائدة الصندوق وقدرته على الاحتواء ما تيسّر! فهل سنرى يوما صندوقا للعاطلين؟ وكم سعته يا ترى؟ وهل هو خشبي أم فليني أم بلاستيكي؟ *** هل سيكون هناك صندوق للمبتعثين؟ بمعنى، كل مبتعث ومبتعثة للماجستير والدكتوراه، ممن لن يجدوا وظيفة تناسب مؤهلاتهم بعد عودتهم! هل سنفصّل لهم صندوقا؟ *** هل سننسى كل جامعي وجامعية من خريجي التخصصات الموسومة بـ "غير المرغوبة في سوق العمل"، بينما (عميل الزمان) يعمل مديرا لشركة كبرى بمؤهل (دبلون) تنسيق أسلاك؟!، هل سننسى أولادنا وبناتنا الجامعيين من صندوق .. حلو ومنمنم كذا.. يحتوي خيبة أملهم؟! *** أعتقد أنه من المهم أن يتم تشكيل مجلس للصناديق! لِمَ لا؟! وأن يتم انتخاب أعضائه بالتصويت ضمن حملات، وهذا لضمان الحصول على اقتراحات بخصوص مسميات الصناديق! ولا أعتقد أن قراء هذه الزاوية الهشّة سيبخلون على الجميع باقتراحات لتفصيل صناديق في غاية الإلحاح بالنسبة "للهذا"!! وهذا كبداية "للهذا" الأمر المهم! كما أن هذا سيكسبنا القوة اللازمة للتحول إلى بلد مصدّر للصناديق! لِمَ لا؟ فقد مللنا من النظرة القصيرة... وحان وقت النظرة البعيدة.. بعيدة جدا! هناك تماما! *** سؤال أخير: هل سيكون لتلك الصناديق، إن هي وجدت أو أوجدت، جرس يمكن الضغط على زره لتنبيه الساكنين في الصندوق؟ أخشى كثيرا أن يتم نسيان هذه الخاصية! فنضطر لطرح الإصلاح في مناقصة ويتأذى سكان الصناديق من الحفر والنقر و"التدفين"! قبل أن نكتشف بعد طول معاناة أن الجرس الصيني "الأصلي" تم تركيبه فعلا.. فيما نسي المقاول أن يمدد للسلك الناقل للتيار.. وهذا يستدعي طرح مناقصة جديدة للحفر والتفتيش عن السلك وبحث ماهية الأفضل: هل نمدد السلك المدفون من قبل؟ أم نخطر المقاول الجديد بأهمية شراء سلك جديد لضمان انسيابية التيار الناقر لرعشة الجرس!؟!
إنشرها