Author

النساء قادمات!

|
المجتمع السعودي مقبل على مرحلة مهمة في حركته إلى الأمام، فأخيرا نزلت المرأة السعودية سوق العمل بقوة، بعد أن كانت طاقة مهدرة تعاني البطالة. لقد تأخرنا كثيرا في حل هذه القضية التي تجاوزها العالم.. ليس فقط في الدول المتقدمة.. ولكن في الدول النامية أيضا، وأصبحت المرأة شريكة الرجل في تحقيق خطط التنمية، وأصبح لها دور حقيقي في التقدم. لقد أعلنت وزارة العمل في المملكة أن هناك هدرا اقتصاديا.. تتسبب فيه المرأة، خصوصا إذا ما قورن بحجم الإنفاق المالي على تعليمها. وإذا كانت المرأة السعودية تعمل في عدة مجالات، إلا أنها مجالات محددة، مما يجعلها تسهم بشكل أو بآخر في هذا الهدر الاقتصادي. لكن ما فعلته المرأة السعودية أخيرا يثير الإعجاب، عندما قررت أن تضع قدمها في سوق العمل الجاد، فهناك أكثر من 50 سيدة سعودية اقتحمن سوق صناعة الحلوى المنزلية في مختلف أنحاء «الرياض» واستطعن أن يستحوذن على 20 في المائة من سوق المعجنات والحلويات الذي كان مقصورا على الرجال. وكما تقول فاطمة العلي إن شهر رمضان الماضي أسهم في تعريف عمل السيدات في مجالات مختلفة، خصوصا اللائي يعملن وينتجن الحلويات المنزلية. لقد أصبح المستهلك يعرف إنتاج الأسر عن قرب.. وشاهد مستوى النظافة، وبالتالي ارتبط ببعض الأسر التي يلجأ إليها في تحقيق طلباته، خصوصا في المناسبات. في الوقت نفسه اعترف عبد الله الروقي مدير حلويات «الروقي» بأن الطلب هذا العام على مصانع الحلويات، قد انخفض بما يعادل 20 في المائة، وأرجع السبب إلى وجود أيد نسائية كثيرة تعمل في مجال الحلويات، كما حدث في شهر رمضان الماضي بحسب ما قالته فاطمة العلي المشرفة في أحد المهرجانات. مجال آخر اقتحمته الفتاة السعودية، هو وظيفة «الكاشيرة» في المراكز التجارية بعد أن تضاءلت مجالات العمل، خصوصا أن عددا كبيرا من النساء يعلن أسرهن. وكسب الرزق الحلال أفضل من التسوّل وانتظار الأموال من الجمعيات الخيرية، وإذا كان هناك البعض ممن يعترضون على عمل الفتاة «كاشيرة»، إلا أن هذه المعارضة ستتراجع بعد أن أصبح العمل حقا للرجل والمرأة. إننا مع ما أعلنته وزارة العمل من أنها بصدد تنفيذ إجراءات للتوسع في مجالات عمل المرأة سواء في القطاع العام أو الخاص، وتحديد وتصنيف الوظائف التي من الممكن أن تشغلها المرأة، وأن توظيف المرأة سيكون إحدى أهم استراتيجيات التوظيف في المملكة.. ويبقى الأمل معقودا على وزير العمل المهندس عادل محمد فقيه في تحقيق هذه النقلة المهمة في حياة المرأة السعودية لتحقق دورها في تنفيذ خطط التنمية في المملكة ولتشارك الرجل في صنع التقدم.. وحتى يتواكب ذلك مع ما حققته الأمم المتحدة من إنشاء وكالة جديدة تعنى بشؤون المرأة هي «مؤسسة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة».. والتي سيبدأ عملها اعتبارا من العام المقبل.
إنشرها